شناص- العمانية
تتمتع ولاية شناص بمحافظة شمال الباطنة بتضاريس جغرافية تجمع بين البحر والسهل والوادي وسلسلة جبلية متصلة من الجهة الغربية من الولاية، مما شكل منها متنفسا سياحيا من خلال عدة مواقع تمثل جمال الطبيعة العمانية ومنها قرية الحيل بوادي فيض بولاية شناص. وتقع هذه القرية الجبلية الجميلة على بعد 20 كم من دوار الولاية الرئيسي باتجاه الغرب. والوصول إلى هذه القرية الزراعية يتطلب نوعا خاصا من المركبات وهي مركبات الدفع الرباعي، ذلك أن الطريق المؤدي إلى القرية ترابي وبه منحنيات وارتفاعات وعرة، وقد قامت الجهات المختصة بشق الطريق الترابي المؤدي إلى القرية وتوسعته بشكل يتناسب مع مرور المركبات إليه مما ساهم مساهمة ملحوظة في زيادة السياح والزائرين لهذه القرية للاستمتاع بمفردات الطبيعة والمناظر الخلابة. وجمالية المكان لا تتوقف عند الوصول إلى هذه القرية، بل نجد المناظر الطبيعية والمياه ترافق الزائر لهذه القرية على امتداد الطريق، حيث ينتشر على جانبي الطريق عدد من القرى التابعة لوادي فيض والتي تجد نصيبها من المياه من الوادي الذي يعتبر المصدر الأساسي للمياه في هذه القرى. وعند الوصول إلى القرية تتضح جمالية المكان الذي تحفه الجبال من جميع الاتجاهات وتقع مزارع القرية في منتصف المنحدرات الجبلية التي يعبر منها الوادي ويشق طريقه إلى القرى الأخرى المجاورة عبر شبكة من الأفلاج البعض منها تم تصميمه من قبل الأهالي فيما البعض الآخر كان عن طريق الصيانة التي قامت بها وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه منذ فترة من الزمن وذلك من خلال تهيئة الأفلاج القديمة وإيجاد مسارات جديدة للأفلاج التي تنتهي مع كل مزرعة من مزارع القرية التي يصل عددها إلى أكثر من 30 مزرعة أو أكثر.
وتحظى هذه المزارع الخصبة باهتمام ورعاية أصحابها من خلال زراعتها بأشجار النخيل وعدد من الأشجار المثمرة الأخرى فقسوة الجبال ووعورة الطريق لم يمنع أصحابها من مواصلة زراعتها واستغلال المساحات الزراعية بين الجبال والمنحدرات وتوفر المياه العذبة. ويمكن لزوار قرية الحيل التزود بالمواد الضرورية للرحلات سواء الاحتياجات مثل الغذاء والماء من المحلات التجارية والمطاعم بولاية شناص أو فيما يتعلق بالتزود بالوقود من المحطات المنتشرة في الولاية.
لقد حظيت القرية مؤخرًا كذلك باهتمام من وزارة الزراعة والثروة السمكية وذلك من خلال تطبيق مشروع استزراع 200 فسيلة من النخيل المتنوعة ذات الجودة الغذائية العالية مما لاقى ترحيبا من المزارعين مستبشرين بتطور إنتاجهم من التمور حيث يناسب الطقس المعتدل شتاءً والحار قليلا الرطوبة صيفاً العديد من أصناف النخيل العمانية. إن الطبيعة الخلابة لقرية الحيل بولاية شناص تجعل منها منطقة ذات جذب سياحي تسعد الزائر والسائح حينما يتنقل بين طرقاتها الجبلية بسحر الطبيعة الخلابة التي أوجدها الله بين السلاسل الجبلية بمحاذاة مسار الوادي وشبكة من الأفلاج المملوءة بالمياه العذبة لتكون القرية مكانا رائعا لقضاء العطلات والاستمتاع بالراحة النفسية بعيدا عن جو المدن والضوضاء حيث يعلو المكان الهدوء التام والهواء النقي الخالي من الملوثات.
كما يوجد في القرية عدد من المواقع الأثرية والتاريخية من بيوت قديمة لا تزال شاهدة على أن الإنسان العماني في كل الأزمنة يتفنن ويبدع في صنع حضارته ... وفي هذه القرية التي توجد بها هذه الأبراج والبيوت الطينية الأثرية من مئات السنين فإننا نجد الاهتمام بها قائما و يحظى باهتمام أصحابها إلى جانب مخازن للتمور تم تشييدها من الحجارة والطين. كما يمكن للزائر للقرية مشاهدة القرية القديمة وأحجام البيوت التي كان يسكن فيها أهل القرية قديما حيث إنه لا تزال أثار القرية باقية حتى الآن وأيضا هنالك مسجد القرية القديم الذي يتم ترميمه ولا يزال أهل القرية والمزارعين يؤدون الصلوات فيه ويعقدون لقاءاتهم مثلما كان أجدادهم يلتقون بعد كل صلاة وتخصيص بعض الوقت للحديث ومناقشة ما يهم قريتهم.