جنيف – رويترز-
قال الأخضر الإبراهيمي مبعوث السلام الدولي، أمس، إن الجولتين الأوليين من محادثات السلام السورية لم تحرزا أي تقدم يذكر، لكنه قال إن وفد الحكومة ووفد المعارضة السوريين اتفقا على جدول أعمال الجولة الثالثة دون تحديد موعد لها.. وقال إن الجلسة الأخيرة في جولة المحادثات الثانية كانت شاقة مثلها مثل كل الاجتماعات التي عقدت، ولكن جرى الاتفاق على جدول أعمال الجولة المقبلة عندما تعقد.. وأشار إلى النقاط التي ستناقش في الجولة الثالثة؛ وبينها: العنف، والإرهاب، وتشكيل هيئة حكم انتقالية والمؤسسات الوطنية والمصالحة الوطنية.
وقال إن الحكومة السورية تريد مناقشة قضية مكافحة الإرهاب أولا، وترفض الانتقال لأي قضية أخرى لحين إيجاد حل لهذه القضية.. وقدم الإبراهيمي اعتذارًا لأن الجولتين الأوليين لم تحققا أي نتيجة تذكر.
واسفر الصراع السوري عن مقتل أكثر من 130 ألفا وزعزعة الاستقرار في الدول المجاورة.
وقال الابراهيمي إنه يتعيَّن على الطرفين التفكير في المسؤوليات على عاتقهما.. معربا عن امله في أن يدفع ذلك وفد الحكومة السورية على الأخص إلى التأكيد على أنه عندما يتحدث عن تنفيذ اعلان جنيف فهو يعني أن الهدف الرئيسي سيكون تشكيل هيئة حكم انتقالية تتمتع بقوة تنفيذية كاملة
وميدانيا؛ قال بيتر ماورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، إن الحكومة السورية والمعارضة لم تحترما المبادئ الأساسية لقانون المساعدات الانسانية الدولي رغم إجلاء سوريين محاصرين من مدينة حمص القديمة.
وأضاف ماورير بأن عملية الاجلاء لم تؤد إلى أي تحسن اوسع نطاقا في دخول المساعدات الانسانية في سوريا حيث تقول الامم المتحدة انها لا تستطيع الوصول الى ما يصل الى ثلاثة ملايين شخص يحتاحون المساعدة.
وفي بادئ الأمر كان يُنظر لاتفاق إخراج المدنيين من المدينة القديمة على أنه خطوة ستكسر الجمود الذي يعتري الازمة ومن شأنها ان تنعش محادثات السلام في جنيف لكن الجولة الثانية التي استمرت ستة ايام انتهت يوم السبت دون احراز تقدم بشأن جميع القضايا الاخرى.
وقال ماورير إن هناك مناطق أخرى كثيرة محاصرة الى جانب حمص يعيش فيها اكثر من مليون شخص في ظروف بالغة الصعوبة.
وقال في بيان: "حاولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الاحمر العربي السوري مرارا العام الماضي دخول حمص والمناطق الاخرى المحاصرة لادخال مواد الاغاثة التي تشتد حاجة السكان اليها".. وأضاف: "المفاوضات التي أجرتها السلطات السورية وجماعات المعارضة لم تتمخض عن دخول جاد أو التزام صارم باحترام المبادئ الأساسية لقانون المساعدات الانسانية الدولي. هذا النموذج ظهر ثانية في حمص خلال الأسبوع الماضي".. وقال إن المبادئ الاساسية بسيطة وهي أنه يتعيَّن على طرفي الصراع توفير الاحتياجات الأساسية للسكان، أو السماح بعمل انساني محايد أو بإجلاء السكان الذين يريدون المغادرة اذا دعت الحاجة.
وتابع بأن أيَّ شخص يريد البقاء يظل محميا بقانون المساعدات الانسانية الدولي ويجب ألا يتعرض للهجوم.. واستطرد: "لن يكون العمل الانساني مجديا وفعالا الا اذا كان مدعوما من الطرفين. هذا يعني توزيع معونات وعمليات (اغاثة) بشكل أكبر وليس لمرة واحدة فقط وهذا يتطلب دخولا متكررا لمناطق متضررة من القتال.