رغم السعي الأمريكي المحموم لتتويج مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين باتفاق إطاري يحفظ ماء وجه الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها راعية العملية السلمية في مسارها التفاوضي الذي بدأ في شهر يونيو الماضي، إلا أن إسرائيل، لا تعمل على إجهاض العملية السلمية فحسب، بل تسعى إلى إحراج حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية بممارسات أبعد ما تكون عن روح وجوهر السلام .
فالاتفاق الإطاري الذي تضغط الولايات المتحدة لتمريره وتوقيعه من قبل الطرفين قبل الإعلان عنه رسميا إبان زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة أبريل المقبل، يوفر لإسرائيل الكثير من الضمانات، ويعطيها ما تطلب، إلا أنها ورغم كل هذا، تحاول نسف المفاوضات من خلال الأعمال العدوانية والاستفزازية، ومن ذلك ما أعلنت عنه بلدية الاحتلال من المصادقة على خطة جديدة لبناء 558 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية.
إن هذا القرار يدلل على استمرار التعنت الإسرائيلي في تعطيل الجهود الأمريكية الهادفة إلى عمل مسار يؤدي إلى إقامة سلام مبني على أساس حل الدولتين.
حيث تعلم إسرائيل، أن الفلسطينيين لن يجنحوا لسلام بدون القدس، وأن أي استيطان فيها أو في غيرها يجب أن يؤول إلى زوال.
ويأتي هذا القرار ليعضد قرار الحكومة الإسرائيلية في الشهر الماضي بالمصادقة على خطة لبناء381 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية، وكذلك في أعقاب إعلان سابق عن بناء 1800 وحدة في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية.
إن مثل هذه الاستفزارات الإسرائيلية المتكررة من شأنها أن تنسف المفاوضات الجارية الآن، وتدفع الفلسطينيين إلى البحث عن سبل نضالية تضمن لهم حقهم في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.