تعد مذكرة الأخضر الإبراهيمي الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا، والتي سلّمت لطرفي الجولة الثانية من محادثات جنيف؛ دليلا استرشاديًا يمكن الاستهداء به لتلمس الطريق في خضم بحر المفاوضات المضطرب بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين.
فالمذكرة تحوي جملة من الأفكار والمقترحات، وخطط وآليات لتنظيم عملية التفاوض حتى تؤتي ثمارها المرجوة بما يخدم مصلحة الشعب السوري، ويساهم في رفع معاناته ويوقف العنف بجميع أشكاله ويفتح المجال لبناء سوريا الجديدة التي يتطلع لها الشعب السوري بجميع أطيافه.
وترتكز المذكرة على مبادئ بيان "جنيف 1 " باعتبار أنّ مؤتمر "جنيف 2" قائم أساسًا على تلك المبادئ، وأنّ في تطبيق بنوده كلها يسهم في إنهاء الأزمة وإعادة السلم والاستقرار إلى سوريا والأمن لجميع أبنائها.
ومن المبادئ الجوهرية لبيان جنيف1 والتي يمكن أن تشكل أساسًا صلبًا تستند إليه المفاوضات بين الطرفين السوريين، هو وحدة سوريا الأرض والشعب، واحترام سيادتها وسلامة أراضيها وصونها من التدخلات الأجنبية، وأنّ مستقبل سوريا يحدده الشعب السوري وحده، والتوصل إلى وقف جميع أشكال العنف بما يشمل نبذ الإرهاب ومكافحته، بما يهيئ جوًا يوفر الأمن والأمان للجميع ويؤمن الحماية لجميع أطياف الشعب السوري يكفل الاستقرار لهذا البلد الذي عانى طويلا من ويلات الاقتتال.
كما إنّ مذكرة الإبراهيمي تضمّنت إشارات بشأن مستقبل سوريا وفق رؤية شاملة تتضمن ديمقراطية الدولة وتعدديتها وتفتح المجال واسعًا أمام كل التيّارات السياسية وتمكن كل الأطراف من التنافس النزيه والعادل والمتساوي في أي عملية انتخابية مع احترام سيادة القانون والمواثيق والقوانين الدولية ونبذ الطائفية والتمييز بين الناس على أسس عرقية أو دينية أو لغوية أو أية أسس أخرى والمصالحة الوطنية والصفح والعدالة الانتقالية.
ولا شك أنّه في حال توافق الفرقاء السوريين على هذه المبادئ، يكونون قد قطعوا معظم الطريق نحو التوصل إلى حل نهائي لهذه الأزمة الممتدة.