الرؤية- مركز البحوث
بدأت الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء الخطط العسكرية للصين خاصة بعد تسارع خطوات بكين فى بناء حاملة طائرات ثانية و التى ستكون بكورة التصنيع الصينى المحلى، ومن المتوقع أن يستغرق بنائها ست سنوات، و ذلك ضمن مخطط يستهدف امتلاك البحرية الصينية أربعة حاملات الطائرات على الأقل حتى عام 2020 .
وذكرت تقارير وسائل الاعلام الصينية انه بعد عقدين تم خلالهما مضاعفة أرقام الميزانية العسكرية، يخطط ادميرالات البحرية فى الصين لتطوير كامل اسطول البحرية ليكون قادرا على الدفاع عن المصالح الاقتصادية المتنامية، فضلا عن الأراضي المتنازع عليها في جنوب وشرق بحر الصين.
و يقول الخبراء العسكريون يبدو أن الصين تستعد لتحدي زعامة الولايات المتحدة، بعد ان ظلت البحرية الامريكية "على مدى عقود، تسيطر على الممرات المائية في العالم، سواء من حيث الحجم والقوة " ، و الان تسعى الصين لتكون "قوة بحرية قادرة على عمليات مستمرة عبر المحيطات تمكنها من إسقاط قواتها بعيدا عن الوطن .
القلق الامريكى تم اعلانه فى تقرير من وزارة الدفاع قدم إلى الكونجرس العام الماضي ، حيث رجح ان تمتلك الصين " عدة حاملات الطائرات على مدى العقد المقبل ، و ان أول حاملة صينية الصنع من المرجح يبدا تشغيلها في النصف الثاني من هذا العقد ".. وفي يناير الماضى ، ناقش قائد القيادة الامريكية في المحيط الهادي الاميرال "صامويل لوكلير" خطط التمكين العسكرية للصين، مشيرا الى ان " الهيمنة النسبية الامريكية في ... التقنيات و... نظم الأسلحة ستتضاءل مع مرور الوقت ". واضاف "ان اى حاملة طائرات صينية لها تأثير حتى لو كانت أقل قدرة بكثير من السفن الأمريكية".
ولكن بعض الخبراء يرون ان هناك مبالغة و قلق غير مبرر ازاء تنامى قوة البحرية الصينية ، و ان السفن الحربية الصينية لن تكون قادرة على المنافسة مع وجود القاعدة البحرية يوكوسوكا، و حاملة الطائرات يو اس اس رونالد ريجان المرابطة فى اليابان ، كذلك فان حاملة طائرات واحدة، مع طائرات ذات نطاق محدود وقلة الخبرة لا تجعل الصين قوة بحرية رئيسية.
كانت حاملة الطائرات "لياونينج Liaoning " هى اول حاملة صينية تدخل الخدمة حيث التقطتها الاقمار الصناعية الامريكية اثناء ابحارها فى البحر الاصفر فى ديسمبر 2011 ، و يرجع تاريخ بنائها الى الحقبة السوفيتية حيث ابتاعتها بكين من اوكرانيا عام 1998 و كان قد تم اكمال بناء نحو 70% منها فقط ، و تولى الصينيون استكمال البناء و تجهيزها وتسليحها في حوض لبناء السفن الصينية .. وفي تصريحات نقلتها مواقع الأنباء الصينية، قال وانج مين، رئيس الحزب الشيوعي في مقاطعة لياونينج شمال شرقى الصين، انه حيث تم تجهيز حاملة الطائرات الاولى جارى حاليا بناء حاملة طائرات ثانية في ميناء مدينة داليان.
و تشير التقارير العسكرية الامريكية ان الحاملة الصينية "لياونينج" قد اثبتت كفائتها حيث نفذت بنجاح أكثر من 100 اختبار، بما في ذلك اختبارات الأنظمة القتالية، خلال مناورات في المنطقة المتنازع عليها فى بحر الصين الجنوبي الشهر الماضي.. و تشير التقارير الى ان المناورات الصينية قبالة سواحل جزيرة هاينان لم تكن المرة الأولى التى تبعث فيها الصين بالحاملة الى بحر الصين الجنوبي ولكنها كانت اول مرة ترافقها مجموعة ضاربة من السفن المرافقة لها فى تشكيل بحرى كبير .
و يرى بعض العسكريون الامريكيون ان تصاعد الطموح الصينى يتزامن مع تراجع و ردة فى برامج البحرية الامريكية حيث ادت تخفيضات الميزانية وتأخير جدول البناء دفع بتاخير تسلم البحرية لاحدث حاملة طائرات "أميركا، يو اس اس جيرالد فورد (CVN-78) ، إلى فبراير عام 2016.
و قد حذر رئيس البحرية الأمريكية الأدميرال جوناثان اجرينرت من أن أي تخفيضات أخرى في الإنفاق الدفاعي قد يؤخر تسليم الحاملة " عامين " وانه بحلول ذلك الوقت - 2018 – سيكون لدى الصين حاملة طائرات ثانية قيد الخدمة بالفعل .
و يرى الخبراء الامريكيون ان مسالة اقتطاع و تخفيض الموازنة الامريكية سيكون فى صالح التهديد البحرى الصينى ، حيث من المعروف ان بناء و تشغيل حاملات الطائرات يعد ثقلا كبيرا على اى موازنة عسكرية ، فوفقا لارقام البنتاجون فان تشغيل كل مجموعة قتالية تابعة لحاملة طائرات أمريكية يكلف دافعي الضرائب حوالي 2.5 مليار دولار بما يوازى 6.5 مليون دولار يوميا ، وهذا فقط مقابل تشغيل " الدعم" المصاحب للحاملة.
اما بناء حاملة طائرات لتكون مركز المجموعة البحرية القتالية فيتعدى تكلفته ما يقرب من 13 مليار دولار. هذا بخلاف 3 مليار دولار تكلفه اعادة تشغيل الحاملة و تجهيزها عندما تمر 25 سنة على بنائها ، و هو نصف عمرها الافتراضى حيث يمكن تشغيلها لمدة 50 عاما .
و هناك من الامريكيين من يحمل نبرة تشائم ازاء مستقبل البحرية الامريكية مقابل البحرية الصينية ، مدللا ذلك بواقع قطع الاسطول البحرية فى الوقت الحالى ، حيث تعمل البحرية اليوم مع أسطول يضم 10 حاملات طائرات فقط و هو عدد اقل من الحد الأدنى المطلوب(11 حاملة طائرات) للحفاظ على القوة البحرية بموجب القانون الامريكى.
و تشير اخر التقارير الى ان أحواض بناء السفن العسكرية للصين تجاوزت احواض بناء السفن العسكرية فى أوروبا الغربية واليابان، والكوريا الجنوبية، سواء من حيث أنواع وأعداد السفن التى يمكن بنائها ، و يمكن أن تصل القدرات التقنية لبناء السفن العسكرية للصين على قدم المساواة مع روسيا الآن بحلول عام 2020 وسوف بتقترب من مستويات الكفاءة التقنية فى بناء السفن الامريكية بحلول عام 2030. وأصبحت الصين تنتج محليا الآن لا يقل عن ستة أصناف من غواصات الديزل الكهربائية الحديثة والسفن الحربية، المدمرات.