صور - حمد العلوي
انطلقت -بالمجمع الرياضي بولاية صور- فعاليات معسكر شباب الأندية في محطته الثالثة، بمشاركة 120 من شباب أندية محافظتي جنوب وشمال الشرقية (صور والعروبة والطليعة والوحدة وجعلان والكامل والوافي ومصيره والاتفاق والمضيبي وبدية)، والتي تأتي ضمن سلسلة معسكرات شباب الأندية التي تنظمها وزارة الشؤون الرياضية خلال العام 2014م، وتهدف إلى تحقيق جُملة من الأهداف التي تُعزِّز مهارات ومعارف وخبرات الشباب لخدمة أنفسهم ومجتمعهم، وإيجاد المزيد من التفاعل بين الشباب بما يُساهم في تحقيق أقصى الارتقاء بقدراتهم وإمكانياتهم العقلية والجسمية والمهارية.
وبدأت فعاليات المعسكر باستقبال المشاركين وتوزيعهم إلى ثلاث مجموعات (التعاون والإبداع والإخاء)، وفي الفترة المسائية تم تنفيذ جلسة حول أساليب وطرق البحث العلمي لمجموعة الإبداع، قدمها الدكتور سعيد بن راشد الصوافي؛ حيث اشتملت على محورين: النظري، والعملي؛ ففي الجانب النظري قام بتدريب المشاركين على كيفية إعداد الاستبانة لبحث أو دراسة ميدانية؛ حيث أعطى مقدِّمة عن التخطيط لعمل دراسة ميدانية، واختيار موضوع الدراسة، وتحديد الأهداف، ثم قام بتعريف الاستبانة وأنواعها وخطوات تصميمها وتحديد الأسئلة وأنواعها وضوابط كتابة الأسئلة. كما أقيمت جلسة حول بناء فرق العمل التطوعية لمجموعة التعاون، قدمها الدكتور خالد بن حمد الغيلاني؛ تحدث من خلالها عن العمل التطوعي، والذي يُمثل جهدا يبذله الإنسان بلا مُقابل بل لمجتمعه يدفعه في ذلك الرغبة في الإسهام في تحمل المسؤولية تجاه المجتمع، وقد يكون العمل التطوعي عينيًّا أو بدنيًّا أو فكريًّا، ويجب أن يقدمه الشخص عن رضا وقناعه دونما انتظار أي مقابل.
وركَّز الغيلاني في محاضرته عن أهمية العمل التطوعي من حيث مساعدة الحكومات ودعم المجتمع وتوفير الخدمات وتحقيق مبدأ التعاون والتكافل وتعزيز العلاقات بين الأفراد وتحقيق التنمية وتسليط الضوء على احتياجات المجتمع ولوازمه.
ثم تناول عددًا من المعيقات التي تحول دون قيام المتطوع بدورة، وهذه المعيقات قد تتعلق بالتطوع؛ من حيث: الجهل وعدم المعرفة بأهمية العمل التطوعي أو عدم القيام بالواجبات أو العزوف عن العمل التطوعي أو انها تتعلق بالجهات والمنظمات من حيث عدم التنظيم والتنسيق والإعداد للبرامج المعززة للتطوع، أو أن هذه المعيقات تتعلق بالمجتمع من حيث عدم الوعي الكافي بين أفراده بأهمية التطوع وضرورته أو اعتقاد البعض بأنه مضيعة للوقت، أو وجود لوائح وأنظمة تعيق هذا العمل ولا تعمل على إظهاره وتشجيع المجتمع عليه. واختتم الدكتور خالد الغيلاني محاضرته متطرقاً العوامل الكفيلة بنجاح العمل التطوعي كمثل فهم المتطوع للرسالة، ووضوح الفكرة والعلم بالأهداف والرغبة والقدرة والإرادة والعزيمة الصادقة والاستمرارية.
وقام المشاركون من مجموعة الإخاء بحضور حلقة توعوية عن أخطار المخدرات على الشباب، قدمها الرائد بدر بن ثابت الراسبي رئيس قسم التحريات بقيادة شرطة محافظة جنوب الشرقيه؛ هدفت إلى توعية الشباب بخطورة المخدرات وانتشارها بين فئة الشباب؛ حيث تطرق الرائد بدر الراسبي إلى عدد من المحاور التي تناولت التعريف بالمخدرات وأنواعها وأدوات التعاطي ووسائل تهريب المخدرات وأضرار المخدرات على صحة وحياة الإنسان، مع عرض لبعض الصور وإحصائيات بعدد جرائم المخدرات بالمحافظة.
وتطرق إلى كيفية التصدي لهذه الآفة من قبل الحكومة والمجتمع ثم فتح باب المناقشة، وتم توزيع بعض المطويات عن أضرار المخدرات للحضور.
وتواصلت فعاليات المعسكر يوم أمس حيث اشتملت الفترة الصباحية على الأعمال الميدانية، وقام المشاركون -حسب مجموعاتهم- بتنفيذ الأعمال التطوعية الموكلة لهم؛ حيث قامت مجموعة الإبداع بإشراف عبدالله بن راشد العلوي بدراسة بحثية ميدانية لجمع البيانات حول القضية التي تم تدارسها وفق الاستبانة التي تم إعدادها لهذا الغرض من خلال زيارتهم للسوق التجاري بصور وتم الالتقاء بأفراد المجتمع.
كما قام عدد من أعضاء مجموعة التعاون بإشراف فارس بن حمد الصقلاوي بحملة تشجير بالمركز الرياضي بصور؛ حيث قام المشاركون بغرس الأشجار على عدد من المواقع بالمركز؛ حيث هدفت هذه الحملة إلى غرس مفهوم المحافظة على البيئة الزراعية وأهميتها.
ومن جانب آخر، قام أعضاء مجموعة الإخاء بإشراف عوض بن سبيت العلوي بحملة نظافة الشاطئ، بالتعاون مع بلدية صور، وتم توزيع المشاركين على كافة مواقع الشاطئ؛ بدءًا من موقع سفينة فتح الخير، إلى جسر خور البطح، وقاموا بتجميع المخلفات الموجودة على طول الشاطئ.
وشهد برنامج المعسكر عرضًا لتجربة تطوعية رائدة لنادي جعلان، وهي برنامج "الهدف صفر" للمهندس إبراهيم بن سعيد الصواعي، والذي قام بعرض البرنامج أمام المشاركين.. مشيرا إلى أن الهدف صفر واحد من المشاريع الوطنية التي تمس قضية مجتمعية توحدت بشأنها الجهود؛ سواء من المؤسسات الحكومية أو الخاصة عبر المشاركة بالحملات العديدة؛ استلهامًا للنطق السامي لمولانا السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- في غرس ثقافة القيادة الآمنة للمركبات، ولعل أبرز ما يُميِّز المشروع هو تحديد الفئة المستهدفة؛ إذ ركز على الأطفال من الفئة العمرية ما بين ثلاث إلى عشر سنوات كمرحلة أولى، وتمَّت تسميته بالهدف صفر كثقافة يجب أن تغرس في الطفل لتقليل الحوادث والإصابات والوفيات على الأطفال إلى العدد صفر.. مشيرا إلى أن الهدف صفر انطلق وفق دراسة مسبقة بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور، وتضمَّن العديد من الأهداف الرئيسية لتفعيل نظام ثقافي واجتماعي من أجل غرس ثقافة السلامة المرورية لدى الأطفال وكافة شرائح المجتمع ولتوجيه رسالة بتوفير تسهيلات تعكس مدى قدرة الطفل على توصيل رسالته للمجتمع للحد من الحوادث المرورية؛ وذلك من خلال البيئة المدرسية التي ستتوسع بدورها لتضم الطفل والأسرة والمجتمع.. مؤكدا أن البرنامج تم تدشينه كمسابقة على مستوى مدارس المحافظة للسلامة المرورية وأخرى للأطفال للرسوم والكاريكاتير على مستوى السلطنة لتطوير مهارات الطلاب وتنمية ابتكاراتهم في السلامة المرورية، ثم دشن رسميًّا برعاية سعادة الشيخ محافظ جنوب الشرقية وتوِّج البرنامج بالمركز الثالث في مسابقة السلامة المرورية للعام 2013 فئة مسابقة المبادرات الفردية واختتمت فعاليات اليوم الثاني بأمسية لجميع المشاركين.