تويت
جوبا- رويترز
يراود الأمل آلاف اللاجئين من جنوب السودان مع شروق الشمس كل صباح في عودة السلام إلى بلدهم ليعودوا إلى ديارهم من مخيم الكيلو 10 على الحدود مع السودان.
وخاضت قوات حكومة الرئيس سلفاكير معارك ضارية مع متمردين موالين لرياك مشار النائب السابق للرئيس ففر آلاف المواطنين من أعمال العنف في جنوب السودان ولجأوا إلى منطقة الحدود.
ويقول الهلال الأحمر السوداني إنّ مخيم الكيلو 10 يقيم فيه زهاء عشرة آلاف لاجئ من جنوب السودان خاضوا رحلة شاقة في مناطق صحراوية قاحلة ليصلوا إلى هناك.
فر عوض أرادايبا من بلدته مع كل أفراد أسرته الكبيرة العدد ويقيم الجميع في خيمة واحدة بمخيم الكيلو 10.
وقال أرادايبا "معي أمي وزوجتي وزوجة أخي. لا يزال أخي في الصحراء ولا أعرف مكانه ولا إذا ما كان لا يزال على قيد الحياة. أبني هذا المأوى لأنّ لنا خيمة واحدة وأنا معي ثلاث عائلات."
وفرت عائلة أرادايبا من ولاية أعالي النيل الغنية بالنفط في جنوب السودان سيرًا على الأقدام التي كانت مسرحًا لمعارك ضارية بين قوات الحكومة والمتمردين.
وقالت نجابي زوجة عوض أرادايبا "سرنا سبعة أيام مع أطفالي الستة."
ويقول العاملون في مجال الصحة بالمخيم إنّ مشقة الرحلة كانت شديدة خصوصًا على الأطفال وكبار السن.
وقال عيسى عثمان المتطوّع في جمعية الهلال الأحمر السودانية إنّ بين اللاجئين إصابات نجمت عن طول الرحلة سيرًا على الأقدام حيت تورمت أقدامهم من السير والجري مسافات طويلة.
ويشارك عدة متطوعين من السودان في رعاية اللاجئين بمنطقة الحدود. وبدأت الأمراض تنتشر داخل مخيم الكيلو عشرة الذي يفتقر إلى تجهيزات الصرف الصحي ولا توجد به مياه نقية للشرب.
وقال موسى عثمان إنّ الملاريا والإسهال يصيبان اللاجئين من جنوب السودان خصوصًا الصغار والمسنين وإنّ التهابات العيون والأنفلونزا منتشرة أيضا بينهم.
ويوزع المتطوعون الخيام والأغطية والذرة على اللاجئين في المخيم لكن كميات المساعدات المتوفرة غير كافية.
وذكر متطوع يدعى محمد ابراهيم إنّ أعداد اللاجئين الوافدين من جنوب السودان تتزايد.
وأفرج جنوب السودان عن سبع شخصيات سياسية كبيرة يوم الأربعاء الماضي كانوا قد اعتقلوا للاشتباه في ضلوعهم في محاولة انقلاب مما يلبي جزئيا مطلبًا للمتمردين في محادثات السلام التي تستهدف إنهاء القتال.
وسلمت جوبا السياسيين السبعة إلى كينيا وقالت إن من الممكن الإفراج عن المحتجزين الأربعة الباقين بعد "إيضاحات قانونية" غير محددة مما يزيد الآمال في استعداد الحكومة لإزالة عقبة رئيسية في مفاوضات السلام المتعثرة بين الجانبين.
ويأمل اللاجئون على الحدود أن ينتهي الصراع في أقرب وقت ممكن ليعودوا إلى ديارهم.
وقال لاجئ في مخيم الكيلو عشرة يدعى إمانويل يان إنّ الصراع بين القبائل يؤدي إلى قتل وتشريد الأبرياء.
ووقع طرفا الصراع يوم الخميس (30 يناير كانون الثاني) اتفاقا لوقف إطلاق النار لكنهما يتبادلان الاتهامات بمواصلة أعمال العنف.