جوبا- الوكالات
استأنفت حكومة جنوب السودان والمتمردون أمس، محادثات السلام المباشرة فى إثيوبيا بعد توقف دام أربعة أيام، حيث حاول وسطاء التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى الصراع الذى استمر شهرا.
والتقى وفدان يمثلان رئيس جنوب السودان سالفا كير وزعيم المتمردين ريك مشار لفترة وجيزة فى العاصمة الإثيوبية أديس أديس، حيث توقفت المحادثات بسبب مطلب المتمردين بـأن تفرج الحكومة عن 11 سجينا من حلفاء مشار والسماح لهم بالمشاركة فى محادثات السلام.
فى غضون ذلك، التقى سيوم مسفن كبير المفاوضين بالهيئة الحكومية للتنمية بدول شرق أفريقيا “إيجاد” مع كير فى جوبا عاصمة جنوب السودان، حسبما قال عضو فى وفد المتمردين فى أديس أبابا.
ويتهم كير السياسيين الـ11 رفيعى المستوى المسجونين بالتآمر مع مشار للإطاحة به، وهو الادعاء الذى ينفيه المتمردون.
فى الوقت ذاته، ضغطت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى من أجل الإفراج عن المعتقلين بهدف كسر الجمود بين الطرفين.
وكانت القوات الحكومية قد استعادت الأسبوع الماضى مدينة "بانتيو" عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط وكان من المتوقع أن تتحرك صوب مدينة بور، آخر مدينة ذات أهمية استراتيجية متبقية فى أيدى المتمردين.
واندلع الصراع فى الدولة الأحدث فى العالم الشهر الماضى عندما تمرد جنود موالون رياك مشار نائب الرئيس سابقا ضد حكومة سلفا كير.
وتسببت أعمال العنف فى مقتل آلاف الأشخاص ونزوح مئات الآلاف، وفى سياق متصل، أعلن برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة اليوم الاثنين أنه يعزز الجهود لتقديم مساعدة غذائية عاجلة لدولة جنوب السودان التي تموج بالصراع.
وتعهدت المنظمة، التي تتخذ من روما مقرا لها، بتقديم 8ر57 مليون دولار لتمويل عملية تستمر ثلاثة شهور بهدف توفير الأغذية لما يصل إلى 400 ألف من المشردين فى جنوب السودان.
وذكرت فاليرى جوارنيرى ممثلة برنامج الأغذية العالمى فى منطقة شرق ووسط أفريقيا أنه رغم جهود المنظمة التى ساعدت ما لا يقل عن مائة ألف شخص فى جنوب السودان حتى الآن- تواجه المساعدات الغذائية عقبات بسبب أعمال السلب والنهب.
وقالت إنه "حتى الآن، تفيد تقديرات برنامج الأغذية العالمي بأن 10% من الأغذية التى يقدمها لجنوب السودان قد نهبت- أى ما يكفى لتغذية 180 ألف شخص على مدار شهر".
وعلى صعيد منفصل، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة “فاو” التابعة للأمم المتحدة مناشدة لجمع 61 مليون دولار لتوفير مساعدات زراعية طويلة المدى لجنوب السودان.
وقالت الفاو، إن “جهود منظمة الأغذية والزراعة تركز على الحصول على البذور واللقاحات اللازمة لحماية الماشية من الأمراض ومعدات صيد الأسماك وغيرها من المستلزمات والتكنولوجيا والخدمات الزراعية الأخرى للأسر الريفية والحضرية الضعيفة”.
وأعربت الفاو عن مخاوفها إزاء تفاقم أزمة الجوع، قائلة إنه حتى من قبل الاشتباكات الأخيرة في جنوب السودان، كان عدد المعرضين لخطر الجوع في عام 2014 يقدر بنحو 4.4 ملايين شخص من إجمالي 11 مليون نسمة في الدولة.