المضيبي - العمانية
طالب أهالي بلدة بَعْد بنيابة سمد الشأن التابعة لولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية، الجهات المختصة بالحفاظ على المواقع الأثرية التي تزخر بها؛ ومنها: برج الصفراء، وبرج الصافية، والعمل على ترميم هذه المواقع، وإبرازها للسائح، والحفاظ على هوية هذه المواقع من الاندثار.
وبلدة بَعْد من القرى الخصيبة تقع في أقصى الشمال الشرقي من الولاية يُجاورها شرقا بلدة مس التابعة لولاية دماء والطائيين، ومن الغرب بلدة الجرداء، وشمالا بلدة نقصي وولاية بدبد، وجنوبا صحاري واسعة؛ مما يجعلها من البلدات والقرى ذات الجذب السياحي على مستوى الولاية والمحافظة بشكل عام.
وتتمتع بلدة بعد بالنماء والخضرة والمياه الرقراقة التي يسمع خريرها في كل أمكنة مزارعها سواء من آبارها أو أفلاجها الأربعة الخصبة، وتبعد البلدة عن الطريق العام مسقط-صور نحو 18 كيلومترا عبر طريق مرصوف يؤدي إلى ولاية دماء والطائيين، كما تحيط بالبلدة مجموعة من الأودية؛ أبرزها: وادي حم.
وتحيط بالبلدة الجبال التي تشمخ في قمتها الأبراج التاريخية كإحدى أهم السمات المميزة للبلدة، إلى جانب اشتهارها بزراعة السفرجل والعنب والمانجو المعروف محليا بـ(الأمبا).
وفي بلدة بعد، يتحدَّث التاريخ عن نفسه؛ فجدران وأسقف ومباني وسوق حارتها القديمة، وأبراجها الأحد عشر، دليلٌ على أصالتها وعراقتها كواحدة من القرى التاريخية القديمة بولاية المضيبي؛ حيث تضم حاراتها القديمة مجموعة من المساكن الأثرية المبنية من الجص والصاروج والطين، ويجاور هذه الحارة سوق قديم كان يعتمد عليه في تلك الفترة الزمنية القديمة من قبل أهالي البلدة في توفير بعض السلع كالأرز والبن والتمور وكان يرتاد هذا السوق عدد كبير من التجار.
والزائر لبلدة بعد يلاحظ من أول وهلة أبراجها الشامخة في قمم جبالها، وفي جميع الاتجاهات ولا تزال هذه الأبراج تنبض بالحياة وتسرد جانبا حيويا ومهما من تاريخ البلدة؛ أهمه: برج الصفراء وبرج الصافية. فيما يطالب الأهالي في الوقت نفسه بالحفاظ على هذه المكتسبات، والعمل على ترميم هذه المواقع، وإبرازها للسائح بما في ذلك الحفاظ على هوية هذه المواقع من الاندثار.
وتزخر البلدة بمحاصيل زراعية متنوعة؛ منها: أشجار السفرجل، والنخيل، والمانجو، والعنب؛ حيث تشتهر البلدة بزراعة مساحات لا بأس بها من أشجار السفرجل الذي يبدأ حصاده خلال شهر أغسطس من كل عام، وتجود أسواق الولاية بثمار هذه الشجرة متميزة المذاق.
كما يوجد بالبلدة مختلف أصناف النخيل المعروفة في السلطنة؛ مثل: الخلاص، والخنيزي، والزبد، والخصاب...وغيرها من الأنواع. ويهتم الأهالي بزراعة الأعلاف الحيوانية كالبرسيم (القت) وزراعة اللوبيا والغشمر...وغيرها من أنواع المحاصيل الزراعية. أما العنب، فتوجد منه أصناف عديدة؛ منها: العنب الأبيض والأسود.
وتروى كل هذه المحاصيل الزراعية من خلال أربعة أفلاج دائمة الجريان؛ هي: الجوي، وشمبيه، وبولبانه، وبوخشاشة. وهذه الأفلاج تلتقي في مجرى واحد جميعها لتروي مساحات الأرض المزروعة بالبلدة، إلى جانب الآبار؛ مما يُساهم في نشاط اقتصادي زراعي تشهده بلدة بعد سنويا.
وتشهد بلدة بعد كغيرها من قرى ولايات السلطنة حركة تنموية عمرانية متواصلة؛ حيث بدأ الأهالي في التوسع العمراني خارج الحارة القديمة من خلال المخططات الحديثة التي توفرها وزارة الإسكان، والتي تتوافر بها بعض الخدمات.. وبالرغم من هذا التوسع والتحديث في المباني، لايزال العديد من الأهالي يسكنون بين رحاب مزارعها وأفلاجها في منظر جمالي خلاب يمتزج فيه القديم بالحديث.
وفي مجالات التنمية الأخرى، فقد حظيت بلدة بعد بخدمات الكهرباء والهاتف والطرق كالطريق الذي يربطها بالطريق العام مسقط صور وبولاية دماء والطائيين شرقا، إضافة إلى عدد من الطرق الداخلية التي ساهمت مساهمة كبيرة في إضفاء لمسات جمالية على هذه البلدة.
أما في مجال التعليم، فيوجد في البلدة مدرسة للبنات. أما البنين، فيتلقون دراستهم في مدرسة مس التابعة لولاية دماء والطائيين، وكذلك الحال بالنسبة للخدمات الصحية.