طرابلس - الوكالات
سيطرت مجموعة مسلحة محسوبة على أنصار الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، أمس، على أكبر قاعدة عسكرية بجنوب البلاد.
وأفاد مصدر عسكري ليبي بأنّ المسلحين تمكنوا من السيطرة على قاعدة "تمنهند" الجوية العسكرية الواقعة جنوب غربي مدينة سبها.
ولفت إلى أنّ المسلحين المحسوبين على أنصار القذافي استغلوا اشتباكات تجددت، الجمعة، بين الجيش ومجموعات مسلحة تابعة لأحد القبائل في مدينة سبها؛ حيث دخلوا على خط القتال.
وتعد "تمنهند" أكبر قاعدة للجيش الليبي، جنوبي البلاد، وهي غرفة العلميات الرئيسية للمنطقة العسكرية بسبها، إضافة إلى أنّها مجهزة تجهيزاً حديثاً بالأسلحة والعتاد العسكري البري والجوي، ويتواجد بها غرفة مراقبة الرادارات  للحدود البرية والجوية بالجنوب الليبي.
وأوضح المصدر ذاته أن المسلحين المحسوبين على أنصار القذافي تمكنوا من السيطرة على القاعدة بعد تلقيهم إمدادات وتعزيزات من عدة مدن تقع جنوب سبها.
ولم يوضح المصدر تفاصيل بشأن كيفية سيطرة أنصار القذافي على القاعدة العسكرية، وما إذا نجم عن ذلك سقوط ضحايا.
وفي السياق ذاته، قال شهود عيان إنّ المسلحين سيطروا على عدة بوابات شمالي وجنوبي مدينة سبها، ورفعوا فوقها الأعلام الخضراء (العلم الرسمي خلال حكم الرئيس السابق معمر القذافي)، فيما خرج العشرات بمسيرات مؤيدة للنظام السابق في بلدة الشاطئ شمالي سبها، بعد تلقيهم إشارة بعرض خطاب للعقيد القذافي عبر قناة تلفزيونية تسمي الخضراء مؤيدة للنظام السابق .
وتأتي هذه التطورات عقب يوم واحد من اندلاع اشتباكات بين الجيش ومسلحين من قبيلة التبو في سبها.
وحول تطورات هذه الاشتباكات، ذكرت مصادر طبية بمستشفي سبها المركزي أن المستشفى استقبل ستة قتلي وعشرين جريحاً على الأقل في إحصائية أولية لتجدد للاشتباكات العنيفة التي تشهدها المدينة منذ ظهر الجمعة.
وتعيش مدينة سبها، منذ أمس، على وقع أصوات النيران وانفجارات قوية؛ ما تسبب في إعادة إغلاق المطار الجوي بالمدينة ووقف حركة المرور وتعطيل المدارس والدوائر الحكومية.
وكانت أعداد من مسلحي قبيلة التبو حاولت الدخول إلي مدينة سبها من ثلاثة محاور، بهدف السيطرة على عدة مرافق حكومية، وثكنات عسكرية، لكن الجيش تصدى لهم؛ حيث وقعت اشتباكات عنيفة بمناطق متفرقة بالمدينة.
وعلى خلفية هذه التطورات، أعلنت رئاسة أركان الجيش الليبي حالة الاستنفار الأمني واستدعاء كافة عناصر الجيش وقوات الدروع العسكرية  إلى ثكناتهم العسكرية.
وكلف الجيش السلاح الجوي بإجراء طلعات جويّة لمراقبة ومعاينة الأوضاع بمدينة سبها والبلدات المجاورة لها للتحقق من أي تحركات للمسلحين بالداخل أو خارج الحدود الليبية، وفقاً للناطق العسكري للجيش علي الشيخي .
وأوضح الشيخي أنّ رئاسة الأركان تعمل على حشد قوة عسكرية وأمنيّة من عدة مدن ليبية لإرسالها إلي مدينة سبها، للعمل على حفظ الأمن واستعادة الثكنات العسكرية التي احتلها المسلحون، إضافة إلى تأمين الحدود الجنوبية، واصفاً الوضع بـ"الخطير" بالنظر لتجدد الاشتباكات بأماكن متفرقة بالمدينة وضواحيها.
من جهة أخري، دعت رئاسة  ديوان المؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت) كافة النواب بالمؤتمر لعقد جلسة طارئة مساء أمس، وهو يوم عطلة رسمية، لتدارس الأوضاع التي تعيشها المنطقة الجنوبية ومدينة سبها بالتحديد، دون أي تفاصيل إضافية بحسب وكالة الأنباء الليبية الرسمية.
وقال الطاهر مكني النائب المستقل عن بلدة مرزوق الجنوبية، إن الحكومة الليبية كلفت وزيري العدل والعمل رفقة نواب بالمؤتمر الوطني عن مدينة سبها الاجتماع مع أعيان قبائل التبو بعد وصولهم صباح أمس إلي المدينة.
وكانت اشتباكات عنيفة دارت في 10 يناير الجاري بين قبيلتي "أولاد سليمان" و"التبو"، أسفرت عن سقوط 30 قتيلاً و45 جريحاً من الجانبين، بحسب مصادر أمنية وطبية، على خلفية احتقان نشب بين القبيلتين إثر مقتل مسؤول عسكري في سبها ينتمي لقبيلة "أولاد سليمان"، واتهام الأخيرة قبيلة "التبو" بالتورط فيه.
وشهدت الاشتباكات بين الجانبين استخدام للأسلحة الخفيفة والمتوسطة، قبل دخول القبيلتين في تهدئة برعاية زعماء مجلس الأعيان والقبائل الليبي.
وقال مصدر محلي إن زعماء مجلس الأعيان والقبائل الليبي الذي أشرف على اتفاق التهدئة بين كافة الأطراف القبلية غادر مدينة سبها الجمعة، بعد فشلهم في التوصل إلي "هدنة حقيقة" تقضي بوقف اطلاق النار.
وأوضح أيوب الزروق رئيس المجلس المحلي لمدينة سبها أن أعيان وحكماء القبائل بمدينة سبها عقدوا اجتماعاً مساء الجمعة، طالبوا فيه رئاسة الأركان بدعم قوات الجيش الليبي للسيطرة على الأوضاع الأمنية المتوترة وضرورة إخلاء مدينة سبها من كافة الأسلحة الثقيلة، بالإضافة لتكليف طرف محايد يعمل على تهدئة الوضع المتوتر.