الرؤية - محمد قنات
تبذل الشبكة العمانية للمتطوعين جهودًا مقدَّرة تقوم بها فى مجال العمل التطوعى بالسلطنة؛ عن طريق ابتكار مفاهيم جيدة تجعل من العمل اكثر جودة وذلك عن طرق فتح أبواب التدريب للمتطوعين، إلى جانب أن الشبكة تضع خبراتها التى استمدتها من المشروعات المتنوعة من أجل الخروج بعمل تطوعى يلقى قبول المجتمع.
وقالت مريم المعمرية منسقة لجنة التواصل والاعلام بالشبكة العمانية للمتطوعين: إن فكرة الشبكة جاءت بعد الاطلاع على تجارب عالمية؛ منها: المنظمات الكشفية العالمية والدولية ورؤية واقع العمل التطوعي ببعض الدول، ثم عمل دراسة حول واقع العمل التطوعي بالسلطنة بالتعاون مع خبراء دوليين في هذا المجال.
وتابعت: وجدنا أن التطوع ينقصه التدريب والهوية والكثير من المؤسسات والجمعيات التطوعية بالسلطنة تهتم بالتطوع وليس المتطوع، فجاءت فكرة الشبكة التي تهتم بالمتطوع وتأهيله وتدريبه وتمكينه بمجال العمل التدريبي ويمكننا القول بأنها هي الحاضنة للمتطوعين من خلال البرامج والدورات التدريبة التي تعقدها الشبكة في ثقافة العمل التطوعي والتخطيط في إدارة المشاريع التطوعية وبناء الفرق التطوعية، هوية المتطوع العماني قد تكون ثقافة غائبة عن الجميع ولكن الشبكة تبنتها بحاجة أسمتها "جواز تقدم المتطوع" الذي من خلاله يترتب على المتطوع الخوض في دورات تدريبية بمجالات مختلفة وتطبيق مشاريع وبرامج تطوعية تخدم المجتمع ويفيد ويستفيد منها المتطوع بحد ذاته.
وعن أبرز العقبات التي واجهتهم، قالت المعمرية: كل عمل حتى لو كان بسيطا تجد فيه عقبات، ونحن بالشبكة وجدنا تحديات؛ منها: الاعتراف الرسمي من الوزارة المسؤولة، حيث تجد أن هذا الاعتراف لا يُعطى إلا للجمعيات التطوعية التي هي أيضا تعاني من الحصول عليه، وكان الحل أن تندرج الشبكة العمانية للمتطوعين كمبادرة اجتماعية تبنتها شركة السبلة للحلول الرقمية (أثير) بمساندة موسى الفرعي ولها غطاؤها الرسمي والقانوني، التحدي الآخر تمثل في الدعم المالي بحكم أن القانون لا يسمح بجمع التبرعات، لكن وبحمدلله تم حل هذه الجزئية بمساندة بعض الشركات الداعمة للشبكة على مدى السنوات الثلاث الماضية؛ ومنها: الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، وعمانتل، وشركة النفط العمانية، وبنك عمان العربي.
وفيما يتعلق بأثر العمل التطوعي على الفرد في المجتمع، قالت: كان للشبكة أثر كبير جدا على المتطوعين والافراد في المجتمع حيث قامت بتدريب 3600 متطوع ومتطوعة، ونفذت أكثر من 85 برنامجا ومشروعا تطوعيا ميدانيا خدمت شرائح متنوعة ومختلفة في المجتمع، كما قدمت الشبكة اكثر من 300 ساعة تدريبية من خلال عدد من الدورات التدريبية بمجال العمل التطوعي والتخطيط في ادارة المشاريع التطوعية، كما أنه أيضا تم تخريج أكثر من 100 متطوع عماني بجواز التقدم ولدينا شباب بعد ان تدربوا، وتأهلوا بالشبكة أصبحت لديهم مشاريعهم التطوعية الخاصة، كما أن الشبكة أصدرت أول دليل تطوعي للمتطوعين بالسلطنة وهو كتاب "آفاق جديدة في مجال العمل التطوعي" الذي يُعطي المتطوع مجالات أوسع وأكبر للعمل التطوعي، كما يقدم لهم أفكارا لمشاريع تطوعية ممكن أن تستغل وتطبق كل في مجاله.. كما ساهمت الشبكة أيضا في دعم بعض الفرق التطوعية الشبابية من خلال برامج تدريبية مجانية قدمت لهم لناخذ بأيديهم في مجال العمل التطوعي.
وقالت إن الشبكة تهدف إلى تعزيز مفهوم العمل التطوعي لدى مختلف فئات المجتمع وتدريب وتأهيل المتطوعين وتحفيز الشباب العماني على العمل التطوعي بمختلف مجالاته ودعم مهارات الشباب وصقل مواهبهم لتطبيق أفكارهم التطوعية، إضافة لتوظيف التقنية الحديثة بما يتناسب مع المجتمع العماني والعمل التطوعي ومشاركة القطاع الرسمي والاهلي بالعمل التطوعي.
أما الطموح المستقبلي، فقد تسعى الشبكة العمانية للمتطوعين لأن تصبح أول أكاديمية تطوعية تدريبية للمتطوعين يتخرج فيها متطوعون محترفون بالعمل التطوعي ويساهمون في بناء وتنمية المجتمع.. وأبانت بأن الشبكة قدمت العديد من الفعاليات الميدانية التطوعية، إضافة إلى البرامج التدريبية التي تقدمها، وأهم وأبرز هذه الفعاليات: "اليوم المفتوح للأيتام، إدارة ملتقى خصب الثاني للشباب 2013م، المشاركة بالملتقى الرابع للعمل التطوعي الصحي المشترك بمحافظة الداخلية، إقامة أول فعالية (انت قدوتنا) وتعنى بإحياء السيرة النبوية لدى الشباب وتم من خلالها إعلان اسلام فتاة آسيوية، وتقديم مساعدات للأسر المتعففة وزيارة المرضى بشهر رمضان المبارك، وتدريب أكثر من 12 فريقًا تطوعيًّا بمجال القيادة التطوعية، وصيانة وتنظيف اكثر من 50 مسجدًّا بعدد من محافظات السلطنة.
واستطردت بأن االشبكة استطاعت الدخول بموسوعة جينيس للأرقام القياسية من خلال مشاركتها في في تدشين أكبر لوحة رخامية لصورة صاحب الجلالة، والتي نظمتها سبلة عمان، والحصول على جائزة إحسان للعمل التطوعي 2012م لأحمد الشقيري، والحصول على جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي بالمركز الثالث ضمن فئة المؤسسات والجمعيات التطوعية لعام 2012م.
وتبنت الشبكة منذ العام 2011م مشاريع متنوعة ومختلفة تواكب تطور العمل التطوعي، وتسعى من خلالها إلى زيادة الوعي بالأفكار والبرامج التطوعية؛ منها: مشروع "شباب تعاون" الذي يُعنى بتدريب الشباب على أساليب الحوار والتواصل الفعال من خلال ورش تدريبية وجلسات نقاش مع عدد من المسؤولين بالدولة، ومشروع "خدمة بيوت الله" الذي يهدف إلى الاهتمام بالمساجد من حيث تنشيط الفعاليات والبرامج ببيوت الله، إضافة إلى صيانتها والمحافظة عليها، ولاقى المشروع تجاوبا كبيرا من قبل المتطوعين والمجتمع المحلي، ومشروع "تكاتف للأعمال الإنسانية".