التقى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي وفدي الحكومة السورية والمعارضة في منتجع مونترو المطل على بحيرة جنيف، في مسعى لإنقاذ محادثات السلام بعد بداية متأزمة والتركيز على وقف إطلاق النار في بعض المناطق وتبادل السجناء بدلا من التوصل لاتفاق سياسي.
وهيمنت الحرب الكلامية بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وخصومها على اليوم الأول من المحادثات أول أمس الأربعاء. واجتمع الطرفان للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب قبل ثلاث سنوات وتبادلا الاتهامات بارتكاب أعمال وحشية ولم يبديا أي مؤشر على استعدادهما للتوصل إلى تسوية. ورغم هذا الاحتدام لا يزال المسؤولون يأملون في إنقاذ العملية بالبدء بإجراءات أكثر بساطة وعملية لتخفيف معاناة الملايين في سوريا خاصة من يعيشون في المناطق التي لم تصلها المساعدات الدولية. وقال الإبراهيمي "لدينا بعض المؤشرات الواضحة إلى حد ما تبين أن الطرفين مستعدان لبحث قضايا الوصول إلى المحتاجين وتحرير السجناء ووقف إطلاق النار في مناطق بعينها". ويعتقد أن ما يربو على 130 ألف شخص قتلوا ونزح نحو ثلث سكان سوريا البالغ عددهم 22.4 مليون نسمة من منازلهم ويحتاج نصفهم إلى المساعدات الدولية ومن بينهم مئات الآلاف في مناطق معزولة بسبب القتال.
وقال هيثم المالح أحد مفاوضي المعارضة إن الحالة المزاجية إيجابية رغم صعوبة اليوم الأول. وتحدث المالح عن عملية مقسمة على مرحلتين يتم فيها أولا الاتفاق على خطوات عملية مثل تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار في بعض المناطق وسحب الأسلحة الثقيلة وإقامة معابر إنسانية ثم النظر بعد ذلك إلى المستقبل السياسي.
ورغم ذلك تظل المحادثات هشة في ظل تهديد الجانبين بالانسحاب حيث تقول الحكومة إنها لن تناقش رحيل الأسد بينما تقول المعارضة إنها لن تستمر ما لم يكن رحيل الأسد هو أساس المحادثات.
وقال المالح إن هناك استعدادًا دوليا لإنجاح المؤتمر لكن المعارضة لا تعلم ماذا سيحدث مضيفا أنه من المحتمل أن تنسحب الحكومة وأن المعارضة ستنسحب إذا أخذت محادثات جنيف منحى آخر وانحرفت عن مسار الانتقال السياسي تجاه رواية الحكومة التي تقول إنّها تحارب "الإرهاب".
ومن بين المشكلات الكثيرة التي تواجه العملية أن وفد المعارضة لا يضم الجماعات الإسلامية المسلحة المرتبطة بالقاعدة التي تسيطر على معظم الأراضي الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة ووصفت المشاركين في المحادثات بالخونة.
في غضون ذلك، دعا زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري في تسجيل صوتي بثه موقع للإسلاميين فصائل "المجاهدين" في سوريا الى وقف الاقتتال وإنشاء هيئة تحكيم شرعية لتسوية خلافاتهم.