الرؤية - عادل البلوشي
اقترب المنتخب السوري من التأهل إلى الدور الثاني بعدما حقق انتصارًا مهمًّا مساء أمس على منتخب كوريا الشمالية بهدف دون رد، في المباراة التي جمعت الفريقين باستاد السيب الرياضي للجولة الثانية ولحساب المجموعة الثانية ببطولة كأس آسيا تحت 22 عاما.
وجاء هدف المباراة الوحيد بتوقيع اللاعب ناصوح نكد في الدقيقة السابعة والخمسين، وبهذا الفوز يكون المنتخب السوري قد وصل إلى النقطة الرابعة بعد تعادله في المباراة الأولى أمام المنتخب الإماراتي، بينما تجمَّد رصيد منتخب كوريا الشمالية عند النقاط الثلاث. وسيلاقي المنتخب السوري نظيره اليمني مساء غدٍ الأربعاء في تمام الخامسة مساء في استاد الشرطة الرياضي في ختام دور المجموعات للمجموعة الثانية، بينما يواجه منتخب كوريا الشمالية نظيره الإماراتي في ذات التوقيت باستاد السيب الرياضي؛ لتتحدد على إثر نتيجة المباراتين، المنتخبان المتأهلان من المجموعة.
وبالعودة إلى مجريات المباراة؛ فقد شهد الشوط الأول أفضلية شبه مطلقة للمنتخب السوري والذي تواجد في منتصف ملعب منتخب كوريا الشمالية من خلال تنوع هجماته، والتي كانت تارة تأتي من الجهة اليمنى، وتارة أخرى عبر توغل المهاجمين لمنطقة العمليات وأحيانا عبر تسديدات حمدي ميدو وأسامة عمري من خارج منطقة الجزاء. وسجلت الدقيقة الخامسة والعشرين إحدى الفرص الخطرة للمنتخب السوري بواسطة اللاعب حمدي ميدو، الذي حاول مخادعة الحارس بكرة طولية، إلا أنها مرت فوق العارضة بقليل. وبعدها بخمس دقائق مرَّر ناصوح هيلي تمريرة إلى زميله أسامة عمري الذي بدوره سدد كرة قوية باتجاه المرمى، ولكنها كانت خارج الخشبات الثلاث. ورد منتخب كوريا الشمالية أتى بعد سلسلة هجمات سورية متواصلة من خلال محاولة سيم جون تسديد الكرة، والتي ارتطمت بأحد المدافعين السوريين ليكملها نا تاي سونج، إلا أنها خرجت إلى خارج المرمى.
وواصل مهاجمو سوريا طلعاتهم الهجومية بحثا عن الهدف الأول؛ إذ حاول أسامة عمري تسديد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء، إلا أن تسديدته لم تجد الشباك، وتألق مدافعو كوريا الشمالية في إبعاد الخطر عن مرماهم من خلال تواجد المدافعين هيون جونج وري هيون سونج ومن خلفهم الحارس ان تاي سونج.
الشوط الثاني
ومع انطلاقة الشوط الثاني، واصل السوريون تكثيف تواجدهم الهجومي بحثا عن الهدف الأول كون الفريق بحاجة إلى انتصار إذا ما أراد التأهل للدور الثاني، وبعد سلسلة من المحاولات الهجومية المتواصلة استطاع السوريون فك شفرة دفاع المنتخب الكوري الشمالي عبر اللاعب ناصوح نكد، الذي تمكن من تسجيل الهدف الأول للمنتخب السوري بعد عرضية قوية من الجهة اليُمنى، حاول الحارس أن يبعدها، ولكنه لم يتعامل معها بالشكل المطلوب لتدخل الكرة في الشباك مُعلنة الهدف الأول لسوريا وسط فرحة من قبل الجالية السورية الموجودة بالملعب.
الهدف السوري كان حافزا للفريق لإحراز المزيد من الأهداف، وهذا ما وضح جليًّا على اللاعبين الذين واصلوا تقدمهم الهجومي مع تراجع لاعبي كوريا الشمالية، واعتمادهم على الكرات المرتدة في أغلب الأحيان، وكانت أغلب الهجمات السورية تنطلق من الجهة اليسرى عبر اللاعب مؤيد العجان.
ومع دخول المباراة في دقائقها العشر الأخيرة، بدأ لاعبو كوريا الشمالية الضغط على المرمى السوري، وحاول كيم جو سونج التوغل في منطقة العمليات ومراوغة المدافعين، إلا أن المدافعين السوريين تدخلوا في الوقت المناسب وأبعدوا الخطر، وأنذر حكم المباراة حمدي ميدر ببطاقة صفراء بعد محاولته لاضاعة الوقت. وأضاف الحكم السريلانكي بريرا ثلاث دقائق كوقت محتسب بدلًا من الضائع، إلا أنها لم تأتِ بأي جديد لتنتهي المباراة بفوز سوريا بهدف دون رد.
المؤتمر الصحفي
وبعد المباراة، أشاد يون جونج سو مدرب كوريا الشمالية -في مؤتمر صحفي- بقوة المنتخب السوري.. مشيرا إلى أنه لا يمكن لأحد أن يتوقع الفوز قبل المباراة. وأوضح في الوقت نفسه أنه لا يزال لدى منتخب كوريا الشمالية فرصة للتأهل إلى الدور الثاني من خلال تحقيق الفوز في المباراة المقبلة.. وقال: "الفريق لعب جيدًا والروح كانت عالية طوال المباراة". وحول المباراة المقبلة؟ أجاب المدرب: "التغيير قد يكون موجودا بالتشكيلة الأساسية ولكن ذلك سيتضح في التدريبات". وعن مكامن قوة المنتخب السوري، أشار جونج سو إلى أن الفريق السوري يتمتع بالقوة والبنية الجسمانية العالية للاعبين.
ومن جهته، أعرب المدرب السوري أحمد الشعار عن سعادته بنتيجة الفوز في المباراة، وقال إن المباراة كانت تكتيكة لكلا الفريقين، كما أن الفريقين يمتلكان القوة الجسمانية الجيدة للاعبين. وأضاف بأن المنتخب السوري لجأ إلى الضغط على المساحات، وتم الاعتماد على بعض لاعبي الدفاع في المنتخب الكوري لبناء الهجمات. وأكد ان الأهم هو حصول سوريا على ثلاث نقاط من هذه المباراة.
لقطات من المباراة
حرصت الجالية السورية على التواجد منذ وقت مبكر لمؤازرة فريقها، وبالرغم من قلة الأعداد، إلا أنها كانت مساندة بشكل جيد للفريق طوال شوطي المباراة، وفي المقابل حضرت مجموعة أخرى مساندة لمنتخب كوريا الشمالية، إلا أنها كانت صامتة في أغلب الوقت إلا ما ندر.
وحضر المباراة أحمد الحبسي مدير البطولة وتابع جانبا من المباراة بين منتخبي سوريا وكوريا الشمالية، ورافقه عدد من أعضاء الاتحاد الآسيوي؛ ليتوجه بعد نهاية الشوط الأول إلى مجمع بوشر والتي احتضنت لقاء منتخبنا الأولمبي ونظيره الأردني.
ويبذل المتطوعون في اللجنة الإعلامية باستاد السيب الرياضي جهودًا رائعة مع بقية زملائهم المتطوعين بمختلف اللجان؛ حيث يقوم مجموعة منهم بالإشراف على توزيع قوائم اللاعبين للصحفيين فور وصولهم إلى الاستاد ومجموعة أخرى لادارة المؤتمر الصحفي، وعضو آخر ليكون مذيعا داخليا للمباراة. وتواصل اللجنة الفنية المكونة من عدد من المدربين الوطنيين تدوين بعض الملاحظات الفنية عن المباراة من أجل توثيقها في كتيب خاص عن البطولة.