الخابورة- خالد الخوالدي
إهمال واضح لملعب الأطفال الواقع في منطقة المسيلة بولاية الخابورة فلا يتصور أي شخص يمر بجانب هذه الأرض أنها تحمل اسم حديقة أو ملعب أطفال أو منتزه فمنذ أكثر من خمسة عشرة عامًا وهي خاوية على عروشها فلا حياة بها إلا من سهرات شبابية بجانبها والكلاب والحيوانات الضالة التي وجدت مأوى تعيش فيه وسط تراكمات خلفها الإهمال.
ويحتل المكان الصغير في مساحته موقعًا متميزًا على الشارع العام وبالقرب من بريد عمان ولا يبعد عن دوار الخابورة إلا كيلومترا واحدا تقريبا ويتساءل الأهالي في الخابورة عن عدم الاهتمام بهذه الحديقة أو ملعب الأطفال أو المنتزه وإعادة الروح إليه من قبل بلدية الخابورة ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه أو تحويلها إلى أي غرض تراثي أو ثقافي أو ترفيهي أو استثماري ينفع السكان ويقدم خدمات جليلة لشرائح كبيرة من المجتمع.
يقول سيف بن علي الخوالدي: قدمت رسالة إلى مدير بلدية الخابورة لاستثمار الأرض التي كانت مخصصة سابقا كحديقة بعد أن مرت عليها عشرات السنين بدون إقامة أي مرفق فيها وبدون الاستفادة منها إلا أن تكون مأوى للحيوانات والقوارض الضارة ومكبًا للأوساخ والقاذورات وعلقت البلدية على الرسالة بالموافقة وحولت الموضوع إلى المديرية العامة للبلديات الإقليمية وموارد المياه والتي بدورها حولت الرسالة إلى دائرة الاستثمار والدخل بديوان عام الوزارة إلا أن الموضوع توقف في هذه الدائرة والتي أتمنى منها إعادة النظر في الموضوع لأن هدفي الأساسي أن يتم إحياء الأرض بمشروع استثماري تبقى فيه الأرض ملكا للحكومة وتستفيد بلدية الخابورة من المبلغ الاستثماري في تطوير حديقة الخابورة العامة حيث إن الأرض الحالية لا تصلح أن تكون حديقة أطفال بحكم أن الحديقة العامة القائمة تتواجد بها ألعاب أطفال ولا تبعد عنها إلا 700 متر تقريبا كما يمكن لبلدية الخابورة الاستفادة من المبلغ الاستثماري في إقامة حديقة أخرى في موقع آخر خاصة وأن أهل الولاية يطالبون باستمرار بإقامة حديقة كبيرة تكون متنفسا لهم ولأسرهم وتتوفر فيها كل المقومات الترفيهية التي يحتاجها الأطفال وتكون قبلة للجميع خاصة المقيمين الذي لا يجدون حدائق ترفيهية إلا الحديقة الوحيدة الواقعة في موقع يشهد زحاما كبيرا نتيجة وقوع الحديقة في وسط سوق الخابورة الذي يمتد كل يوم بإنشاء المراكز والمحلات التجارية على طول الطريق الذي تقع عليه الحديقة.
وطالب سيف الخوالدي المسؤولين في وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه الموافقة على استثمار الأرض لما فيه الصالح العام وإحياء للأرض التي باتت تشكل قلقًا لأهالي القرية ومركز لتجمع النفايات والروائح الكريهة التي يتأذى منها أهل القرية والجيران المحيطين بهذه الأرض.
وقال أحمد بن سعيد بن حمود الحوسني من أبناء الولاية ويقطن بالقرب من هذه الحديقة كانت هذه الحديقة في الماضي تسر الناظرين وتضفي جمالاً وبهاءً على المكان، ولها ذكريات محفورة في قلوبنا حيث تم افتتاحها منذ بداية التسعينات من القرن الماضي حينها كنّا صغاراً وقضينا فيها أجمل الأوقات وكانت توفر للأطفال وللمرتادين الراحة والطمأنينة وتشكل لهم مجالاً للترفيه واللعب والتسلية والاستمتاع بلا منازع فهي الحديقة الوحيدة في ذلك الوقت بالولاية وتتفرد بالاهتمام من بلدية الخابورة، ولازلت أتذكر المظلة الخشبية التي كانت تتربع وسط الحديقة والأشجار والخضرة التي تزيدها ظلالا وجمالا وأتذكر الألعاب المتنوعة في كل زاوية من زواياها والبيوت الشعبية المصنوعة من سعف النخيل التي خصصت للاستراحة وتذكرنا كيف كان آباؤنا وأجدادنا يعيشون.
وقال جاسم بن محمد البلوشي من سكان منطقة المسيلة تقع هذه الحديقة بمحاذاة مكتب بريد الخابورة وبوسطهما شارع حيوي وهي تطل على الشارع العام مباشرة ولم تكن هذه الحديقة تخدم أبناء القرية أو الولاية فحسب بل شريحة كبيرة من العابرين على مسار طريق الباطنة إلى أن حل زمن الإهمال من الجهة المختصة الماسكة بزمام شأن الولاية وتجميلها وأدخلوها في دوامة النسيان ومسلسل الإهمال وهذا كله جعلنا نتساءل لماذا الحديقة طالها كل هذا النسيان والإهمال لسنوات؟ وهل هذا المصير الذي أصابها كان نتيجة إنشاء الحديقة العامة الجديدة أم ماذا؟ لقد كانت تمثل مساحة جميلة تزينها ألعاب التسلية والآن أصبح موقعها غير محمود لتجمع المراهقين بآخر الليل وأصبحت مرتعا للدواب والحشرات والحيوانات الضالة.
وأضاف جاسم البلوشي أننا نطالب بترميمها وإعادة تأهيلها حتى لا تصبح مردما للنفايات ومأوى وملجأ للحيوانات الضالة مما لها من أثر سلبي كبير في تشويه المنظر العام لكونها قريبة من الشارع العام لذلك نطالب بأن يتم تطوير هذه الأرض كمنتزه ترفيهي للعائلة من خلال توفير الألعاب وتعشيب الأرض وإقامة دورة مياه عليها هذا أحد الحلول أو تستغل كاستثمار يمكن أن تنفع أهل المنطقة.
رد بلدية الخابورة
ومن جانبه أوضح محمد بن خميس الجديدي مدير بلدية الخابورة أن البلدية تسعى جاهدة الى إيجاد المتنافسات الترفيهية لسكان الولاية والمقيمين حسب الإمكانيات المتاحة، وبالنسبة لملعب الأطفال بالمسيلة فقد تمّ الاستغناء عنه نظرًا لصغر مساحته البالغة (1893) مترا مربعا ولقربه من الحديقة العامة التي لا تبعد عنها سوى أقل من كيلومتر واحد وتقع في نفس المنطقة المسيلة وبالنسبة لنظافة قطعة الأرض فقد قمنا بتنظيفها وإزالة بعض الأشجار منها ومتى ما رأينا أنها بحاجة إلى إعادة تنظيف فإنّ المسؤولين عن النظافة سيعملون على ذلك حرصًا على عدم تشويه المنظر العام.
وحول مطالبة الأهالي بضرورة وجود حديقة كبيرة في الخابورة قال محمد الجديدي إن بلدية الخابورة لم تغفل هذا الجانب وقامت بحجر أرض لهذا الخصوص في المخططات الجديدة بمنطقة السرحات وهي أكبر من الحديقة الحالية وسوف ترى النور في المستقبل ولكن لا استطيع أن أقول إن العمل سوف يتم بها في المستوى القريب.
وحول استثمار الأرض الخاصة بملعب الأطفال بمنطقة المسيلة قال مدير بلدية الخابورة إن استثمار أراضي الوزارة ليس من اختصاصنا وإنما هناك جهات متخصصة في وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه لها الصلاحيات التي تخولها في طرح أي أرض للاستثمار ونوعية هذا الاستثمار وهي قائمة بدورها والأمر متروك لخياراتهم وتقديراتهم.