الرؤية - مالك الهدابي
مشاريع التخرج.. هي ممارسة عملية يختتم بها الطلاب مرحلة دراسية معينة يكتسبون من خلالها الخبرات والمهارات التي تؤهلهم فيما بعد للانخراط في سوق العمل.
ومن المشاريع المهمة ما يقوم به طلاب الهندسة الكيميائية بجامعة صحار حول استخدام تقنية التبادل الأيوني للتخلص من المعادن السامة التي تهدد حياة الإنسان.
ويقول الدكتور راج موهان المشرف على المشروع: المعادن الثقيلة واحدة من أكثر الملوثات الخطرة والضارة بالبيئة؛ حيث تتسبب في تلوث خطير للتربة والمياه ومن هذه المعادن برميل (+2) والنحاس (+2)، والحديد (+3)، والكروم (+3) التي تتراكم في الكائنات الحية، وتسبب العديد من الأمراض والاضطرابات ولذلك يجب تخفيض تركيزاتها إلى مستويات مقبولة قبل ان تصل هذه المركبات الى البيئة. وأضاف: لإزالة هذه المعادن، هناك العديد من الطرق والتقنيات لعلاج النفايات السائلة الملوثة بالمعدن مثل التبادل الأيوني، والتحليل الكهربائي، والفصل عن طريق الغشاء، والتناضح العكسي، والامتزاز، لكن تبقى عملية التبادل الأيوني فعالة جدا وتفضل لإزالة أيونات المعادن الثقيلة بسبب سهولة الاستخدام ونحن في مشروعنا نستخدم عملية التبادل الأيوني.
ومن جانبها، قالت الطالبة أميرة الغريبية: التبادل الأيوني هي واحدة من عمليات المعالجة الواعدة، والتقنيات التقليدية المستخدمة على نطاق واسع لإزالة المعادن الثقيلة، ولعملية التبادل الايوني مزايا وخصائص ممتازة وهي قلة تكاليف التشغيل المادية، كما أن الصيانة رخيصة. ولا تحتاج إلى طاقة عالية والمواد الكيميائية لتنشيطها رخيصة والعملية تستمر لسنوات عديدة وليس هناك حاجة إلى استبدال، وإضافة إلى ذلك، فإن عملية التبادل الايوني صديقة للبيئة لأنها تتعامل فقط مع المواد التي تحدث في الماء أو المحلول.
وقالت الطالبة أفراح البوسعيدية إن المعادن الثقيلة تصبح سامة عندما يستقبلها الجسم وتتراكم في الأنسجة. وعلاوة على ذلك، فإنها قد تدخل جسم الإنسان عن طريق الغذاء والماء والهواء أو الامتصاص عن طريق الجلد.
وتستخدم عملية التبادل الأيوني لمجموعة متنوعة من الأغراض في تشطيب المعادن، بما في ذلك: معالجة المياه الخام، واسترداد تصنيع المواد الكيميائية وتنقية الأصباغ. وإزالة المعادن الأخرى من مياه الصرف الكهربائي.
وأوضحت الطالبة ابتسام الزعابية: لذلك قمنا باستخدام عملية التبادل الأيوني وهي فعالة في إزالة المواد الصلبة المذابة من تمييع المياه المستهلكة، فعملية التبادل الأيوني مناسبة تماما للاستخدام في تنقية مياه الصرف الصحي ومعالجته وتنقيته.
وعن أهم استخدامات عملية التبادل الأيوني في مختلف مجالات الحياة، قالت الطالبة زينب البلوشية: إنتاج مياه عالية النقاوة باستخدام عمليات التبادل الأيوني أو مزيج من الأساليب وغشاء التبادل الأيوني.
ويقول محمد المقبالي مساعد الرئيس لشؤون الطلاب بجامعة صحار: لا يخفى على أحد أهمية المشاريع بالنسبة للطلاب وخاصة مشاريع التخرج التي ينبغي أن تتمحور حول القضايا الآنية في المجتمع والقطاعات الصناعية المختلفة التي يدرسها الطلاب في الكلية. وفيما يخص مشاريع طلاب الهندسة؛ فمشاريع التخرج من الأهمية بحيث يتم إعطاؤها الأهمية الكبيرة التي تعكس للطالب أهمية قيامه بالعمل بشكل يضمن فهمه واتصاله بالبيئة التي سيعمل فيها بعد تخرجه في الكلية.
وقال الدكتور حسين الوائلي محاضر بجامعة صحار: ان مشاريع التخرج التي تتبنى المشاكل العملية والواقعية المرتبطة بالصناعة العمانية لها دور كبير في صقل خبرات الطالب وتهيئته للمرحة التالية للدراسة وهي سوق العمل، حيث إن الخبرة المكتسبة في مشروع التخرج؛ سواء بكلا شقيها العلمية والعملية تهيئ الطالب ويكسبه الخرة والتدريب التي تنعكس على أدائه في مواقع العمل. وكذلك من المفيد بمكان الإشارة إلى ظرورة تبني ستراتيجيات لاختيار مواضيع مشروع التخرج بما يرتبط ويناسب حاجة الصناعة في عمان فمن غير المناسبة البحث في مواضع لا تنعكس تطبيقا في الواقع العماني.. أيضا ربط المواضيع بالعناوين البحثية الرئيسية التي تبناها مجلس البحث العلمي العماني سيكون له الأثر الإيجابي على مشاريع التخرج، كذلك الاستفادة من المنح البحثية التي أقرها مجلس البحث العلمي لطلاب الجامعات سيكون مفيد لتوفير حاجات الطالب لاتمام البحث.
... إن تعاون الجميع -جامعات ومؤسسات وطلابًا- سيقود إلى تخريج كوادر عمانية قادرة على المنافسة في سوق العمل.