جوبا- الوكالات
طالبت كلا من مفوضية السلام ولجنة المصالحة الوطنية (حكوميتان) جميع أطراف الصراع في جنوب السودان بالوقف الفوري والعاجل لإطلاق النار والدخول في حوارات جادة لوضع حد للقتال في جنوب السودان.
وفي بيان مشترك أمس، قالت مفوضية السلام التابعة لحكومة جنوب السودان ولجنة المصالحة الوطنية (لجنة قومية تمّ تشكيلها بقرار رئاسي في جنوب السودان يوليو الماضي برئاسة المطران دانيال دينق) إنهما تدعمان "جهود الحوار التي تقدمها منظمة إيغاد (الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا)".
ولفت البيان إلى ضرورة إجراء عملية مصالحة شاملة بين مكونات الصراع في الدولة الوليدة، مع مطالبة المجتمعين الإقليمي والدولي بـ"مضاعفة الجهود من أجل مساعدة شعب جنوب السودان لحل مشاكله الداخلية".
وأعلن البيان عن التضامن مع ضحايا أحداث العنف الأخيرة في جنوب السودان، موضحا أنّ "اتساع موجة العنف في جنوب السودان يمكن أن يقوده إلى الانزلاق في حروب طويلة".
وأشاد البيان بـ"مواقف منظمة الأمم المتحدة التي ساهمت في توفير المأوى والغذاء والأمن للمواطنين الفارين من القتال".
وكانت منظمات المجتمع المدني في جنوب السودان قد أطلقت أمس نداء طالبت فيه الحكومة والأطراف المتحاربة بـ"الاستجابة لصوت الحكمة وإنهاء العنف، والدخول في حوار جاد يجنب البلاد شرور الحرب والاقتتال الداخلي بين أبناء جنوب السودان".
والإثنين الماضي، توقّع مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان، في تقرير له، نزوح 350 ألف شخص من دولة جنوب السودان إلى السودان هربًا من العنف في بلدهم.
وأفادت الأمم المتحدة بعد أسبوعين من الاشتباكات أنّ أكثر من 180 ألف مدني تركوا بيوتهم ونزحوا من مناطقهم في جنوب السودان إلى مناطق أخرى داخل البلاد، نتيجة الاشتباكات الجارية بين المجموعات العسكرية، وأن نحو 75 ألفا منهم يقطنون في المعسكرات التي أنشأتها مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وتدور في جنوب السودان، منذ منتصف ديسمبر الماضي، مواجهات بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لريك مشار، النائب السابق للرئيس سلفاكير ميارديت، وذلك على خلفية اندلاع قتال بين وحدات مختلفة من الحرس الرئاسي في جوبا، ثم امتد في أنحاء أخرى في البلاد، بعدما اتهم سلفا كير، مشار بالتخطيط لانقلاب عسكري لإسقاطه.
ولم تنجح مفاوضات السلام المنعقدة، في أديس أبابا منذ الأسبوع الماضي، بمشاركة طرفي النزاع ورعاية من "إيقاد" من التوصل حتى اليوم، إلى اتفاق سلام بين الأطراف المتنازعة في جنوب السودان.