حمد بن سالم العلوي*
نطل عليكم من خلال النافذة الأسبوعية "الصورة والكلمة" بمواضيع متنوعة، وذلك اعتماداً على الصورة كمرجع موضح؛ فالصورة وحدها قد تُغني عن ألف كلمة وكلمة، وهي الأصدق الأوضح والأدق، والكلمة دون الصورة قد لا تأتي بالوصف الوافي، إذن بِيضُ الصفائح هنا يقابلها الصور الطبيعية للجدية في النظر، في هذا العمل التوعوي، الذي يُساهم في الجهود المبذولة لرفع مستوى السلامة المرورية؛ وذلك للمساعدة بالخبرة والفكرة والرأي على إيجاد الحلول المناسبة، وهذا الإسهام يأتي في ظل تزايد الحوادث المرورية، والاهتمام الوطني والدولي في التعاون من أجل التخفيف من نتائج الحوادث المؤلمة محلياً وإقليمياً ودولياً.
هذا الأسبوع، نستعرض موضوع خطير على حياة الناس، ألا وهو الفواصل والقواسم الخراسانية التي تقسم تفرعات الطرق الرئيسية إلى فرعية؛ تلك القواسم التي صمم لها واقٍ معدني مَرِن، يتهشم تدريجياً عند الحوادث القوية، وهذا الواقي ليس لحمايته الفاصل الخراساني، ولكن لحماية الناس في لحظة الغفلة عند الاصطدام بها؛ الأمر الذي سينتج عنه ضرر كبير بالمركبات والأشخاص من دونها، حتى وإن كانت السرعة في حدود المعقول؛ فما بال من يكون في سرعة عالية؟! فقد يفضي الاصطدام بها إلى الموت أو الإعاقة الدائمة، وذلك من غير الواقي المعدني الماص لقوة الصدمة.
إذن، فلا بد من أن تُسَخَّر الوسائل في حماية الأرواح من خطر الأخطاء القاتلة في لحظة الغفلة أو الغفوة؛ فالمال والأدوات والوسائل تصبح أقل شأناً من أن يجري التفكير فيها أمام سلامة الناس، والصور المرفقة توضح هذا الإهمال، رغم أن الصيانة وإعادة الواقي المعدني إلى ما كان عليه، من مسؤولية المتسبب في الحادث، أو حتى الجهات المسؤولة عن سلامة الطرق، التي من واجبها أن تؤمن ذلك كصيانة دورية، أو التأمين عليها، طالما ستحقق مصلحة عامة، وفيها مساهمة في تخفيض الخسائر في النفس والمال.
* خبير في السلامة المرورية وتخطيط الحوادث (مركز طريق الأمانة)