الدقم- الرؤية
نظمت وزارة البيئة والشؤون المناخية ممثلة في إدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة الوسطى بحضور سعيد العبدلي مدير الإدارة، حملة لاستزراع أشجار القرم بخور ذرف بولاية الدقم، شارك فيها عدد من الجهات الحكومية والأهلية والخاصة وطلاب المدارس، وتأتي هذه الحملة ضمن احتفالات السلطنة بمناسبة يوم البيئة العماني لهذا العام تحت شعار (معاً.. لنحمي بيئتنا)، وفي إطار الجهود الإستراتيجية التي تبذلها الوزارة للمحافظة على الحياة الفطرية في البيئة البحرية وتعزيزها، من خلال تهيئة مواقع البيئة البحرية وتنويعها وخلق مناخ ملائم للحياة الفطرية بين جنباتها.
في بداية الحملة ألقت عايدة الجابري أخصائية بيئة بحرية بدائرة صون البيئة البحرية بالوزارة محاضرة توعوية حول أشجار القرم، تطرقت فيها إلى أهمية البيئية الاقتصادية لهذه الأشجار، والطرق العلمية لعملية استزراعها، وإيضاح دور الوزارة في عمليات الحفاظ عليها من خلال حملات التنظيف والاستزراع على طول السواحل العمانية، بعدها تم استزراع شتلات القرم التي كانت متواصلة خلال هذا الأسبوع، كما تضمن برنامج الحملة مسابقات وجوائز للأطفال المشاركين تعنى بالبيئة البحرية وبيئة أشجار القرم.
وتهدف هذه الحملة إلى إشراك طلاب المدارس والجمعيات والأندية والفرق التطوعية في احتفالات السلطنة بيوم البيئة العماني، وتوعيتهم بأهمية المحافظة على البيئة وصون البيئة البحرية وتنميتها، والتعريف بأهمية أشجار القرم بالنسبة للبيئة البحرية، وما توفره من بيئة جيدة لتكاثر الكائنات البحرية وتنوعها.
يذكر أن أشجار القرم الطبيعية أحد أهم الموارد الطبيعية للبيئة البحرية العمانية لكونها ذات أهمية في حفظ التوازن البيئي، وذلك لقدرتها على تحمل أحوال الطقس وملوحة المياه في المناطق القريبة من البحر والأخوار الطبيعية، كما إنها مناطق حضانة للعديد من أنواع الأسماك ذات القيمة التجارية والكائنات البحرية الأخرى والعديد من الكائنات الفطرية الدقيقة، بالإضافة إلى كونها مناطق ذات مناظر طبيعية وخلابة، وتساهم في حماية البيئة وصون التوازن الإحيائي بين مكوناتها المختلفة.
ويشارك في عملية الاستزراع مجموعة من المختصين بوزارة البيئة والشؤون المناخية, ويأتي تأهيل المناطق الرطبة بالسلطنة في إطار سعي الوزارة المتواصل والساعي إلى الحفاظ على عناصر التنوع الإحيائي الذي تزخر به السلطنة، ويؤكد هذا النشاط مدى إدراك المسؤولين للأهمية الكبيرة التي تلعبها أشجار القرم في حفظ التوازن البيئي باعتبارها من الموارد البحرية الهامة التي تزخر بها البيئة البحرية العمانية، علماً بأنّ غابات أشجار القرم تشكل أهمية كبيرة لأنظمة البيئة البحرية في مختلف دول العالم، فهي تسهم في إثراء البيئة البحرية كمورد طبيعي للكائنات البحرية وتحقق التنمية المستدامة.
ويكثر في السلطنة نوع واحد من أشجار القرم وهو المعروف بأفيسينا مارينا، والذي يستطيع التأقلم مع الوضع المناخي للبيئة العمانية، ويمكن للمواطن والمقيم والزائر رؤية هذه الأنواع من أشجار القرم في عدد من محافظات السلطنة مثل محافظة مسقط ومحافظة ظفار ومحافظتي الشرقية ومحافظتي الباطنة ومحافظة الوسطى، حيث تبلغ المساحة الإجمالية التي تغطيها أشجار القرم بالسلطنة ألف هكتار، وتعتبر أشجار القرم من أهم الموارد الطبيعية التي تتميز بها البيئة البحرية العمانية لكونها ذات أهمية في حفظ التوازن البيئي وأنها مناطق حضانة للعديد من أنواع الأسماك ذات القيمة التجارية والكائنات البحرية الأخرى إضافة إلى كونها مناطق ذات مناظر طبيعية وخلابة.
ويتواجد شجر القرم على شواطئ المناطق الاستوائية والمدارية ويعيش في درجات حرارة ما بين 19-42 درجة مئوية. ويتواجد منه على مستوى العالم عدة أنواع تربو على الخمسين، كما يتواجد بكثرة في مناطق جنوب شرق آسيا، والأمر المثير في شجر القرم أنه ينبت على الشواطئ البحرية المالحة التي يغمرها الماء في حالة المد وينحسر عنها عند الجزر، ويتحمل شجر القرم ملوحة مياه البحر، ويعتبر شجر القرم مفيد للبيئة البحرية والبرية معاً، ومن فوائده البحرية أنه يثبت التربية الشاطئية ويكون مأوى للعديد من الأسماك والحيوانات البحرية والتي من ضمنها السلاحف البحرية، وتتخذ منه الطيور مأوى لها حيث إنّ هناك بعض الأنواع من الطيور تعشش تحت أشجار القرم، ويستفاد منه أيضاً كمصدات للرياح، ولقد استخدم قديماً لحاء شجر القرم للأصباغ وخشبه للبيوت والأثاث والقوارب لتحمله الماء ولصلابته، ويستخدم أيضاً كوقود للطهي. أما الأوراق فتجفف ليعمل منها الشاي، أو كغذاء للحيوان، أما الثمار فقد تؤكل، أما الأزهار فيستفاد منها في تربية النحل.
وتقوم المناطق الرطبة بتقديم خدمات بيئية أساسية، فهي عبارة عن معدل للنظام الهيدرولوجي، ومصدر للتنوع البيولوجي في كل المستويات في داخل الأنواع (المستوى الوراثي ومستوى النظام البيئي). والمناطق الرطبة عبارة عن نوافذ مفتوحة على التفاعلات التي تحدث بين التنوع الثقافي والتنوع البيولوجي، وتعتبر مصدراً اقتصاديا وعلميًا، أما تناقصها أو اختفاؤها التدريجي، فإنه يشكل اعتداءً صارخًا على البيئة، تكون أضراره في بعض الأحيان غير قابلة للإصلاح.
ولما كان للأراضي الرطبة من أهمية بيئية فقد أولت السلطنة أهمية خاصة بها حيث تم تصنيف معظم مواقع الأراضي الرطبة مواقع محمية مقترحة تم الإعلان عن عدد منها كمواقع محمية بحكم القانون حيث تم الإعلان عن عدد تسعة أخوار بالإضافة إلى محمية جزر الديمانيات الطبيعية ومحمية السلاحف برأس الحد ومحمية حديقة القرم الطبيعية وتدرس الوزارة حالياً الإعلان عن عدد من المحميات الطبيعية. وسعت وزارة البيئة والشؤون المناخية منذ عام 2000م إلى إعادة بعض المواقع المتدهورة وتأهيل مواقع جديدة وذلك من خلال تنفيذ مشروع استزراع أشجار القرم وتأهيل الأخوار حيث تم استزراع ما يزيد عن نصف مليون شتلة موزعة على مختلف مناطق السلطنة وذلك منذ بداية المشروع. هذا بالإضافة إلى إجراء البحوث والدراسات وتطبيق التشريعات والقوانين الصادرة في هذا الشأن. وكما إن النهج الذي انتهجته السلطنة في مجال التخطيط البيئي ساهم في بقاء الموارد الطبيعية بشكل عام والأراضي الرطبة بشكل خاص على طبيعتها ولم تتأثر بمقومات التنمية الشاملة بمختلف أوجهها. واستكمالا لتلك الجهود فقد حرصت السلطنة على مشاركة دول العالم في الجهود الرامية إلى حماية البيئة من خلال عضويتها في مختلف المنظمات الإقليمية والدولية وكذلك توقيعها لمعظم الاتفاقيات المعنية بحماية البيئة والموارد الطبيعية بما فيها اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة.