طوكيو- العمانية
احتفلت سفارة السلطنة في طوكيو بتدشين كتاب "عمان واليابان علاقات مزدهرة" تحت رعاية صاحبة السمو الإمبراطوري الأميرة هيساكو تاكامادو؛ والذي يجسد تطور العلاقات العمانية اليابانية وتاريخها الطويل الذي يعود لأربعمائة عام وعلاقاتهما الدبلوماسية التي أكملت أربعين عامًا منذ تأسيسها.
وتصادف صدور الكتاب مع الزيارة الهامة التي قام بها دولة رئيس وزراء اليابان شينزو آبي للسلطنة يومي 9 و10 يناير. واستهل الحفل سعادة السفير خالد بن هاشل المصلحي سفير السلطنة المعتمد لدى اليابان بكلمة استعرض فيها الكتاب ومحتوياته وهدفه في مواصلة دفع وتعزيز العلاقات الثنائية المتبادلة بين السلطنة واليابان. وأثنت الأميرة تاكامادو خلال الحفل على جهود تدشين وإصدار الكتاب مؤكدة على دوره في تعميق العلاقات القائمة بين البلدين، وتوسيع آفاق الطموح والتعاون في المستقبل، معربة عن تقديرها لدور سعادة السفير في تعزيز العلاقات بين البلدين. كما ثمّن معالي نائب رئيس البرلمان السابق ورئيس جمعية الصداقة البرلمانية اليابانية العمانية النائب سيشيرو إيتو الجهود التي بذلت من أجل إصدار هذا الكتاب، وأضاف أنّ فكرة نشر الكتاب جاءت في الوقت المناسب معربًا عن ثقته في إسهام الكتاب في تعميق الفهم المتبادل لكلا البلدين والعلاقات الثنائية والذي سيعود بمزيد من تعزيز التعاون في مجموعة واسعة من المجالات.
كما أعرب رئيس دائرة الشرق الأوسط وأفريقيا بوزارة الخارجية اليابانية سعادة السفير تسوكاسا أويمورا في كلمته عن خالص تهانيه باصدار الكتاب في هذا الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين البلدين زخمًا بمناسبة زيارة رئيس الوزراء شينزو آبي للسلطنة ومرور أربعين عامًا على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين متمنيا أن يسهم الكتاب في تعزيز علاقات الصداقة والتناغم المتبادل بين البلدين. كما أعرب عميد السفراء العرب في اليابان سعادة السفير وليد علي صيام سفير فلسطين لدى اليابان عن مباركته وتهانيه بمناسبة هذا الإصدار، وأكد على الأهمية التي توليها الدول العربية للعلاقات مع اليابان وسروره بمدى التطور الذي تشهده العلاقات العمانية اليابانية.
حضر الحفل تاكاكو شيمازو شقيقة جلالة امبراطور اليابان ودولة ياسو فوكودا رئيس وزراء اليابان السابق وعدد من الوزراء السابقين ونواب الوزراء وأعضاء البرلمان الياباني ومسؤولي الحكومة اليابانية وأصحاب السعادة سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى اليابان ورؤساء الشركات اليابانية الكبرى والجامعات وجمعيات الصداقة العمانية اليابانية ووسائل الإعلام.
ويعد كتاب "عُمان واليابان علاقات مزدهرة" الذي نُشر بثلاث لغات منفصلة العربية والإنجليزية واليابانية سابقة فريدة في تاريخ العلاقات العمانية اليابانية من حيث توثيق تطور العلاقات بين السلطنة واليابان على مدار 400 عام.
ويسلط الكتاب الضوء على الشراكة الاقتصادية والسياسية والثقافية بين كلا البلدين، كما يهدف إلى تحقيق فهم وتقدير على نحو أفضل للأهمية الاستراتيجية للعلاقات وتكريم أولئك الذين ساهموا بشكل هادف في جعل العلاقات بين كل من عمان واليابان قصة نجاح. ويتكون الكتاب من 204 صفحة كبيرة الحجم مقسمة إلى ستة فصول تتناول العلاقات التاريخية، والعلاقات الحديثة، والتعاون الإقتصادي والفني، وشراكات الأعمال، والعلاقات الثقافية، والفعاليات التي أقيمت في اليابان والسلطنة للاحتفال بمرور أربعين عاما على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وقد ازدان الكتاب في صفحاته الأولى بصورتين كبيرتين لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- وحضرة صاحب الجلالة الإمبراطور أكيهيتو إمبراطور اليابان، وتلا ذلك كلمات افتتاحية لصاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي، وبعدها معلومات عن البلدين وصور تعكس ما يتمتع به البلدان من جمال طبيعة وحضارة، ثم إلقاء نظرة تاريخية على تاريخ العلاقات منذ القرن السابع عشر، والانتقال إلى العلاقات الحديثة؛ حيث بدأت صفحات هذه الموضوعات بكلمتين افتتاحيتين للوزيرين المسؤولين عن الشؤون الخارجيّة في البلدين معالي يوسف بن علوي بن عبدلله ومعالي فوميئو كيشيدا. كما احتوى فصل العلاقات الحديثة على كلمات لرؤساء وزراء يابانيين سابقين ومسؤولين كبار في البلدين، بالإضافة إلى توثيق التعاون السياسي والدولي والعلاقات البحرية، واستعراض أهم الزيارات الرسمية المتبادلة والشخصيات الحاصلة على الأوسمة المرموقة من صاحبي الجلالة السلطان المعظم وإمبراطور اليابان، والتعريف بسفارتي البلدين ونشاطاتهما وأصحاب السعادة السفراء السابقين من البلدين.
واحتوى فصل التعاون الاقتصادي والفني على كلمات لعدد من أصحاب المعالي الوزراء ورؤساء الجهات المعنية بالاقتصاد والطاقة والتجارة والاستثمار، فيما تضمن فصل شراكات الأعمال، وبشكل معبر المستوى الذي وصلت إليه العلاقات الاقتصادية بين البلدين من تطور كبير في مجال الاستثمار والتجارة والمشروعات المشتركة بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة بشأن المشروعات المستقبلية والتعاون المشترك على المستوى الحكومي وقطاع الشركات بمقالات وكلمات قدّمها رؤساء مجالس الإدارة والرؤساء التنفيذيون لكبرى الشركات في البلدين. واحتوى فصل العلاقات الثقافية على كلمات لعدد من أصحاب المعالي والسعادة المعنيين بمجالات التعليم والسياحة والرياضة وتناول كذلك جوانب مختلفة من التبادلات والتعاون الثقافي والأكاديمي والعلمي والشعبي وإسهامات كرسي السلطان قابوس للدراسات الشرق أوسطية بجامعة طوكيو في تعميق الفهم الثقافي والحضاري بين البلدين. ويختتم الكتاب باستعراض أبرز الفعاليات التي أقامتها السلطنة واليابان للاحتفال بمرور أربعين عامًا على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2012.