تويت
العامرات – عبدالله الجرداني
تصوير – خالد العامري
تستقطب "قهوة العريش للمأكولات الشعبية" فئات مختلفة من زوّار حديقة العامرات من المواطنين والمقيمين والسيّاح في جو مميز مفتوح مفعم برائحة التراث بما يعكس صورة مصغرة من "السبلة العمانية" ليستمتعوا بتناول الوجبات العمانية الشعبية على جلسات أرضية وأخرى مرتفعة مستوحاة من التراث العماني حيث صنعت من الجريد والسعفيات وتتميز بالبساطة وعدم التكلف في الجلوس كما توجد جلسات خاصة للعائلات علما بأن المقهى تديره مجموعة من الشباب العماني من عائلة واحدة لديهم إلمام باللغة الإنجليزية ومن تلك الأكلات التي يقدمها المقهى: الهريس والعرسيّة والدنجو والباقل والثريد وسمنة الدنجو وسمنة الحبة الحمراء ومضروبة السمك والبلاليط والعصيدة والخبيصة والشوربة والبسبوسة واللقيمات والخبز العماني "الرخال" إضافة إلى الشاي والقهوة العمانية وغير ذلك من المأكولات والمشروبات التي تلاقي إقبالا متزايدًا من الحضور.
أبو رشاد عيسى بن سعيد الحميدي أتى مع زملائه لزيارة المهرجان وبعد جولة في القرية التراثية حبذوا الاسترخاء في المقهى الشعبي وتناول بعض الوجبات العمانية، وعبّر الحميدي عن سعادته بوجود هذا النوع من المقاهي الشعبية وقال: سعدت بالجلوس في هذا المقهى مع زملائي حيث تبادلنا أطراف الحديث واسترجعنا الذكريات القديمة فجو المقهى يذكرنا بالماضي الجميل كما سعدنا بتناول العرسيّة وشرب شاي الكرك.
وأيّد سرحان بن علي الجرداني "أبو جمال" كلام زميله الحميدي في أنّه سعيد بزيارة المقهى الذي يتميز بوجود الأثاث التراثي المصنوع من السعفيات وأضاف: ما زاد من سعادتي توافد الزوار الأجانب من الشباب وكبار السن في منظر يبهج النفس يدل على أنّ المأكولات العمانية لها عشاقها ويجب أن تتوفر في مختلف المطاعم والمقاهي وقال: نحن الجيل الجديد نشتاق للتعرف إلى تراث آبائنا وأجدادنا ولهذا المكان سر انجذاب كبير يجعلنا نتعلق بالمجيء إليه طيلة أيام المهرجان كما علينا إحضار أبنائنا ونعرفهم بتراث أجدادهم.
أمّا زميلهما أبو عبدالله محمد بن عبدالله الغماري "خالي" فأشار إلى أهمية تواجد مقاه بهذا النوع والتي تعكس التراث العماني في مختلف ولايات السلطنة، ففي السابق كان يرتادها أبناء الجيل القديم وكانت بمثابة المجلس "السبلة" يلتقون فيها يوميًا ويتبادلون العلوم والأخبار ويتغنون بالأشعار والفنون ويتسلّون بالألعاب الشعبية كلعبة "الحواليس" وأضاف الغماري: أسعار المقهى الشعبي في القرية التراثية زهيدة جدًا فهو لا يهدف إلى الربح بقدر ما ينشر الثقافة العمانية في الطبخ وتصميمه تراثي جميل كما أنّ العاملين في المقهى من الشباب العماني يتعاملون مع الزوار بكل احترام وتحضر.