"غربلة" ما تبقى من مشروعات الخطة الخمسيّة والتركيز على السياحة الداخلية
تسرّب مائي "غير طبيعي" بكهف الهوتة تحت الدراسة.. والإغلاق لأمان الزوار
الرؤية - نجلاء عبدالعال
قال معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة إنّ جميع المؤشرات تدل على تحسّن كبير في الأداء السياحي بالسلطنة خلال العام الماضي، وأضاف أنّ الإحصائيات المبدئية التي نشرها المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إيجابية للغاية حيث تشير إلى أنّ هناك زيادة بنسبة 6% في عدد السياح خلال 2013 مقارنة بعام 2012، حيث زار السلطنة نحو 2.183 مليون سائح مقابل مليوني سائح للعام قبل الماضي، مشيرا إلى أنّ هذه الاحصائيات ليست نهائية وقابلة للزيادة.
وقال معاليه في تصريحات صحفية عقب رعايته امس الاول حفل تكريم المشاركين في برنامج "مبدعي السياحة" والذي البرنامج الذي نظمته الوزارة، إنّ العام الماضي شهد كذلك طفرة في عدد الغرف الإيوائية وهو ما أوصل السلطنة لأن تكون الدولة الأكبر نموًا في عام 2013 في المجال الفندقي على مستوى إفريقيا والشرق الأوسط، وفقًا لنتائج دراسة أمريكية متخصصة في هذا المجال، مضيفا أنّ الإيرادات من السياحة سجلت ارتفاعًا جيدًا وهو ما يدفع إلى مزيد من العمل حتى يتم تثبيت هذه الأرقام والسعي للمزيد، وحول التوقّعات بزيادة مساهمة القطاع السياحي في الناتج الوطني قال معاليه إنّ هناك الرؤية الاقتصادية 2040 التي يتم الإعداد لها وتعتبر السياحة من المحاور الأساسيّة هذا مع وجود اهتمام كبير من قبل الحكومة بقطاع السياحة وهو ما يشير إلى أنّ مساهمة قطاع السياحة مستقبلا ستكون أكبر مما هي عليه الآن.مبينًا معاليه أنّ ملامح استراتيجية السياحة الجديدة ستظهر خلال أيام.
وفيما يتعلق بجديد المشروعات السياحية قال معاليه، إن الوزارة أعادت "غربلة" ما تبقى من المشاريع السياحية المدرجة في الخطة الخمسية بحيث تتواءم مع المستهدف في المرحلة الحالية، وأضاف أنه يتم في هذه المرحلة التركيز على تنشيط السياحة الداخلية.
وعن أبرز المشروعات قال إنّ لدى الوزارة دراسة لتطوير بعض المزارات والكهوف التي اكتشفت في السابق، ومنها مشروع عين كسفا الذي نأمل إن شاء الله أن يدخل حيّز التنفيذ بعد أن نتمكن من الاتفاق مع الأهالي حول المشروع والذي تنبيء دراسته أنّه سيكون ذا مستقبل مميز للسياحة، كذلك انتهت دراسات عديدة لتطوير عدد من الكهوف لتصبح مراكز جذب سياحي منها كهف الكتام في عبري، وكهف سحور في المنطقة الجنوبية حيث سيتم تنفيذ مشروع متكامل حوله، بالإضافة إلى دراسات لأودية "شاب" و"طوي" إضافة إلى وجود دراسة شاملة يتم إعدادها لتطوير وادي الطائيين وبناء على هذه الدراسة سوف يتم وضع المشاريع، مشيرًا إلى وجود مشاريع أخرى ودراسات عديدة للتجهيز للمرحلة القادمة من الصعب سردها جميعا.
كهف الهوتة
وردًا على ما يُثار من شائعات حول " كهف الهوتة قال معاليه: إنّ هذا الموضوع يتعلّق بظاهرة طبيعية وليس للإنسان دور فيها، حيث إنّه عندما تمّ فتح هذا الكهف ووفقًا للدراسات التي كانت موجودة عندئذ فإنّ الماء إذا زاد فإنّه يدخل إلى داخل الكهف طبيعيًا من خلال نفق تحت الأرض، وبالفعل هناك بحيرة طبيعية في آخر كهف الهوتة، وهذه البحيرة تفيض عند تساقط الأمطار حتى على بعد حوالي 40 كيلو بعيدًا عن الكهف، لأنّ الماء يتسرّب إلى باطن الأرض ويدخل إلى الكهف عن طريق هذه البحيرة، وأضاف معاليه أنّ الفيضان كان يمكن التحكم فيه في السابق لكن بعد عام 2007 لا نعلم ماذا حدث بالضبط في المنطقة الموجودة تحت الأرض، لكن أصبح واضحًا أنّ التدفق ازداد بصورة كبيرة.
وتابع معاليه: لقد تمّ تنظيف الكهف في العام الماضي وكان يفترض أن يفتتح في عيد الفطر، لكن سالت الأودية وفاضت المياه من جديد في الكهف وحطمت كل ما تمّ إنجازه والتصليحات التي تمّت، وتمّت إعادة تنظيفه مرة أخرى على أساس أن يتم افتتاحه في عيد الأضحى لكن تكررت الأمطار وتكرر الفيضان مرة أخرى، والآن أصبحنا أمام مشكلة تهدد الزوار وتهدد أيضا المكان كله. والوضع الحالي أنّ التصدّعات في الكهف تزداد وتهدد أمان الناس ولذلك تمّت دراسة المبنى وخلصت الدراسة إلى أنّه لابد من عمل فحص شامل ودقيق للتربة لأنّ هناك شكًا بأنّ أرضية الكهف حدث بها تحرّك وكذلك يتم حاليا دراسة أسباب هذا التسرب الكبير للمياه فيما كان في السابق التسرب متحكم فيه، وبناء على نتائج هذه الدراسات فليس هناك حل سوى إغلاق الكهف حتى انتهاء الدراسة وظهور نتائجها لأنّه إذا تمّ فتح الكهف أمام الناس فقد يكون هناك- لا سمح الله - مخاطر تواجهنا بدون سابق إنذار.
وأكّد معاليه أنّ هذه هي الأسباب وراء إغلاق الكهف وذلك حرصًا على هذا المعلم الذي يعد معلمًا بيئيًا أيضًا لأنّ هذا الكهف به كائنات حية نادرة جدًا موجودة في هذه المياه ولابد أن تبقى حيّة عبر دخول الهواء، ووجود تدفق للمياه يؤدي إلى تجدد الماء ولا يمكن منع التدفق بشكل نهائي حفاظًا على هذه الحياة، وقال "المسألة ليست مسألة صخور أو تجويف صخري بل تتعلق بالبيئة، ونحن نعمل مع خبراء وعلماء متخصصين وهم من سيوضحون الخطوات القادمة، لكننا نعد الناس أننا مهتمون جدًا بهذا الموضوع وأن الكهف سيتم فتحه بمجرد وجود الفرصة لذلك"، أمّا عن الخسائر التي تتحملها الوزارة بعد تصدع المبنى داخل الكهف فأوضح المحرزي أنّ هناك تأمينًا على مبنى الكهف والتأمين هو الذي يتحمل مقابل التصليحات؛ لذلك فليست هناك خسائر مباشرة يتم دفعها ولكن الخسائر الحقيقية تنتج عن الإغلاق وليس عن التصليحات.
الاستثمار السياحي
وحول مدى الرضا عن الإقبال على الاستثمار في المجمعات السياحية في السلطنة من جانب المستثمرين العمانيين، قال معاليه إنّ هناك دراسة تمّ تكليف جامعة السلطان قابوس بإعدادها لتقييم تجربة المجمعات السياحيّة المتكاملة من حيث الجدوى الاقتصادية والاجتماعيّة وكل ما يتعلق بها وتأثيراتها على الاقتصاد العماني، وبناءً على نتيجة الدراسة سيتم تقييم ما إذا كان سيتم المضي قدمًا في هذه التجربة أو أن يتم تعديل مسارها، ولكن الوضع الحالي فيما يتعلق بالمشاريع السياحية المتكاملة يشير إلى تباين في إقبال الاستثمار العماني على هذه المشروعات وأنّه يختلف من مشروع لآخر.
موظفون مبدعون
وكانت وزارة السياحة حفلا لتكريم المشاركين في برنامج "مبدعي السياحة" وعددهم 53 من موظفي وموظفات الوزارة الجدد والقدامى، بفندق قصر البستان تحت رعاية معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة، والذي وجّه كلمة للموظفين في نهاية الحفل أكد فيها أنّ العروض التي قدمتها الفرق المشاركة أظهرت تحلي الموظفين الجدد بمهارات موازية لمن سبقوهم في الوظيفة، قائلا "الجيل الحالي لديه قدرة أوسع للحصول على المعلومات وهي ميزة أكبر مما تمتع به الجيل السابق" مشجعًا إيّاهم على إثبات الذات والقدرة الابداعيّة لمواجهة تحديات العمل وأن يكون لديهم الحافز الأعلى من المادة بحيث يكون لديهم غاية أن يتحولوا إلى مؤثرين وفاعلين في أعمالهم وهو ما يظهر في افتقاد الموظف إذا غاب لأنّ عمله لا يستطيع آخر أداءه كما يؤديه هو.
وفي تعليق عقب انتهاء الحفل أضاف معالي المحرزي أنّ برنامج تدريب الموظفين الجدد على ابتكار حلول مبدعة للمشكلات التي تواجه العمل بوزارة السياحة يأتي في سلسلة البرامج التدريبية التي نحرص في وزارة السياحة على أن نقدمها بهدف تحضير موظفي الوزارة للمرحلة القادمة، لأننا نعد لخطط قادمة وهذه الخطط تحتاج لمن يطبقها ويقف وراءها بالمستوى المطلوب، لذلك فإنّ مثل هذه الدورات خاصة هذا البرنامج الموجه للموظفين الجدد يحفز ما لديهم من مواهب ويجعلهم مستعدين وجاهزين مع القدامى أن يكونوا عند المستوى المطلوب.
حضرت الحفل سعادة ميثاء المحروقية وكيلة وزارة السياحة وعدد من المستشارين ومديري العموم والمسئولين بالوزارة.