ميونيخ - رويترز
أجرى وزيرا خارجية الولايات المتحدة وإيران محادثات نادرة في ألمانيا أمس لبحث المرحلة التالية من الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق نهائي لإنهاء الخلاف الممتد منذ عشر سنوات بشأن برنامج إيران النووي.
واجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ للحديث عن المفاوضات النووية بين القوى العالمية الست وإيران التي تستأنف في فيينا في 18 فبراير.
وتهدف المحادثات إلى تسوية النزاع النووي بعد أن وافقت ايران بموجب اتفاق أولي في نوفمبر الماضي على تعليق الأجزاء الأكثر حساسية من أنشطتها النووية مقابل تخفيف بعض العقوبات.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن خلال محادثاته مع ظريف أكد كيري أهمية تفاوض الجانبين بنية حسنة والتزام إيران بتعهداتها بموجب الاتفاق.
وعلقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعض العقوبات على إيران بموجب الاتفاق لكن كيري أوضح لظريف أنّ الولايات المتحدة ستواصل تطبيق عقوبات أخرى.
ولم يصدر تعليق من إيران على المحادثات على الفور.
وكان كيري وظريف اجتمعا عدة مرات منذ انتخب الرئيس الإيراني حسن روحاني في يونيو الماضي مما أدى إلى تحسّن العلاقات مع الغرب بعد مواجهات وتصريحات عدوانية على مدى سنوات.
ورحبت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون التي تنسق المحادثات النووية مع إيران نيابة عن الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بالاجتماع بين كيري وظريف.
وقالت للصحفيين في ميونيخ "من المهم جدًا في الوقت الذي يتطلع فيه المجتمع الدولي إلى إجراء محادثات شاملة أن يجري الحوار وأن نسعى للتوصل لكيفية تطوير نهج شامل من أجل هذا."
لكن جون مكين العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ الأمريكي تبنى نبرة حذرة وقال إنّ إيران لها سجل طويل من الخداع واتهمها بالغش.
وقال لمؤتمر ميونيخ "تباهى روحاني من خلال إحدى وسائل إعلامه بأنّه خدع الأمريكيين والمفاوضين حين كان مفاوضًا."
وأضاف "لا يزال البناء مستمرًا حول أراك (مفاعل للماء الثقيل) وأجهزة الطرد المركزي التي ما زالت 19 ألفا منها تدور والأهم هو الاعتراف المبطن في هذا الاتفاق بالحق في التخصيب."
وأضاف "هناك ثلاثة مكونات للأسلحة النووية هي الرأس الحربي ونظام التوصيل والمادة نفسها. أنّهم مستمرون ويغشون في أول عنصرين دون أي قيد من أي نوع."
وقال ظريف في مقابلة يوم السبت إن إيران غير مستعدة للتخلي عن الأبحاث المتصلة بأجهزة الطرد المركزي التي تستخدم لتنقية اليورانيوم في إطار اتفاق نووي نهائي.
وسئل ظريف عن الفترة التي سيستغرقها التوصل لاتفاق نهائي فقال "إنها مجرد بداية المفاوضات لاتفاق النهائي. أنّها الخطوة الأولى من الخطوة الأخيرة وأتوقع أنّ تستغرق بعض الوقت."
وقال ظريف في مقابلة مع رويترز وشركة انترناشيونال ميديا اسوسييتس للإنتاج التلفزيوني "إننا مستعدون لأننا نعتقد أن ذلك في صالحنا وليس لدينا نية أخرى. ومن ثم فمن الناحية النظرية يجب ألا يكون ذلك صعبًا. ربما التوصل للتفاصيل يكون أكثر صعوبة إلى حد ما ومن ثمّ فسوف نرى."