الرؤية - فايزة الكلبانية
انطلقت، أمس، الأعمال الميدانية للمسح العنقودي متعدد المؤشرات الذي ينفذه المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، والذي يستمر حتى نهاية مارس المقبل، حيث ستقوم فرق العمل المكونة من باحثات ومراقبين بزيارة 6400 أسرة عمانية ووافدة -وهي حجم العينة التي ستشملها أعمال المسح- بهدف جمع البيانات المطلوبة عنها مع التركيز على تلك المتعلقة بالأسرة والمرأة والطفل. وانطلقت الأعمال الميدانية للمسح بعد انتهاء المرحلة التجريبية التي استمرت لمدة خمسة أيام.
وأوضح يعقوب بن خميس سونيا الزدجالي مدير دائرة المسوحات الاجتماعية بالمركز الوطني للإحصاء والمعلومات لـ"الرؤية" أن المسوحات الأسرية بالعينة تعد من أكثر الوسائل شيوعاً لجمع بيانات عن المجتمع، خاصة في مجالات العلوم الاجتماعية المختلفة. كما يُعد أحد الإجراءات الفاعلة لجمع بيانات يعتمد عليها عند صنع القرارات ووضع السياسات.. مشيرا إلى أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، تقوم بدعم الدول ومساعدتها في جمع البيانات باستخدام المسوح الأسرية بهدف رصد التقدم في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وخطة العمل الخاصة لبرنامج عالم ملائم للأطفال...وغيرها من البرامج المتعلقة بالطفل. وبسبب نقصان المعلومات المتوفرة عن المؤشرات الرئيسية التي تحتم اللجوء إليها لتقييم التقدم المحرز في الكثير من البلدان، أعدت اليونيسيف المسح العنقودي متعدد المؤشرات من أجل سد النقص في البيانات.
وبيَّن الزدجالي وجود عدد من الأهداف الإنمائية للألفية، حيث تشكل الأهداف الإنمائية الثمانية مخططا مهمًّا اتفقت عليه معظم دول العالم وجميع المؤسسات الإنمائية الرائدة، وهي بادرة فريدة من نوعها في العالم، وبنود الأهداف تتمثل في تحقيق تعميم التعليم الابتدائي، إلى جانب تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وتخفيض معدل وفيات الأطفال، وتحسين صحة الأم، إضافة إلى مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والملاريا...وغيرهما من الأمراض، وكفالة الاستدامة البيئية، إلى جانب إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية.
مفهوم وأهداف المسح العنقودي
ويعرِّف الزدجالي المسح العنقودي مُتعدد المؤشرات بأنه مسح يهدف إلى تغطية النقص في البيانات الخاصة بالمرأة والطفل، والتي لا يتم استيفاؤها من خلال المسوحات الأخرى، وتقديم معلومات حديثة لتقييم وضع الأطفال والنساء في الدول، وتقديم المعلومات اللازمة في سبيل رصد التقدم المحرز في سبيل تحقيق الأهداف التي حددتها (الأهداف الانمائية للألفية) كنقطة انطلاق للعمل المستقبلي، والمساهمة في تطوير قواعد البيانات الوطنية وتعزيز الخبرات الفنية في مجال جمع وتحليل البيانات الإحصائية، وقد تم تطبيق المسح العنقودي متعدد المؤشرات دوليا بشكل دوري كل خمس سنوات منذ العام 1995م وهو الآن في دورته الخامسة. وتضم الدورة الخامسة للمسح العنقودي متعدد المؤشرات أربع استمارات رئيسية هي: استمارة الأسرة المعيشية، واستمارة المرأة، واستمارة الأطفال دون سن الخامسة، واستمارة الرجل.
وأفاد بأنه ونظرا لما يوفره المسح العنقودي متعدد المؤشرات من معلومات حديثة لتقييم وضع الأطفال والنساء في المجتمع العماني ورصد التقدم المحرز في سبيل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. ومن هذا المنطلق، تقوم دائرة المسوحات الاجتماعية بإجراء هذا المسح ولأول مرة خلال الربع الأول من العام 2014م؛ حيث تستخدم ثلاث استمارات في السلطنة لهذا المسح وهي: استمارة الأسرة المعيشية, واستمارة المرأة، واستمارة الأطفال دون سن الخامسة.
وحول أهداف المسح العنقودي، أوضح مدير دائرة المسوحات الاجتماعية بأن المسح يهدف إلى تقديم معلومات حديثة لتقييم وضع الأطفال والنساء، إلى جانب تقديم المعلومات اللازمة لرصد التقدم المحرز في سبيل تحقيق الأهداف التي حددتها الأهداف الانمائية للألفية، واستخدام المعلومات كسنة أساس الأهداف الانمائية للألفية القادمة، وتوفير مؤشرات لدعم خطة التنمية الوطنية، إلى جانب الإسهام في تحسين قواعد البيانات ونظم المراقبة وتعزيز الخبرات الفنية في تصميم وتنفيذ وتحليل تلك القواعد والنظم، إضافة إلى قياس مدى تطور التعليم والمساواة بين الجنسين، وقياس مدى معرفة المرأة لمرض الإيدز (نقص المناعة المكتسبة) وأسبابه.
آلية جمع البيانات
وحول آلية جمع البيانات، بيَّن أنه خلال عملية الاستعداد لتنفيذ المسح مرت بعدة مراحل منها مرحلة تحديث البيانات، والتي بدأ العمل فيها في شهر نوفمبر من العام 2013م، والتي من خلالها قام المراقبون بتحديث المباني في المناطق المختارة للعينة، إضافة إلى مرحلة تدريب الباحثات والتي بدأت بتاريخ 29 ديسمبر 2913م، وانتهت بتاريخ 22 يناير 2014م، حيث تضمن التدريب تجربة ميدانية لمدة خمسة أيام تم خلالها تقييم التدريب وآلية العمل والأجهزة والبرامج المستخدمة في المسح.
وأوضح الزدجالي أن فريق جمع البيانات يتكون من 4 إلى 5 أفراد بالمتوسط وهم (المراقب-الباحثة-الوزان)؛ حيث يبلغ عدد المراقبين 12 مراقبا من موظفي المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، و50 باحثة، حيث يقوم المراقب بزيارة الأسر الواقعة في العينة وعليه في هذه الحالة مقابلة أحد أفراد الأسرة البالغين لتعريفه بالمسح وأهدافه ومنهجية جمع البيانات، وتقوم الباحثة باستيفاء جميع البيانات من الأسرة (استمارة الأسرة المعيشية-استمارة المرأة-استمارة الأطفال دون الخامسة).
عينة المسح
وفيما يخص تصميم عينة المسح، أوضح الزدجالي بأنه تم تصميم عينة المسح العنقودي متعدد المؤشرات في سلطنة عمان؛ اعتمادا على مؤشر عدد الأطفال الذين هم أقل من خمس سنوات ويعانون من نقص الوزن. وتم تصميمها بحيث تمثل جميع الأسر العمانية والوافدة في السلطنة الأسر العمانية (65%) والأسر الوافدة (35%). وتم استخدام إطار التعداد العام للسكان والمساكن لعام 2010م كإطار للعينة، كما أن هذا المسح يتوجه إلى الأسرة بأكملها باعتبارها وحدة المعاينة النهائية. واعتبرت كل محافظة من المحافظات السلطنة (11 محافظة) طبقة مستقلة تنقسم بدورها إلى مناطق عد مختلفة الحجم.
وبين أن استمارة المرأة تتضمن مواضيع حساسة نوعاً ما؛ لذا يجب أن تقوم المرأة نفسها بإعطاء البيانات مع التأكيد على احتياطات خاصة للحفاظ على سرية البيانات.
ولخص الزدجالي أهم النقاط التي يجب مراعاتها في نماذج الاستمارة الالكترونية للمرأة، وهي نموذج الزواج ونموذج وفيات الأطفال ونموذج صحة الأم والمولود الأخير، ونموذج فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة/الإيدز. أما استمارة الأطفال دون سن الخامسة، فيوضح الزدجالي بأنها تتضمن: تنمية الطفولة المبكرة، والرضاعة الطبيعية والتنوع الغذائي، والعناية بالمرض، وقياس الوزن والطول.