تويت
الرؤية - سعاد العريمية
تصوير/ خميس السعيدي
قال سعادة الدكتور درويش بن سيف المحاربي وكيل وزارة الصحة للشؤون الإدارية والمالية، إن منظمات المجتمع المدني -والمجتمع عمومًا- يلعب دورًا مهمًّا في التوعية بالأمراض الوراثية بغرض الحد منها.. داعيا سعادته إلى أهمية استنهاض هذا الدور المجتمعي في مجال التوعية بالامراض الوراثية.. مشيرا إلى أن تعزيز هذا الدور يعود بالنفع بشكل أكبر على الصحة العامة للمجتمع وسلامة أفراده؛ من خلال تعريف الأفراد بمسببات الأمراض؛ مما يساهم في الوقاية منها والتقليل من الخسائر البشرية وهدر الطاقات والعقول، إلى جانب الخسائر المادية.
وأبرز المحاربي لـ"الرؤية" -لدى رعايته، صباح أمس، اليوم المفتوح الذي أقامته وزارة الصحة، ممثلة في المركز الوطني للصحة الوراثية، بمقر المركز ببوشر- أهمية تنظيم الأنشطة والبرامج التوعوية لرفع الوعي بالصحة الوراثية وعلاج الأمراض الوراثية.
وأشار المحاربي إلى التطور الذي يشهده القطاع الصحي سنويا، والذي يعد ثمرة للجهود المضنية التي بذلت في السنوات الماضية.. معتبرا أن المركز الوطني للصحة الوراثية أحد المنجزات التي تبرهن على سعي الوزارة لإيجاد منافذ للطب التخصصي، إلى جانب أن المركز يقوم اليوم بدوره الكبير في رصد الأمراض الوراثية ومسبباتها، وتحليل البيانات الحيوية الموجودة في السلطنة بما يخدم الصالح العام.
وقد نظَّمت وزارة الصحة -ممثلة في المركز الوطني للصحة الوراثية- أمس، بمقر المركز ببوشر يومًا مفتوحًا، تحت رعاية سعادة الدكتور درويش بن سيف المحاربي وكيل وزارة الصحة للشؤون الإدارية والمالية، وبحضور صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد بن محمود آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الخارجي وشخصيات من المجتمع العماني من الذين لهم مساهمات فاعلة في مجال العمل التطوعي والتواصل المجتمعي وعدد من المدعوين. بدأ برنامج اليوم المفتوح بكلمة للدكتور مسلم بن سعيد العريمي طبيب اختصاصي علم الجينات والوراثة المجتمعية والوراثة الجزيئية بالمركز الوطني للصحة الوراثية، أكد من خلالها على أن المركز الوطني للصحة الوراثية يأتي تتويجا لجهود طويلة بذلتها وزارة الصحة في مجال تنمية ورعاية برامج الصحة الوراثية؛ لينضم لمنظومة المنشآت الصحية، ويقوم بدور أكبر في تقديم خدمات الصحة الوراثية بكافة مستوياتها الوقائية والتشخيصية والعلاجية والتعليمية؛ وذلك ضمن أطر زمنية موضوعة وبرامج ممنهجة.
وقال: إن تجهيز مركز متكامل التخصصات للتعامل مع مختلف الأمراض الوراثية المعروفة، والأكثر شيوعا في المجتمع العماني يعد بمثابة الإنجاز الأهم والأكبر في هذا السلسلة المتواصلة من جهود الوزارة المتنامية، والتي بدأت منذ وقت طويل للحد من معضلة الامراض الوراثية وما يصاحبها من إشكاليات مرضية ونفسية على الفرد المصاب والأسرة والمجتمع.. مشيرا إلى أن الكادر الوظيفي العامل بالمركز يضم أطباء الصحة الوراثية وخبراء واختصاصيين للمختبرات من حملة المؤهلات العليا وفنيين وإداريين وفئات طبية مساعدة.
واستعرض الدكتور مسلم العريمي مكونات المركز، موضحًا أنه يحوي ثلاثة أقسام رئيسية هي: العيادات التخصصية في مجال الطب الوراثي، وتشمل في الوقت الحالي عيادة الإرشاد الوراثي وعيادة متلازمة داون وعيادة أمراض التشوهات الخلقية وعيادة أمراض الأعصاب الوراثية التي فعلت حديثا بتعاون مشترك مع مركز أمراض الأعصاب الوراثية والأمراض النادرة، بمعهد بحوث الأمراض العصبية (IRCC)بنيورمد بالجمهورية الايطالية.. وأضاف: تستقبل هذه العيادات مراجعين من مختلف المؤسسات الصحية بالسلطنة، مع خطة مستقبلية للتوسع لتشمل تخصصات أخرى مثل أمراض القلب والامراض السرطانية ذات الأسباب الوراثية. ويشمل القسم الثالث الوراثة المجتمعية التي تُعنى بالتطبيق العملي لمخرجات الطب الوراثي الحديث الوقائي منها والعلاجي للارتقاء بالصحة الوراثية للفرد والاسرة والمجتمع. وبعدها، تم عرض فيلم وثائقي تليفزيوني عن المركز يبين اختصاصاته والخطط المستقبلية للانشطة، وأوبريت استعراضي غنائي يحكي قصة التعامل مع واقع الامراض الوراثية بالسلطنة وبيان الحاجة لإنشاء هذا المركز.
وقام سعادة الدكتور درويش بن سيف المحاربي وكيل وزارة الصحة للشؤون الإدارية والمالية بتكريم المساهمين في تنظيم الفعالية.
وقالت الدكتورة أنّا رجب مديرة المركز الوطني للصحة الوراثية، إن الفعالية هدفت الفعالية إلى التعريف بهذا الصرح الطبي الهام وتنمية مبدأ المشاركة المجتمعية في الاهتمام بالأمراض الوراثية بجانبيها الوقائي والتأهيلي كجزء من برامج وانشطة الوراثة المجتمعية التي يقوم بها المركز.
وختاما، تجوَّل راعي الحفل والحضور في داخل المركز وقدم الكادر الوظيفي شرحا واقعيا حول الية العمل اليومي بالمركز.