مسقط – الرؤية -
تواصل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه تنفيذ 90 مشروعاً لصيانة الأفلاج وحفر آبار مساعدة لها موزعة على مختلف محافظات السلطنة؛ وذلك وفقاً للخطة التي وضعتها الوزارة لصيانة وتعزيز الأفلاج المتضررة وحسب المعايير المعمول بها في تحديد أولويات المشاريع والمستجدات الطارئة لكل فلج أو عين، وتبلغ التكلفة الإجمالية لتنفيذ هذه المشاريع ثلاثة ملايين وستمائة وسبعين ألف وتسعمائة واثنين وثمانين ريالًا عمانيًّا.. صرَّح بذلك المهندس سالم بن حميد الشبلي المدير العام لإدارة موارد المياه بوزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه.
وأضاف بأنه في إطار حرص الوزارة على إدارة وتنمية الموارد المائية والمحافظة عليها، فقد أعدت خطة شاملة لصيانة الأفلاج المتأثرة بالانهيارات في مجاريها، والتي أثبتت التقارير والزيارات الميدانية بأن هناك جدوى من صيانتها.
وأشار المهندس سالم الشبلي إلى أن الحكومة سعت جاهدة ولا تزال تسعى للمحافظة على الأفلاج كموروث حضاري عظيم ومورد مائي مهم واتخذت الإجراءات اللازمة وفق مجموعة من الآليات كالدعم المباشر لأصحاب الأفلاج وإعداد مشاريع الصيانة والإصلاح وحفر الآبار المساعدة، وفي هذا الإطار قامت الوزارة بإصدار أوامر التشغيل لحفر 51 بئرًا مساعدًا بتكلفة إجمالية مليون وثمانية وستين ألفًا وخمسمائة وستة وخمسين ريالًا عمانيًّا.
وأكد المدير العام أن هناك عددًا من العوامل تساهم في تدهور الوضع المائي والإنشائي للأفلاج؛ أبرزها: عدم المداومة على الصيانة الدورية المعروفة والمتمثلة في عمليات التنظيف، إلى جانب ندرة هطول الأمطار في السنوات الماضية بالكميات الكافية لتعويض ما يُضخ من المخزون الجوفي بصورة أكبر مما كان عليه سابقاً، ووجود آبار أعلى أُمهات الأفلاج حُفرت قبل سن القوانين المائية المعمول بها حالياً؛ مما أدى إلى انخفاض مناسيب المياه الجوفية نتيجة للضخ المستمر منها. وفي هذا الإطار، فإن على الأهالي التنبه لهذه العوامل والنظر إليها بنظر الجدية حتى يضمنوا استمرارية جريان الأفلاج.
وحول أبرز الاشتراطات والمعايير التي يتم على ضوئها الموافقة على صيانة الأفلاج، أشار المهندس سالم الشبلي إلى أن من أبرز المعايير التي ينظر إليها في هذا الإطار أن تكون الأفلاج المطلوب صيانتها حية وقائمة عليها زراعات، وتعطى الأولوية للأفلاج المتأثرة إنشائياً ووضعها المائي سيئ، كما تعطى الأولوية أيضا للأفلاج التي تروي مساحات زراعية واسعة ويستفيد منها أعداد كبيرة من الناس، كما يُنظر في أهمية الفلج كمصدر مائي وحيد للمنطقة، ويُراعى المساعدات السابقة التي حظي بها الفلج، وتقتصر الصيانة على المسافة الواقعة بين أُم الفلج وشريعته، وفي حالة تساوي الظروف العامة تراعى الأقدمية في الطلبات.
وأشار المدير العام إلى أن الوزارة -ومن منطلق قناعتها بأهمية الأفلاج كمورد مهم وكموروث حضاري ينبغي المحافظة عليه- لا تدَّخر جهدًا في سبيل اتخاذ مختلف الإجراءات وتنفيذ المشاريع الكفيلة بالحفاظ عليها.. مشيرا في هذا الإطار إلى أهمية تعاون أفراد المجتمع وسعيهم الدائم للمحافظة على هذا الموروث الحضاري وذلك من خلال الحد من الضخ الزائد وغير المنظم من المخزون الجوفي والصيانة الدورية لهذه الأفلاج والتي تعتبر من العوامل الأساسية التي أدت إلى تدهور الأوضاع المائية في معظم الأفلاج.