مِن المُستغرب أنْ تكون الإغاثة الإنسانية للشعب السوري محورًا للتجاذبات بين القوى الغربية والعربية من جهة، وروسيا من الجهة الأخرى؛ فالبديهي أن يحصُل إجماع فوري وغير مشروط من كافة الأطراف سواء كانت سورية أو خارجية ذات صلة بالوضع في هذا البلد، عندما يتعلق الأمر بإغاثة أبناء الشعب السوري، خاصة في المناطق والبلدات المُحاصرة؛ حيث وصلت بهم الحال إلى الموت جوعًا أو مرضًا.
... إنَّ الاختلاف الغربي الروسي على استصدار قرار من الأمم المتحدة بخصوص دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا، أمرٌ ليس له ما يبرره، خاصة وأن معاناة الشعب السوري الإنسانية تتفاقم يومًا بعد آخر، وأن حاله أصبحت لا تحتمل الجدل السفسطائي الدائر الآن بين المعسكرين على خلفية تباين مواقفهما من الصراع السوري.
إنَّ الاتفاق الفوري على القرار الأممي بشأن المساعدات الإنسانية للشعب السوري، أمرٌ ينبغي أن يرتقي سلم أولويات المساعي الجارية الآن لإيجاد مخرج للأزمة.
إنَّ انتقاد موسكو لمسوَّدة القرار الغربي العربي بشأن دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وطرحها صيغة أخرى للقرار، ستؤخِّر بلا شك هذا المسعى الإنساني، وتجعله رهناً لتوافقات دولية من الصعب حدوثها بين يوم وليلة، وهذا كله يُزيد من صعوبة الأوضاع الإنسانية ويُفاقم مأساويتها.
ويُعد تصريحُ وزير الخارجية الروسي، أمس، بشأن إمكانية التوصل إلى قرار خلال أيام، بارقة أمل في هذا الوقت الذي يتوجَّب أن يُكرِّس فيه الجميع جهودهم لزيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل سوريا، في ظل ما تؤكده التقارير الدولية بأن نحو 9.3 مليون نسمة -أي نصف السكان- بحاجة إلى مساعدة.
... والمطلوب من مجلس الأمن التعجيل في التوصل لأرضية مُشتركة لضمان انسياب المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، بل ومعاقبة كلِّ من يقف في وجه هذا التوجه الإنساني المُلح.