الأمم المتحدة- الوكالات
عمليات "تطهير عرقي" بدولة أفريقيا الوسطى...هكذا وصفت منظمة العفو الدولية "آمنستي" الوضع هناك حيث تفتك ميليشيات "انتي بالاكا" بالمسلمين هناك ما أسفر عن مجازر جماعية ونزوح أعداد كبيرة من المسلمين عن مناطقهم، وذلك بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
منظمة العفو الدولية حذّرت أيضا أن جميع المسلمين يتعرضون للتهجير من مناطقهم منذ شهر يناير الماضي فضلا عن أن بعضا من عمليات القتل أخذت طابعا انتقاميا وكذلك تصاعد الاقتتال برغم من نشر قوات أجنبية في البلاد.
كما حذّر الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" من خطورة أعمال العنف الطائفي التي تدور حاليًا والتي قد تؤدي إلى تغيير التركيبة السكانية في أفريقيا الوسطى وإلى إعادة تقسيم البلاد موضحًا أن الفترة الماضية شهدت مقتل أعداد كبيرة من المسلمين والمسيحيين، كما وصف "مون" إستجابة المجتمع الدولي للأزمة في جمهورية أفريقيا الوسطي بأنها "لم ترق" إلى خطورة الوضع هناك.
وطالب "مون" المجتمع الدولي ببذل المزيد من الجهود من أجل منع وقوع المزيد من الفظائع والعمل على استعادة القانون والنظام وتوفير المساعدات الإنسانية والمحافظة على تماسك البلاد.
ومن جانبها توعدّت رئيسة إفريقيا الوسطى "سامبا بانزا" بإعلان الحرب على ميليشيات "انتي بالاكا" التي تقتل المسلمين وأضافت قائلة:"إنهم يعتقدون أنني ضعيفة لانني إمرأة لكن من الآن فإن "الانتي بالاكا" الذين يريدون القتل سيلاحقون".
وبرغم هروب عشرات الآف من المسلمين من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى الكاميرون وتشاد و لجوء قسم منهم إلى مخيمات خاصة بالنازحين داخل بلادهم لسوء الاوضاع هناك وعمليات التطهير العرقي إلا أن رئيسة افريقيا الوسطى لازالت تصر على رفض هذا الوصف مشددة على أن ما يجري في بلادها عبارة عن "مشكلة أمنية"، بحسب ماذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية.
وبحسب "نيويورك تايمز" فإن برنامج الاغذية العالمي بدأ بنقل نحو 1800 طن من المواد الغذائية إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، ووفق الأمم المتحدة فان 1.3 مليون شخص أي أكثر من ربع سكان إفريقيا الوسطى يحتاجون لمساعدة غذائية فورية.
ومن جانب آخر فقد استنكر فضيلة الدكتور "شوقي علام" مفتي الجمهورية بشدة ما يقع في جمهورية أفريقيا الوسطى من مجازر إبادة جماعية وعرقية للمسلمين على يد ميليشيات من المتطرفين.
كما دعا مفتي الجمهورية - في بيان له الحكومة والمسئولين في إفريقيا الوسطى إلى التدخل العاجل والسريع وتحمل مسؤوليتهم في حماية المسلمين, مطالبا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي بالتدخل لحماية المسلمين هناك من هجمات المتطرفين.
ووصف فضيلة المفتي أنّ ما يحدث في إفريقيا الوسطى يعبر عن روح ضيقة وغير متسامحة كما أنها تمثل استفزازا ليس لمسلمي أفريقيا الوسطي فحسب بل لأكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم فضلا عن أنها تعبر عن عنصرية وتطرف ديني وتحريض ضد المسلمين.
وكانت قد نشبت حالة من الفوضى في جمهورية إفريقيا الوسطى منذ الانقلاب العسكري الذي قاده "ميشال جوتوديا" زعيم إئتلاف متمردي "سيليكا" الذي يضم غالبية من المسلمين في مارس 2013، إلا أن "جوتوديا" إضطر إلى الاستقالة الشهر الماضي بعد فشله في إحتواء الاضطرابات التي سادت البلاد وتم اختيار "سامبا - بانزا" لتولي إدارة البلاد.
وتقدر عدد القوات الفرنسية والافريقية "ميسكا" المتواجدة في البلاد بتفويض من الامم المتحدة بنحو 7 الآف جندي كما يحق لها استخدام القوة في حال واجه السكان المدنيون تهديدا مباشرا.
وبرغم أنّ جمهورية إفريقيا الوسطى غنية بمعدن الذهب والفضة والعديد من المواد الطبيعية إلا أن غرقها بموجات من العنف والقتل جعل أغلبية سكانها فقراء ومعدمين...فهل يستجيب المجتمع الإسلامي والدولي لصرخات مسلمي إفريقيا الوسطى أم ستجتثهم أيدي التطرف الغادرة؟