تُمهِّد محادثات فيينا، التي بدأت أمس، بين القوى العالمية الست وإيران، الطريقَ للتوصل إلى تسوية نهائية للخلاف حول برنامج طهران النووي خلال الفترة المقبلة.
ورغم الدعوات من هنا وهناك إلى عدم الإفراط في التفاؤل حيال ما يُمكن أن تسفر عنه هذه المحادثات، إلا أن ثمَّة بوادر تحفِّز الآمال، وتعظم التطلعات مما يُمكن أن تسفر عنه المباحثات الجارية حاليًا في التوصل لاتفاق نهائي حول هذا الملف.
وبالرغم من تعقيد وصعوبة المفاوضات، إلا أنَّ الجديد في المشهد هذه المرة، هو جدية الطرفين، وحرصهما على تسوية هذا الملف نهائيًّا، إضافة إلى أن الاتفاق المؤقت الذي تم إبرامه في نوفمبر الفائت والذي بموجبه وافقت طهران على تقييد بعض أنشطتها النووية لمدة ستة أشهر، مقابل تخفيف محدود للعقوبات، مهَّد الأجواء وجهَّز الساحة لحدث أهم يتمثل في التسوية النهائية.
ولا شك أنَّ كلا الطرفين -الغرب وإيران- يتوقان إلى إنجاح المفاوضات بغيَّة وضع حد للعداء المستمر بينهما منذ سنوات، وإطفاء بؤر التوتر وتقليل مخاطر نشوب حرب جديدة في المنطقة؛ مما يفتح الباب واسعًا على خيارات إيجابية تتمثل في فتح فرص هائلة للنشاط التجاري للغرب بالمنطقة.
وبارقة الأمل في إمكانية نجاح هذه المحادثات تتمثل في وضع جدول الأعمال والاتفاق على بنوده وتراتيبيتها؛ باعتبار أن ذلك هو الخطوة الأولى للمُضي قدمًا في حَلحلة المسائل العالقة والوصول إلى التسوية المأمولة.
ولأن المفاوضات برمَّتها تتعلق ببرنامج إيران النووي ولا شيء غيره، فان أيَّ انحراف عن هذا المسار بمحاولة إدخال أجندة أخرى، أمرٌ من شأنه تعطيل التوصل إلى اتفاق، أو على الأقل إطالة أمد المفاوضات.
... والآمال معقودة على أن تنجح المحادثات في التوصل لاتفاق نهائي يُرضي جميع الأطراف.