الرؤية- مالك بن أحمد الهدابي
واصل معرض ومؤتمر الابتكارات العمانية فعالياته لليوم الثاني على التوالي؛ حيث جرى أمس استعراض مجموعة من أوراق العمل.
وجاءت الورقة الأول حول محور "دور صندوق الرفد في دعم مشاريع الابتكار"، والتي قدمها الرئيس التنفيذي لصندوق الرفد طارق بن سليمان الفارسي. وتحدث الفارسي في بداية ورقته معرفا بصندوق الرفد وبآلياته وبرامجه التمويلية، والتي من شأنها أن تساهم في تمويل مشاريع المبتكرين وتعمل على دعمها وتطويرها، مشيرا إلى أنّ الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تمتلك من البرامج والآليات والحاضنات التي تساهم في إعداد المبتكرين لإدارة المشاريع وتحويل الأفكار الابتكارية إلى أعمال تجارية، تساهم في دعم وتنويع الاقتصاد الوطني.
وعن البرامج التي يشملها صندوق الرفد، قال الفارسي إنّ برنامج موارد الرزق يمول مشاريع تصل إلى 3 آلاف ريال عماني لصالح أفراد أسر الضمان الاجتماعي، أمّا برنامج المرأة الريفية الذي يهدف إلى تمكين المرأة الريفية اقتصاديًا، فيموّل مشاريع المرأة بشكل عام والمرأة الريفيّة على وجه الخصوص بقروض صغيرة من شأنها توفير فرص عمل منتجة بالمناطق الريفية، بينما يتولى برنامج سند تمويل مشاريع ما تبقى من شرائح المجتمع العماني بقروض تصل قيمتها إلى 50 ألف ريال عماني. وأشار الفارسي إلى أنّ الصندوق لا يشترط في تمويل المشاريع الضمانات العينية التي تشترطها البنوك التجارية عادة ويتم الاكتفاء بتقييم جديّة صاحب المشروع ودراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع عبر المقابلات الشخصية، وبالتالي فإنّ بإمكان أصحاب أفكار المشاريع المبتكرة الاستفادة من هذه الإجراءات، غير أنّه يمكن خلال المقابلات الشخصيّة توجيه بعض رواد الأعمال إلى برنامج ضمان القروض أو اللجوء إلى بعض الإجراءات الأخرى مثل رهن السجل أو أصول المشروع وذلك بعد تقييم الدراسة.
رأس مال الصندوق
وذكر أنّ رأس مال الصندوق يبلغ 70 مليون ريال عماني مخصصة كليًا للقروض ويتم دعمها سنويًا بمبلغ 7 ملايين ريال. وعن الجوانب التنظيمية، أشار إلى أنّه يتم حاليًا الإعداد لإنشاء موقع إلكتروني لصندوق الرفد و"مركز اتصالات رواد الأعمال"، الذي يستهدف كافة الفئات المستهدفة من أوجه دعم الصندوق أو الجهات الأخرى الحكوميّة والخاصة الداعمة والممولة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وذلك من خلال توفير المعلومات الدقيقة حول إجراءات تأسيس المشاريع الخاصة في مختلف المجالات والبرامج التمويلية المتوفرة بالصندوق وشروطها وإجراءاتها والمستندات المطلوبة والحوافز ذات الصلة، بالإضافة إلى الأجوبة على الأسئلة المتداولة.
وتابع أنّه يتم حاليا الإعداد لتجهيز "فرع صندوق الرفد المتنقل" في شكل نموذج فرع لصندوق الرفد، يتولى تقديم الخدمات والمعلومات المتعلقة بتأسيس المشاريع الخاصة ومقابلة الراغبين في تأسيس أو دعم المشاريع بهدف تقديم التمويل المناسب، والذي سيكون مجهزًا بأحدث التجهيزات والآليات والمنظومات الإلكترونية. وأوضح أن هذا الفرع يتولى أيضا تقديم المساندة الفنية لأصحاب المشاريع القائمة من خلال الزيارات الميدانية، بالإضافة إلى المساندة الفنية لموظفي فروع صندوق الرفد بالمحافظات. وزاد أنّه تم كذلك إعداد نظام إلكتروني متكامل لاستقبال طلبات الحصول على قرض من الصندوق لتمكين الراغبين في تأسيس المشاريع الجديدة أو توسعة وتطوير المشاريع القائمة من استخدام منظومة إلكترونية تمكنهم من تعبئة استمارة طلب القرض وتوجيهها الكترونيا إلى الصندوق الذي يتولى دراستها مباشرة وتقديم التوجيه المناسب للمعنيين. أمّا عن البرامج التمويلية المتوفرة حاليا بالصندوق، فتتمثل في برنامج "مورد" الذي يستهدف الخاضعين للضمان الاجتماعي بقروض في حدود (10000) ريال عماني بدون رسوم إدارية وفنية، علما بأنّ سقف قروض هذه الفئة كان سابقا لا تتجاوز (3000) ريال، أمّا برنامج "تأسيس" الذي يستهدف الباحثين عن عمل، بما في ذلك المبتكرون الراغبون في تأسيس المشاريع الجديدة بقروض لا تتجاوز (20000) ريال دون اشتراط المساهمة الشخصية في تمويل المشروع، وبرنامج "ريادة" مخصص لمختلف الفئات المستهدفة من الصندوق عمومًا بمن فيهم من أصحاب مشاريع الابتكار بقروض تصل إلى (100000) ريال، وبرنامج "تعزيز" الموجة للمستفيدين بقروض الصندوق سابقًا والراغبين في دعم وتوسعة مشاريعهم بقروض تصل أيضًا إلى (100000) ريال.
ومضى الفارسي موضحًا طبيعة عمل الصندوق، قائلا إنّ العمل يتواصل حاليا لإعداد برامج تمويلية جديدة يشمل أهمها برنامج السياحة وبرنامج الصناعات الحرفية وبرنامج القروض الموسمية الزراعية وبرنامج العقود والمعارض وبرنامج تقنية المعلومات وبرنامج القروض الصناعية. وفي نهاية الورقة، أكد الفارسي أنه انطلاقا من أهمية التوجيهات السامية بإنشاء صندوق الرفد في ظل التحديات التي يواجهها قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فإنّ الصندوق عاقد العزم على بذل كل الجهد بالتنسيق مع مختلف الجهات المتخصصة، وتعبئة كافة الموارد البشرية والمادية لتحقيق الأهداف المرجوة وتوفير الظروف المناسبة للشباب العماني وخاصة منهم المبتكرين للحصول على قروض مرنة لتأسيس المشاريع الخاصة من خلال تبسيط الإجراءات ومراجعة الشروط والمستندات المطلوبة، وذلك سعيا لتنمية وازدهار الاقتصاد الوطني والارتقاء ببلدنا الحبيب إلى الأفضل في ظل الرعاية السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم.
دعم ريادة الأعمال
وتناولت الورقة الثانية "برنامج خلية لدعم ريادة الأعمال والمبتكر العماني"، وقدمها قاسم بن محمد البلوشي مدير الخدمة الاجتماعية بالشركة العمانية الهندية للسماد. وتحدث البلوشي في بداية الورقة عن تعريف الخلية، قائلا إنّها إحدى مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركة العمانية الهندية للسماد (أوميفكو) لدعم ريادة الأعمال وهي هي برنامج مسرع وحاضنة أعمال تقدم الدعم الفني والإداري والمالي لأصحاب المشاريع الواعدة. وعن مراحل برنامج الخلية، قال البلوشي إنه يتم من خلال تقديم الطلب والتقييم الأولي والمقابلة الشخصية والاختيار ومعسكر رواد الأعمال ودراسة جدوى المشروع والدعم، وأخيرًا الاستشارات وعن آلية تقديم الطلبات تحدث قائلا: يتم الإعلان عن فترة قبول الطلبات للبرنامج من خلال وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي. وتابع أنه يتم التسجيل في البرنامج من خلال الاستمارة الإلكترونية في الموقع الإلكتروني الخاص بالبرنامج.. يمكن الوصول للموقع الإلكتروني الخاص للبرنامج من خلال موقع الشركة العمانية الهندية للسماد www.omifco.com الموقع الإلكتروني للبرنامج www.alkhaliya.com.
وأوضح أن البرنامج قدم العديد من الإنجازات منها برنامج الدعم الإداري لثلاثين مشروع تجاري في 2012 من خلال معسكر الأعمال الذي يمتد لشهرين، كما قدم البرنامج الدعم المالي والمتمثل في منحة مالية تأسيسية 26 مشروعا من المشاريع المنتسبة للبرنامج في 2012. وزاد أن البرنامج نجح في خلق خمسة وثلاثين فرصة عمل من خلال الدعم المقدم للدفعة الأولى من البرنامج. ويتابع قدم البرنامج الدعم الإداري لثلاثين مشروع تجاري في 2013 من خلال معسكر ريادة الأعمال الذي يمتد لشهرين. وشارك البرنامج في العديد من المعارض من أجل نشر ثقافة العمل الحر وريادة الأعمال في المجتمع، كما أنّ البرنامج نظم العديد من ورش العمل التثقيفية في مجال ريادة الأعمال.
الدفعة الأولى
وعن بعض مشاريع الدفعة الأولى من البرنامج، أشار إلى بيع المنتجات الحرفية وبيع مستلزمات الأطفال وشركة متخصصة في مجال التدريب وشركة متخصصة في مجال تقنية المعلومات، ومركز برنامج الخلية لريادة الأعمال يهدف إلى توفير الجو المناسب لرواد الأعمال لمزاولة أعمالهم من المركز والاستفادة من الخدمات المتوفرة. وخلق منصّة لنشر ثقافة العمل الحر وريادة الأعمال في المجتمع من خلال استضافة وإقامة الفعاليات الريادية في المركز. ويوفر المركز لرواد الأعمال الخدمات التالية مكانا مناسبا لالتقاء رواد الأعمال وإنجاز الأعمال اليومية، وفرصة للتعاون مع مرتادي المركز من رواد الأعمال. والاستفادة من خدمة الإنترنت المجانيّة، والاستفادة من التسهيلات التي يقدمها المركز. والاستفادة من الخدمات التي يقدمها مقهى الخلية والذي يدار من قبل أحد منتسبي البرنامج. والاستفادة من قاعة الاجتماعات المتوفرة في المركز.
وحول دور برنامج الخليّة في دعم الابتكار، قال البلوشي إنّه تمّ إجراء مقابلات لـ 40 مبتكرا عمانيا خلال الدفعة الأولى من البرنامج 2012، بالتعاون مع مركز الابتكار الصناعي، وجرى اختيار أفضل ثلاثة ابتكارات قابلة للتطوير والتحول إلى منتج ذا قيمة اقتصادية، وتم ضم أصحاب الابتكارات المذكورة لمعسكر ريادة الأعمال من أجل مساعدتهم على تحويل ابتكاراتهم إلى منتج اقتصادي.
وفيما يتعلق بالدعم الإداري الذي يقدمه البرنامج للمبتكر، أشار إلى أنّ استشاريي البرنامج يساعدون المبتكر على كيفية إثبات أنّ الابتكار سوف يلبي حاجة في السوق أو يعمل على حل مشكلة معينة، ودراسة السوق لتحديد الطلب على المنتج أو الخدمة التي يؤديها الابتكار، ودراسة عملية الإنتاج للتأكد من أنّ المنتج يمكن إنتاجه بكميّة تجارية وأنّ العائد المادي سوف يغطي تكاليف الإنتاج مع إمكانيّة تحقيق أرباح، ودراسة السوق أثناء معسكر ريادة الأعمال لتحديد الجوانب الرئيسيّة ودراسة المنافسين المباشرين وغير المباشرين، والتعرّف على الطلب الحقيقي للمنتج في السوق من خلال الدراسة والمسح الميداني للسوق، وتصميم خط الإنتاج وكل ما يتعلق بعملية الإنتاج من تكاليف، وتحديد الحد الأدنى من الإنتاج والمبيعات الشهرية لتغطية جميع التكاليف. واختيار الطريقة الأنسب لتسويق المنتج أو الخدمة. واختتم البلوشي ورقة العمل بالحديث عن نماذج من المبتكرين العمانيين الذين تمّ دعمهم من خلال البرنامج كشركة تكنولوجيا مبتكرة لصاحبيها عاطف عبدالله وناصر البلوشي وشركة سعف للمنتجات الورقية لصاحبها مصطفى بن سالم.
تجارب ناجحة
أمّا الورقة الثالثة، فقد استعرضت تجربة مبتكر، قدمتها المبتكرة العمانية مها بنت عوض الزيدي، والتي بدأت تقديم تجربتها بالقول: "تكتظ حياتنا بالتجارب بما يتلاءم مع تطلعاتنا ونظرتنا للحياة فكل إنسان يخوض تجارب عديده ليكمل مشوار حياته مثلما يطمح وأن من أسعد اللحظات تلك حين تتكلل هذه التجارب بالنجاح ويحقق المرجو والمأمول منها. لذا ارتأيت مشاركتكم تجربتي المتواضعة عن خوضي في مجال الابتكار ابتداءً من انطلاقتي والصعوبات والتحديات التي واجهتها مروراً بالدعم والمساندة التي حصلت عليها والمشاركات والإنجازات التي حققتها وانتهاءً بتطلعاتي وتوصياتي.
كما تمّ تقديم مجموعة من أوراق العمل منها ورقة عمل بعنوان "كيف يحوّل الابتكار إلى عمل تجاري"، للمستشار البريطاني دارن، وهو مستشار تطوير الأعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأصحاب الأعمال، وورقة عمل بعنوان "شهادة في مجال الابتكار بالسلطنة وخارجها"، للمبتكر الألماني فلورين وينج جارتنر من شركة الحلول العبقرية.