لشبونة- وكالات
توفي أسطورة كرة القدم البرتغالية أوزيبيو دا سيلفا فيريرا أمس عن 71 عاما، وذلك بحسب ما أعلن فريقه السابق بنفيكا.
وكان أوزيبيو حالة خاصة في كرة القدم البرتغالية كما أن وفاته أمس بسبب سكتة قلبية لم تكن "عادية" لأن الأسطورة رحل في نفس الشهر الذي ولد فيه قبل 71 عامًا، وبالتحديد في 25 يناير 1942.
ولد أوزيبيو في لورينسو ماركيس في زيمبابوي التي كانت آنذاك مستعمرة برتغالية، عاش فقيرًا وسط عائلة من تسعة أطفال. كان الطفل فيريرا مولعا بالكرة منذ الصغر، وكانت مواهبه ناضجة منذ البداية، غير أن المشكلة كانت تكمن في أنه لا يستطيع الانضمام إلى نادي ديبورتيفو الشهير والأعرق في المدينة لأنه فقير جدا، فلجأ إلى نادي لورنسو ماركيس وهو أحد فروع سبورتينج لشبونة الكبير.
في هذه الأثناء كان لاعب بنفيكا والدولي السابق سيرافين باتيستا يقوم بمراقبة أفضل المواهب في موزمبيق فلفت انتباهه هذا الطفل، وأبرق سريعا إلى ناديه في البرتغال يطلب ضم هذه الجوهرة. عرض بنفيكا على أوزيبيو الحضور إلى البرتغال للانضمام إلى النادي، غير أن الشاب الفقير تردد في بادىء الأمر، لكن أمه وبسبب الفقر المدقع الذي تعيشه العائلة طلبت من ابنها قبول العرض الذي سينال بفضله 250000 اسكودوس بالإضافة إلى 50 يحصل عليها عقب كل مباراة.
وابتداء من 23 مايو 1961 انضم أوزيبيو رسميا إلى بنفيكا، بعد ذلك بأسبوع توج النادي البرتغالي بلقب كأس أبطال الأندية الأوروبية السادسة واضعا حدا لسيطرة ريال مدريد الإسباني العملاق بقيادة النجم الفريدو دي ستيفانو، وبالطبع لم يكن أوزيبيو في عداد الفريق البطل.
وأضحى أوزيبيو، القوي البنية والسريع والمرن وصاحب التسديدات الصاروخية، معشوق الجمهور البرتغالي بفضل هذه المميزات التي مكنته من نيل لقب هداف الدوري البرتغالي، حيث تمكن من تحطيم الرقم القياسي في عدد الأهداف التي سجلها بـ43 هدفا عام 1968.
ونال أوزيبيو لقب الدوري البرتغالي مع بنفيكا 11 مرة، وكأس البرتغال 5 مرات. أما أهم 9 أهداف سجلها أوزيبيو في حياته، فهي بلا شك خلال نهائيات كأس العالم 1966 في انجلترا حيث شاءت القرعة أن يكون المنتخب البرتغالي ضمن أصعب مجموعة في الدور الأول، غير أن أوزيبيو وزملاءه تمكنوا من الفوز بمبارياتهم الثلاثة أمام المجر (3-1) ثم أمام بلغاريا (3-0) وخاصة أمام البرازيل (3-1) فسجلوا 9 أهداف منها 3 لأوزيبيو ليتفوقوا على الكوري الشمالي 5/3 ويخسروا في نصف النهائي أمام الإنجليز أصحاب الأرض بهدف لهدفين ليقابلوا الاتحاد السوفييتي آنذاك على المركز الثالث ويحرزوه بتألق لافت لأوزيبيو ورفاقه وبهدفين مقابل هدف.
وعانى أوزيبيو كثيرا في الأعوام الاخيرة وأدخل إلى المستشفى لمشاكل صحية مختلفة. ففي أوائل 2012 أدخل إلى المستشفى ثلاث مرات في غضون شهرين، لعلاج أزمة ارتفاع ضغط الدم والتهاب في رئتيه وآلام شديدة في الرقبة. وفي يونيو 2012، أدخل إلى مستشفى دا لوز في لشبونة بسبب جلطة دماغية ثم أدخل إلى مستشفى في مدينة بوزنان البولندية بسبب ارتفاع في ضغط الدم.