لندن- رويترز
من إدارة واحدة من أكبر المجموعات العسكرية الخاصة وأكثرها إثارة للجدل في العالم إلى تقديم الخدمات اللوجستية لشركات النفط والتعدين الراغبة للعمل في المناطق النائية الحافلة بالأخطار في إفريقيا .. انتقل ايريك برينس مؤسس شركة بلاكووتر إلى مشروعه الجديد.
ويتزايد تطلع الصين إلى إفريقيا لتلبية الطلب المتزايد على الموارد الطبيعية وقد بلغ التبادل التجاري بين الجانبين نحو 200 مليار دولار هذا العام. ويرى برينس في ذلك فرصة سانحة لأن 85 في المئة من واردات الصين من القارة السوداء نفطا أو معادن.
ويريد برينس (44 عاما) استخدام خبراته في نقل الأفراد والمعدات إلى المناطق النائية ومنها لمساعدة الشركات التي تسعى لاستغلال ثروات طبيعية في أماكن مثل السودان والصومال.
وهذا الشهر أصبح برينس العضو السابق بفريق القوات الخاصة في البحرية الامريكية رئيسا لمجلس إدارة مجموعة فرنتير للخدمات المسجلة في هونج كونج تملك شركة سيتيك الصينية 15 في المئة من أسهمها ويملك برينس نفسه خيارات أسهم تعادل تسعة في المئة من الشركة.
ويمثل تعيينه تحولا كبيرا في حياة رجل يرى كثيرون أنه من أثرياء الحرب أن يديه ملطختان بالدماء. كانت بلاكووتر تقدم خدمات أمنية للحكومة الأمريكية في العراق وأفغانستان ونمت من كونها شركة تبلغ استثماراتها ستة ملايين دولار، إلى نشاط حجمه مليار دولار واهتزت سمعتها بعد اتهام حراسها بقتل 14 مدنيا عراقيا عام 2007. وألغى العراق الرخصة الممنوحة لها.
وتلا ذلك سحب الحكومة الأمريكية تعاقداتها مع الشركة وبدأت امبراطوريتها تنهار ثم تتالت الاتهامات بالتهرب من الضرائب واستخدام أسلحة دون سند قانوني والقتل. ونفت الشركة كل الاتهامات.
وغيرت الشركة اسمها واستقال برينس من منصب الرئيس التنفيذي عام 2009 ثم باعها في العام التالي وتغير اسمها مرة أخرى إلى "أكاديمي".
ونقطة البداية لبرينس في إفريقيا هي الطائرات.. إذ تملك الشركة بضع طائرات ومهبطا في كينيا وتسعى للتوسع في هذا المجال لبناء شبكة من خدمات الطيران تغطي إفريقيا كلها.
وقال لرويترز في مقابلة "إذا كنت تحفر في منطقة نائية وتعطل الحفار وأصبحت تحتاج لقطعة غيار جديدة فإن هذا يكلفك عشرات الآلاف إن لم يكن مئات الآلاف من الدولارات يوميا. كيف توصل تلك القطعة بسرعة ودون أي أعذار؟". وستبدأ الطائرات بنقل الناس والبضائع قبل التحول إلى مسح لخطوط الأنابيب والطرق ورسم الخرائط.
والخطوة التالية هي استخدام الشاحنات والمراكب النهرية... فهل الشركة الجديدة هي الجزء الثاني من بلاكووتر؟
يرد برينس على هذا السؤال قائلا إنها مشروع "مشابه. لكننا لسنا بصدد تقديم خدمة لحكومة أو مشروعات عسكرية. لسنا بصدد إقامة قوات شرطة لهم. لا شيء من هذا القبيل. نحن بصدد نقل منظمة أهلية أو طاقم متقدم لقياس الاهتزازات الارضية أو للحفر من شركة تعدين أو إذا احتاجت شركة نفط لدعم أو بناء مخيم".