والي العامرات: لا مناص من الحلول الفنية للقضاء على الروائح.. و"البيئة" المسؤول الأول
الهادي: شكاوى متعددة عن أضرار المردم إلى الوزراء المختصين دون جدوى
الطائي: المخاوف تتزايد من إصابة السكان بأمراض الجهاز التنفسي
المرادم أنتجت أسرابا هائلة من الذباب والحشرات في المنطقة المحيطة
وعود المسؤولين إزاء أزمة المردم لم تصل إلى حد التطبيق
جمع 1000 توقيع من الأهالي لرفع الأمر إلى مجلسي الشورى والدولة
خبير بريطاني أكّد أنّ الروائح المنبعثة تتركز في مردم النفايات العامة
نفوق بعض الحيوانات نتيجة الروائح المنبعثة
لا تقارير طبية تؤكد الضرر الصحي على الإنسان بسبب الروائح الكريهة
الرؤية- محمد قنات
تصوير/ راشد الكندي
يشكو سكان منطقة الحاجر بولاية العامرات في محافظة مسقط من أن أصواتهم بحّت لكثرة المطالبات والشكاوى التي تقدموا بها إلى الجهات المعنية بشأن الروائح الكريهة المنبعثة من مردم النفايات الكائن بالمنطقة، وقالوا إنّهم طرقوا كافة الأبواب التي يمكن الوصول إليها للحصول على ردود بشأن المردم الذي بات يؤرق مضاجعهم بسبب هذه الروائح والخوف من تداعيات صحية لا يمكن تفاديها.
ويُعاني سكان المنطقة من انبعاثات كريهة الرائحة من المردم، لاسيما في أوقات الليل وحتى شروق الشمس، وتتزايد المخاوف من الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، فضلاً عن القلق المتنامي من نفوق عدد من الحيوانات والطيور في المنطقة المحيطة بالمردم، ما يؤكد وجود علاقة سببية بين المردم ونفوق الحيوانات. ولا توجد حتى اللحظة تقارير طبية تؤكد علاقة المردم بنفوق هذه الحيوانات، أو دليل علمي على أن الروائح الكريهة قد تتسبب في إصابة السكان بالأمراض، غير أنّ المواطنين ناشدوا الجهات المعنية بالعمل على التخلص من المردم أو على أقل تقدير الحد من هذه الانبعاثات، عملاً بالمبدأ القائل "الوقاية خير من العلاج".
وقال سعادة الشيخ مهنا المعولى والي ولاية العامرات إنه تم إرسال العديد من المخاطبات إلى الجهات المعنية بغرض إيجاد حلول لتلك الروائح التي تخرج من مردم الحاجر، ويتضرر منها السكان الذين يشكون باستمرار من هذا الأمر، ويطالبون بنقل المردم باعتبار أن الروائح تصل إلى مساكنهم رغم أن المردم يبعد عن تلك المساكن مسافات بعيدة. وأضاف المعولي أن الجهات التي تمت مخاطبتها شملت وزارة البيئة والشؤون المناخية وبلدية مسقط، فيما أفادت الأخيرة في رد سابق لها أن المخلفات تضم فقط النفايات الصلبة ومخلفات البناء، وأوضحت أنّ الروائح الكريهة تنتج عن تراكمات قديمة، وأنّ البلدية تبحث هذا الأمر، إلا أن شكاوى المواطنين لازالت مستمرة وتمت مناقشتها على مستوى المجلس البلدي لإيجاد الحلول. وزاد أنه خوفاً من تنامي الأضرار- خاصة وأن المردم قريب من بعض المدارس التي يدرس بها زهاء 3 آلاف طالب- فلابد من إيجاد الحلول الناجعة التي يمكن أن تحل مشكلة الروائح بصورة نهائية. ويرى سعادة الوالي أن الحلول تكمن في الجانب الفني، وهي أدوار منوطة بوزارة البيئة والشؤون المناخية بهدف تفادي الضرر الذي يصيب الإنسان جراء تلك الروائح، كما إن الحلول الوقتية غير مجدية لأن الوضع سيتجدد مستقبلاً. وأعرب سعادته عن أمله في أن تعجل الجهات المختصة بالقضاء على الروائح والأدخنة المنبعثة من المردم، لتجنب الإضرار بالصحة العامة للسكان.
مشكلات عديدة
فيما قال سعادة محمد الهادي عضو مجلس الشورى عن ولاية العامرات إنّه منذ إنشاء المردم تفجرت العديد من المشكلات المتمثلة في الروائح الكريهة المنبعثة من المردم، موضحاً أنّ هذه الروائح أثرت سلبا على الحيوانات التي تعيش بالقرب من المردم، حيث تظهر حالات نفوق للحيوانات بين فترة وأخرى، كما إن الروائح تسلك طريقها إلى مساكن المواطنين والمساجد والمدارس. وأضاف أن هذه الروائح شبيهة بتلك التي كانت تخرج من مردم النفايات بالمحج، في فترة سابقة، وتلحق الضرر بالمواطنين، وفي تلك الفترة قررت البلدية نقل المردم إلى مكان بعيد عن المساكن، ليقع الاختيار على موقع المردم الحالي، في الحاجر ليتضرر منه المواطنون هناك، بعد أن نفذت إليهم الروائح الكريهة، وهم الآن يطالبون بنقله أو إيجاد حلول لتلك الروائح التي تنبعث منه. وأشار الهادي إلى أن المردم الحالي يحتوي على 3 أقسام؛ الأول للنفايات الطبية وآخر للبلدية، ومردم لمصنع للأسمدة مملوك لشركة حيا، لافتا إلى أن مثل هذه المرادم تنتج عنها أمراض مختلفة، لكنه حتى الآن لا يوجد فحص دقيق يؤكد أن تلك الروائح تتسبب في الأمراض.
وفيما يتعلّق بالجهود المبذولة لمعالجة الأمر، أوضح الهادي أنّه تمّ الاجتماع بالمواطنين والمشايخ إلى جانب توجيه رسائل إلى الوزراء المعنيين؛ منهم معالي الفريق وزير المكتب السلطاني ومعالي السيد محافظ مسقط ورسائل إلى صاحب السمو السيد فهد بن محمود نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، ووزراء الإسكان والبيئة والصحة ورئيس مجلس الشورى ورئيس مجلس الدولة. وتابع: لم نتلق ردودا حول هذه الرسائل، ما يجعلنا غير قادرين على الرد على المواطنين الذين يستفسرون عن الأمر بصورة مستمرة، وأكد عزمهم رفع الأمر إلى مجلس الشورى حتى تتم مناقشته والتوصل لنتائج بشأن المردم. ويرى الهادي أن الحلول تكمن في وضع معالجات أو إيجاد مكان آخر لنقل النفايات، موضحا أن الموافقة على قيام هذا المردم في مكانه الحالي بالقرب من المخططات السكنية تعد من الأخطاء التي وقعت فيها الجهات المسؤولة، على حد قوله.
حلول نهائية
بينما يذهب نجيب بن حمد الطائي أحد أعيان المنطقة إلى ضرورة إيجاد حلول نهائية وناجعة لأزمة الروائح الكريهة المنبعثة من المردم، إما عن طريق نقله إلى مكان آخر أو معالجة تلك الروائح التي تؤرق مضاجع السكان. وقال إنّ تلك الروائح تنفر السكان من المنطقة التي تمتد إليها الروائح الكريهة، كما إنها تؤثر سلبًا على تربية الحيوانات وتتأثر المراعي، موضحا أن الأمر ينتقل إلى المياه الجوفية، لذا لابد من الإسراع في إيجاد المعالجات باعتبار أن الأمر مرتبط بحياة الإنسان، وأن نقل المردم من مكانه الحالي يعد الحل الأمثل، خاصة وأن أصوات المواطنين بالمطالبة بذلك تتزايد بصورة مستمرة. وأوضح أن السكان نقلوا شكواهم إلى الجهات المعنية، غير أنها لم تجد آذانًا صاغية. وأشار إلى أنّ العديد من المسؤولين لا يقدمون سوى الوعود تلو الأخرى بحل القضية دون جدوى. وتابع الطائي أن الروائح التي تنبعث من المردم تشكل للسكان مصدر قلق، خاصة في الفترة المسائية، موضحًا أنّه لابد للجهات المختصة أن تعمل على تحويل المردم من مكانه الحالي إلى مكان بعيد عن مساكن المواطنين، الذين يعانون أشد المعاناة، بجانب النظر في هذا الموضوع بعين الاعتبار لتعلقه بصحة الإنسان والبيئة التي يعيش فيها، خاصة وأن المردم لا يبعد كثيرًا عن بعض المساكن، وأن العديد من السكان يشكون من الروائح التي تنبعث من المحروقات وتسبب مضايقات.
وأبدى الطائي تخوفه من أن يصل الأمر إلى حد الإصابة ببعض أمراض الجهاز التنفسي، وأن الكثيرين بدأوا يفكرون في النزوح من أماكن سكنهم والبحث عن أماكن أخرى للسكن فيها، مطالبًا بضرورة إغلاق المحرقة في أسرع وقت، مراعاة لصحة المواطنين وأسرهم. وأشار إلى أنّ الروائح المنبعثة من المردم تنتشر بالمنطقة وتفرز روائح كريهة وضارة، وتسببت في نفوق الحيوانات، كما إنها تجعل المنطقة غير جاذبة للسكن، داعيًا إلى إيجاد حل نهائي للمردم.
3 مرادم
ويقول الدكتور سيف الهادي من سكان الحاجر إنّ المنطقة تضم ثلاثة مرادم؛ وهي مردم النفايات العامة ومردم النفايات الصحية ومردم النفايات العضوية، وهذا الأخير مصنع للأسمدة في الأساس، ويسمى بمردم النفايات العضوية تجاوزًا. وأوضح أنّ المصنع يحتوي على مواد عضوية من مخلفات الإنسان، وفكرة إنشاء المردم قديمة ووقع الاختيار على الجهة الغربية من منطقة الحاجر، والأهالي في تلك الأيام حاولوا أن يمنعوا إنشاء المردم لأنه يقع في منطقة مرتفعة تنحدر منها مجموعة كبيرة من الأودية، حيث إنّ ذلك المكان مصدر مهم للمياه الجوفية بمنطقة الحاجر، وسعى السكان آنذاك إلى مراجعة المسؤولين ومخاطبة وزارة الصحة، إلا أنّ الإرادة كانت تتجه إلى أن يكون المردم موجودا في المكان.
وأضاف الهادي أن العمل بدأ في إنشاء المردم، وأُلحق به فيما بعد مردم النفايات الصحية، ثم مصنع الأسمدة، ولم يمض على إنشاء المردم طويلاً، حتى بدأت الروائح تنتشر في كل مكان، إلى جانب انتشار أسراب هائلة من الذباب والحشرات في المنطقة المحيطة، الأمر الذي أزعج سكان منطقة الحاجر، وحاولوا التواصل مع الجهات المسؤولة، لكن لم يظفروا سوى بوعود لم تصل إلى حد التطبيق.
وزاد الهادي موضحًا: "عندما كنت عضوًا في المجلس البلدي تواصلت مع بلدية مسقط في هذا الشأن، وأثناء محاولاتي نجحت على مرتين بالإتيان برئيس بلدية مسقط إلى موقع المردم، من أجل معالجة الأمر، والقضاء على مسببات انبعاث الروائح الكريهة، وكذلك النفايات التي يتم إلقاؤها في غير محلها. وتابع أن سعادة عضو مجلس الشورى الشيخ محمد الهادي تابع هذا الموضوع بنفسه، وفي أواخر العام 2011، قمنا بجمع توقيعات من الأهالي بعد أن أخبرناهم بأننا بصدد التوجه برسالة إلى عدد من الجهات الحكومية بما فيها رئيس مجلس الشورى ورئيس مجلس الدولة، على أن يقوم بإيصال هذه الرسالة عضو مجلس الشورى سعادة الشيخ محمد الهادي، وبالفعل تمّ جمع 1000 توقيع من أهالي منطقة الحاجر.
وأضاف أنّ الرسائل وصلت إلى الجهات المسؤولة، وبدأ الأمر يتحرك شيئاً فشيئًا، وبالنسبة لمردم النفايات الصحية قاموا بتغيير الشركة كاملة لأنّها لم تكن تتقيد بالنظم والقوانين التي يقوم عليها المصنع صحيًا.
لكن فيما يتعلّق بشركة حيا، قال الهادي إنّ معظم الروائح تخرج من مصنع حيا للأسمدة، وكان الضغط في هذا الاتجاه، إضافة إلى أن مردم النفايات العامة تخرج منه روائح، لكن الأهالي ارتأوا التركيز على مردم النفايات العضوية، لذلك كان الاتجاه إلى شركة حيا. وتابع أن بلدية مسقط كلفت شركة حيا بضرورة الاستعانة بخبير استشاري من دولة أجنبية لتحديد مصدر الروائح، وتقدير حجم الأضرار المنبعثة، وقامت الشركة باستدعاء خبير بريطاني، كانت قد استدعته سابقًا لمعالجة الروائح المنبعثة من المصنع الموجود في منطقة الأنصب بولاية بوشر ونجح في ذلك إلى حد كبير.
خبير بريطاني
ومضى الدكتور سيف الهادي قائلاً: تواصلنا مع الخبير البريطاني والتقى بمجموعة من الأهالي، وبعدها قام برصد الروائح والى أين تصل وبمقاييس محددة، وقدم تقريرًا متكاملاً عن هذا الموضوع، وبعدها تمت دعوتنا من قبل شركة حيا لشرح التفاصيل المتعلقة بتقرير الخبير البريطاني وهو منتسب إلى شركة (s-h) واكتشفنا من خلال التقرير أن هذه الروائح المنبعثة من مصنع حيا للأسمدة لا تتعدى المردم، أما الروائح المنبعثة من مردم النفايات العامة تتجاوز الخمسة كيلومترات، ونسبة الوحدة الواحدة الرائحة فيها متركزة من 13 إلى 20، وأن الأنف البشرية تشم من واحد إلى خمسة، فإذا تعدت درجة الرائحة "الخمسة" تبدأ الأنف البشرية في الشم. وزاد أن الروائح في المردم تتراوح بين 13 إلى 20، وتصل إلى الشارع العام، وهو المكان الذي وقف فيه الخبير البريطاني، ولم يتعداه، لكن الروائح تصل منطقة تونس والحاجر. وأوضح أنّه بشكل عام تصل الروائح إلى الأنوف، على الرغم من أنّ هذه المناطق تبعد عن المردم أكثر من 5 كيلومترات إضافة إلى أنّ التقرير أثبت أن هناك تسربًا لغاز الميثان من المردم، ولم تضع الشركة المكلفة بإدارة المردم الاحتياطات اللازمة لمنع هذا التسرب، كما أن حوض عصارة النفايات هو المسؤول الأول عن انتشار هذه الروائح والعصارة التي تسكب فيه يوميا مسؤولة بصورة مباشرة عن الروائح التي تعم المنطقة.
واستطرد الهادي في حديثه قائلاً: بعد أن حصلنا على التقرير نحن الآن بصدد الضغط على الجهات الحكومية لإيجاد حل للمردم العام، بجانب الروائح التي تنبعث منه، وهذا الاتجاه ما أكدته الشركة التي أوضحت أنها بصدد إلغاء الحوض، وتأسيس مصنع يقوم على استخراج غاز الميثان وتحويله إلى طاقة كهربائية، إلى جانب تغطية المردم بالمادة البلاستكية، وأنه تمّ طرح المناقصات. لكنه استدرك بأن الأهالي لا يكتفون بذلك، ويريدون رؤية تطور حقيقي على أرض الواقع، وإلى أي مدى يمكن أن يبقى المردم في مكانه، وهل توجد خطة بديلة لنقله إلى منطقة أخرى، موضحًا أن الجهات المعنية مطالبة بإيجاد مردم آخر يبعد مسافة كافية تضمن عدم تأثيره على المواطنين.
حياة غير مستقرة
وأشار عبد الله محمد إلى أن المواطنين القاطنين في منطقة الملتقى، لا يستطيعون النوم ليلاً نتيجة للروائح الكريهة الخانقة، وإذا خرجوا من مساكنهم ليلاً لا يستطيعون مواصلة السير، ما يجعلهم يعيشون حياة مضطربة غير مستقرة. وحول الأضرار الصحية المباشرة، قال إنّه لا توجد تقارير طبية تؤكد حقيقة الأمر، سوى ملاحظات شاهدها عدد من الأهالي تتمثل في نفوق بعض من الحيوانات المحيطة بالمردم، وأن النفوق لازال مستمرًا، وأن أغلب الظن أنّ هذه الحيوانات والطيور التي تنفق تتغذى على مخلفات المردم أو أنها تشرب منها. غير أنه أكد أنّ لا دليل علمي حتى الآن يؤكد ذلك. لكنه أوضح أن الوقاية خير من العلاج، داعياً إلى القيام بجهود موحدة لإلغاء المردم كاملا أو الحد بقدر الإمكان من الانبعاثات.
وتحدث المواطن بدر بن ناصر الرزيقي عن أن مردم النفايات أصبح يشكل معاناة حقيقية يومية للسكان، وأن مخلفاته من الروائح الكريهة تتسبب في الكثير من المشكلات، وأن القضية أثيرت مع العديد من الجهات، إلا أنها تكتفي بتقديم الوعود، مبديا تخوفه من أن يكون المردم الحالي مسببًا للأمراض، خاصة وأن المواطنين شهدوا حالات نفوق لبعض الطيور والحيوانات قرب المردم، الأمر الذي يجب أن تنظر إليه الجهات المعنية بعين الاعتبار.
وأشار الرزيقي إلى أنه لابد أن تكون هناك مراعاة للسكان، خاصة أولئك القريبين من المردم الذي تنبعث منه روائح كريهة في وقت الليل وحتى طلوع الشمس، ووجود هذا المردم بوضعه الحالي أصبح يشكل هاجسا، ولابد من نقل المردم ورغم المطالبات والشكاوى المتكررة، إلا أنه حتى الآن لا توجد استجابة لنقل المردم أو وضع حلول جذرية ومعالجة انبعاثات الروائح، حتى لا يكون الخيار للسكان في تلك المناطق أن يتركوا مساكنهم.
وتابع إنه يسكن في تلك المنطقة منذ سنوات ولم يكن على علم بمشاكل المردم، وبمرور الوقت تفاجأ بالروائح الكريهة التي تنبعث من المردم، وأنه في بعض الأحيان يضطر إلى إغلاق نوافذ المنزل بصورة دائمة في المساء حتى لا تتسرب الروائح إلى الداخل. وناشد الرزيقي جميع الجهات المعنية بالتدخل لمساعدة المواطنين في إيجاد حلول ناجعة.