تتجدد الآمال مع انطلاق الجولة الثانية من مفاوضات السلام (جنيف2) بين الحكومة السورية والمعارضة في سويسرا اليوم، في أن ينجح الفرقاء السوريون في التوصل إلى اتفاق في هذه الجولة يكفل تقصير أمد هذه الحرب الدامية، وهذا الصراع المرير، وأن يتفادوا عوامل الفشل التي ألقت بظلالها على الجولة الأولى من المفاوضات التي انتهت دون نتائج تذكر.
إنّ الواقع لا يبشر بقدر كبير من التفاؤل، حيث لاتزال الهوة بين المتفاوضين كبيرة، وتحتاج في تجسيرها إلى الثقة المتبادلة، وتقديم قدر من التنازلات تتطلبها هذه المرحلة الحرجة من التفاوض، والتي يعني فشلها دخول الأزمة في نفق جديد يصعب الخروج منه..
ويمكن القول إنّه إذا لم يدخل الوفدان هذه الجولة الجديدة من المفاوضات بعقل وقلب منفتح، فسيكون مآلها الفشل كسابقتها، وهو أمر لا يحتمله الواقع السوري المثخن بالجراح الغائرة لهذه الحرب التي طال أمدها.
المطلوب من المتفاوضين السوريين من كلا الطرفين، تغليب مصلحة سوريا في المقام الأول، والنزول عند ما تتطلبه هذه المصلحة دون مكابرة، لأنّ ثمن التعنت باهظ وثقيل الوقع على السوريين ويدفعونه من دمائهم وأرواحهم..
إنّ الخطوة الأولى لإنجاح مفاوضات السلام السورية، هو الاتفاق على أنّ الأولويات وفي مقدمتها وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية للمدن المحاصرة التي يتضور أهلها جوعا، ويموت أطفالها جراء سوء التغذية، وتفتك بهم الأمراض.
إنّ التصريحات الاستباقيّة من جانبي التفاوض الحكومي والمعارض حتى الآن لا تشي بأنّ اختراقًا سيحدث في الجولة الثانية صوب التوصل إلى اتفاق، ولكن تبقى الآمال معقودة على ما قد يستجد من تلين في مواقف الطرفين، وما قد يبدر منهما من إشارات إيجابيّة تدفع عملية التفاوض لتأخذ منحًى بناءً قد يقود إلى التوصل إلى اتفاق يطفئ السعير المستعر لهذه الحرب.