مسقط - صالح البلوشي
تصوير/ خميس السعيدي
افتتح معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة صباح أمس الأربعاء بالمستشفى السلطاني وحدة السكتة الدماغيّة التي تعد الأولى من نوعها في السلطنة. حضر الافتتاح الدكتور قاسم بن أحمد السالمي مدير عام المستشفى السلطاني والطاقم الطبّي للوحدة وعدد من المسؤولين بوزارة الصحة. وعقب الافتتاح تجوّل معالي وزير الصحة داخل الوحدة واستمع إلى شرح وافٍ عن آلية العمل فيها، والتقى أيضًا ببعض المرضى الذين أعربوا عن سعادتهم البالغة بافتتاح الوحدة. ثمّ قام معاليه بزيارة معرض الصور الذي يبين المراحل المختلفة التي سبقت إنشاء الوحدة حتى اكتملت بشكلها النهائي الذي افتتحت به اليوم.
وأعرب معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة عن شكره لكل من ساهم في التحضير والإعداد لهذه الوحدة التي يشرف على العمل فيها فريق مؤهل من الأطباء والتمريض والعلاج الطبيعي والتأهيلي وعلاج النطق وتداخلات من كافة الوحدات الطبية في المستشفى. مضيفا أنّ الوحدة تضم أيضًا وحدة تعليمية لنشر الثقافة والتوعية حول هذا المرض الذي يعتبر مكلفًا من النواحي المادية والمعنوية.
وأشار معاليه إلى أنّ هناك خطة لتدريب عدد من العاملين في هذه الوحدة في ألمانيا لافتا إلى أنّ وزارة الصحة تسعى في المستقبل إلى إنشاء وحدات مصغرة لعلاج السكتة الدماغية في بعض المحافظات ذات الكثافة السكانية.
من جانبه شكر الدكتور قاسم بن أحمد السالمي مدير عام المستشفى السلطاني جميع الكوادر الطبية المختلفة بالمستشفى والإدارة العليا في وزارة الصحة التي ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز الذي قال إنّه لم يكن يتحقق لولا هذا الجهد الجماعي مضيفا أنّ الوحدة تضم كوادر مؤهلة تمّ تأهيلها في مركز وطني متخصص في ألمانيا لتقديم الخدمة لمرضى السكتة الدماغية حسب المعايير العالمية.
وأضاف أنّ الوحدة تضم أيضًا برنامجًا متكاملا لعلاج المرضى ابتداءً من دخول الطوارىء إلى الانتهاء من مرحلة التأهيل والرجوع إلى المنزل.
وفي لقاء مع الدكتورة أمل الهاشمية استشاري أول طب المخ والأعصاب ورئيسة وحدة السكتة الدماغية بالمستشفى السلطاني قالت إنّ التشغيل الفعلي لوحدة السكتة الدماغية بالمستشفى السلطاني بدأ مؤخرًا، موضحة أن الوحدة تضم أحد عشر سريرًا خصص ستة منها للرجال والخمس أسرة الاخرى للنساء، وأضافت أنّ الوحدة قياسًا بوحدات السكتات الدماغية عالميًا تصنف كوحدة كبيرة الحجم من حيث عدد الأسرة والاستيعاب.
وقالت الهاشمية إنّ إنشاء هذه الوحدة يهدف إلى تطوير وتحسين الخدمة الصحيّة المقدمة لمرضى السكتة الدماغية بما يتوافق مع المقاييس العالمية، مؤكدة أنّه يتم استقبال المرضى المصابيين بالسكتة الدماغية في الوحدة منذ اليوم الأول لحدوث السكتة الدماغية وذلك بعد أن يخضع المريض لفحص الأشعة المقطعية للدماغ وحتى اكتمال الفحوصات الضروية للتعرّف على أسباب السكتة الدماغية. ومنها فحص سكر وكولسترول الدم وغيرها. والتي تشمل أيضًا الأشعة فوق الصوتية للقلب والأشعة فوق الصوتية للشرايين الأساسية المغذية للدماغ بالإضافة إلى أشعة الرنين المغناطيسي للدماغ في كثير من الأحيان.
وأضافت: الى جانب بعض الفحوصات الأخرى التي يتم طلبها حسب الحالة وحسب الحاجة وخلال وجود المريض المصاب بالسكتة الدماغية في الوحدة فإنّه يتم مراقبة الوظائف الحيوية والتي تشمل قراءت ضغط الدم والنبض ودرجة الحرارة ومعدل التنفس من خلال أجهزة خلال الـ 48 ساعة من حدوث السكتة الدماغيّة. كما يخضع أيضًا للعلاج الطبيعي من قبل قسم التأهيل الطبيعي بالمستشفى ويشتمل الفريق على أخصائي العلاج الطبيعي وأخصائي التأهيل, وأخصائي الكلام.
ويترواح بقاء المرضى في الوحدة من خمسة إلى عشرة أيام. وفي حالات استثنائية قد تزيد أو تقصّر فترة البقاء بحسب الحالة.
وأشارت الهاشمية إلى أنّه في الوقت الحالي فإنّ الوحدة تعتبر الأولى من نوعها في السلطنة ونأمل في المستقبل القريب أن يتم تأسيس وحدات مماثلة في مختلف مناطق ومحافظات السلطنة.
وكشفت أنّه سبق التشغيل الفعلي لوحدة السكتة الدماغية مرحلة من الإعداد المسبق والتي استغرقت السنة والنصف. تم خلالها تحضير البروتوكول الأول لعلاج السكتة الدماغية الاسكيمية والذي يتضمن الخطوات الأساسية في التشخيص والعلاج كما تمّ أيضًا تنسيق حلقات العمل المشتركة بين المستشفى السلطاني ومختصين من ألمانيا وبريطانيا, فقد استضاف المستشفي السلطاني الجلسات التحضيرية المشتركة بين أطباء المستشفى السلطاني والكلية الملكيّة البريطانية بلندن وكان نتاج هذا العمل المشترك إصدار الدليل الإرشادي الوطني الأول لعلاج السكتة الدماغية والذي تمّ تدشينه في الأول من فبراير 2014 وذلك في مكتب معالي وزير الصحة الموقر الدكتور أحمد السعيدي. وأضافت بأنّه في إطار التحضير المسبق أيضًا استضاف المستشفى السلطاني حلقتي عمل من ألمانيا فيما يتعلق بعلاج السكتة الدماغية والتطبيب عن بعد؛ تخلل فترة التحضير أيضًا تنظيم المحاضرات المختلفة والمتنوعة والتي تضمنت كل ما يتعلق بالسكتة الدماغية من حيث أعراضها, أسبابها وطرق العلاج والوقاية.