عواصم – رويترز-
قال الكرملين في بيان أمس السبت إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب من مجلس الاتحاد الروسي الموافقة على إرسال قوات مسلحة روسية إلى منطقة القرم بأوكرانيا.
وجاء في البيان "فيما يتعلق بالوضع الاستثنائي في أوكرانيا والتهديد الذي تتعرض له حياة مواطني الاتحاد الروسي .. مواطنينا وأفراد القوات المسلحة التابعة للاتحاد الروسي على الأراضي الأوكرانية (جمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي) أقدم اقتراحا باستخدام القوات المسلحة التابعة للاتحاد الروسي على الأراضي الأوكرانية إلى أن يعود الوضع الاجتماعي والسياسي لطبيعته في البلاد."
ومن جانبه قال رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك أمس إن بلاده لن تنجر إلى صراع عسكري جراء "الاستفزازات" الروسية في منطقة القرم مناشدا وقف التحركات العسكرية هناك. وقال وزير الدفاع الأوكراني إيهور تينيوخ إن روسيا دفعت "في الآونة الأخيرة" بستة آلاف جندي إضافي إلى أوكرانيا وإن الجيش الأوكراني في حالة تأهب في المنطقة.
وجاءت تصريحات كل من رئيس الوزراء ووزير الدفاع في اجتماع للحكومة الاوكرانية. وأشاد ياتسينيوك بنتيجة الاجتماع الطارىء لمجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة في أوكرانيا والذي وجهت الدعوة لعقده أمس الأول بعد أن سيطر مسلحون على البرلمان الإقليمي في القرم وعلى المطار الدولي الرئيسي وقاعدة جوية عسكرية في المنطقة الاستراتيجية بالبحر الأسود. وقال: اتخذ المجلس قرارين الأول تأسيس مجموعة مراقبة والثاني وضع آلية للمشاورات العاجلة والعالم كله يتابع الأحداث وعبر عن مساندته لوحدة أراضي وسيادة أوكرانيا.
وقال مندوب أوكرانيا أمس الأول إن 13 طائرة روسية هبطت وكل منها تقل 150 شخصا في القرم. وقالت القيادة الأوكرانية أيضا إن أكثر من عشر طائرات هليكوبتر روسية مرت في أجواء القرم وأن أفراد من القوات الروسية أغلقوا وحدة لحرس الحدود الأوكراني قرب ميناء سيفاستوبول مركز أسطول البحر الأسود.
ووصف رئيس الوزراء الأوكراني الجديد تحركات القوات الروسية بأنها "استفزازات".
وقال وزير الدفاع الأوكراني تينيوخ إن الروس حركوا آلاف الجنود إلى شبه جزيرة القرم. وأضاف قبل اجتماع الحكومة في العاصمة الأوكرانية كييف "من غير المقبول أن تصل مركبات عسكرية روسية مدرعة إلى وسط البلدات الأوكرانية." وأردف أن القوات الأوكرانية على استعداد للرد.
ومن جانب آخر، قال مسؤول أمريكي إن بلاده تلاحظ تطورات في القرم تدفع الى الاعتقاد بأن روسيا تتدخل عسكريا هناك وحذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما روسيا الجمعة من أن موسكو ستواجه عواقب إذا انتهكت أراضي أوكرانيا.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن وزير خارجية أوكرانيا أندريه ديشيتسيا قوله إنّ روسيا ترفض إجراء محادثات مع أوكرانيا في ظل الاتفاق الذي يضمن وحدة أراضي أوكرانيا. وطلبت أوكرانيا إجراء مشاورات مع موسكو بعد أن اتهمت روسيا بنشر قوات في منطقة القرم.
وقال الوزير "نشعر بقلق إزاء الأنباء التي تواترت اليوم عن رفض روسيا المشاركة." وقالت الخارجية الروسية إن موسكو "تشعر بقلق بالغ" إزاء التطورات الأخيرة في القرم مشيرة إلى أن التطورات الأخيرة تؤكد رغبة سياسيين أوكرانيين في زعزعة استقرار الوضع في المنطقة. وأضافت في بيان "نشعر بقلق بالغ في روسيا إزاء التطورات الأخيرة في القرم." وقالت الوزارة إنّه كانت هناك محاولة الليلة قبل الماضية من قبل "مسلحين مجهولين أرسلوا من كييف" للسيطرة على مقر وزارة الداخلية في القرم. وجاء في بيان الوزارة "هناك مصابون نتيجة لهذا الاستفزاز الغادر."
وأضافت الوزارة "حالت الإجراءات الحاسمة التي اتخذتها مجموعات الدفاع عن النفس دون السيطرة على مبنى الوزارة هذه المحاولة تؤكد رغبة دوائر سياسية بارزة في كييف في زعزعة الاستقرار في شبه الجزيرة". ونعتقد أن زيادة التوتر في وضع متوتر بالفعل في القرم عمل غير مسؤول على الاطلاق."
هذا.. ونقلت الوكالة عن رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) قوله إنّ المجلس طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخاذ الإجراءات اللازمة لإرساء الاستقرار في منطقة القرم. ونقلت عن سيرجي ناريشكين قوله "تقدم المجلس بالتماس للرئيس الروسي يدعو فيه البرلمانيون الرئيس إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لإرساء الاستقرار في القرم واستخدام كل السبل الممكنة لحماية سكان القرم من الاستبداد والعنف."
كما نقلت الوكالة عن بيان صادر عن المجلس قوله إن إجراء انتخابات بشكل مشروع وديمقراطي في أوكرانيا في الوقت الحالي مستحيل. وأضافت الوكالة أن المجلس يعتبر الوضع في أوكرانيا أزمة سياسية حادة.
ومن جهتها، قالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي (المجلس الأعلى) إنها لا تستبعد إرسال قوة محدودة إلى القرم لحماية قاعدة أسطول البحر الأسود والمواطنين الروس هناك.
ولم توضح فالينتينا ماتفيينكو ما إذا كان قرار قد اتخذ بشأن ذلك لكنها قالت إن إرسال القوات ربما يكون ممكنا في أعقاب طلب للمساعدة من السلطات الموالية لروسيا في القرم. وقالت "من الممكن في هذه الحالة... إرسال قوة محدودة لضمان أمن أسطول البحر الأسود والمواطنين الروس الذين يعيشون على أراضي القرم."
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الخدمة الصحفية للأسطول الروسي قولها إن السلطات المؤيدة لروسيا في القرم والأسطول الروسي في البحر الأسود اتفقا على أن يحرسا معًا المباني في شبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود.
وكان سيرجي أكسيونوف رئيس وزراء المنطقة قال في وقت سابق أمس بإن جنودا روسا يحرسون بالفعل بعض المباني ولأسطول البحر الأسود قاعدة في القرم. وقالت وكالة إنترفاكس الروسية نقلاً عن مصدر بالجيش الأوكراني إنّ القوات الروسية حاولت السبت السيطرة على قاعدة للصواريخ المضادة للطائرة في منطقة القرم الأوكرانية. وقالت إنّ نحو 20 جنديا دخلوا أرض القاعدة في غرب القرم ويحاولون السيطرة عليها. ولم تذكر الوكالة وقوع اشتباكات أو ضحايا وقالت إن المفاوضات جارية.
وقال لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي إنّ فرنسا تشعر بقلق بالغ إزاء تقارير بتحركات قوات في القرم وتحث جميع الأطراف على الامتناع عن الإتيان بأيّ تصرفات يمكن أن تزيد من توتر الأوضاع. وأضاف في بيان "تشعر فرنسا بقلق بالغ إزاء تقارير من القرم تتحدث عن تحركات ملحوظة للقوات... ندعو كل الأطراف إلى الامتناع عن تصرفات يمكن أن تزيد التوتر وتؤثر على وحدة الأراضي الأوكرانية."
أما وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير فقد حذر في برلين من أن التطورات في أوكرانيا خلال الساعات القليلة المنصرمة خطيرة وحثّ روسيا على توضيح نواياها فيما يتعلق بإرسال قوات إلى القرم. وقال "الوضع في القرم بشكل خاص أصبح خطيرا بشكل كبير كل من يصب الزيت على النار الآن إما بكلمة أو بتصرف فهو يهدف إلى زيادة تصعيد الموقف. كل ما تقوم به روسيا في القرم يجب أن يتماشى مع سيادة ووحدة الأراضي الأوكرانية والمعاهدات الخاصة بأسطول البحر الأسود." وأضاف "نلزم الحكومة الروسية بتصريحاتها العلنية فيما يتعلق بهذا الأمر وهذا يتضمن أن تبدي روسيا شفافية كاملة ودون تأخير فيما يتعلق بتحركات قواتها في القرم وكذلك نواياها وأهدافها من وراء" هذه التصرفات.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في لندن إنه تحدث مع نظيره الروسي سيرجي لافروف ليطلب منه نزع فتيل التصعيد في القرم. وأضاف على تويتر "تحدثت مع وزير الخارجية لافروف لأطلب منه نزع فتيل التصعيد في القرم واحترام سيادة أوكرانيا واستقلالها."
وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو عن قلقهما إزاء زعزعة الاستقرار في أوكرانيا وذلك عندما تحدثا في مؤتمر للاتحاد الأوروبي في برلين أمس. وقال باروزو إنه يتعين حل الصراع في شبه جزيرة القرم سلميا. وأوضح "صدمتنا أمس تقارير انتهاك سيادة أوكرانيا..هذه أحداث نعتبرها غير واردة في القرن الواحد والعشرين بالقارة الأوروبية". وأضاف "يجب التعامل مع التحديات المتعلقة بالقرم بمراعاة وحدة أوكرانيا وسيادتها. يحدوني الأمل في أن يقف المجتمع الدولي أيضا معنا في دعم هذه المبادئ وضمان السلم الإقليمي والدولي."
وقالت ميركل إنها أثارت هذه المسألة في مكالمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة مشددة على ضرورة تجنب أي خطوات قد تؤدي إلى تصعيد الأزمة. من جانب آخر، ذكرت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء بأن نشطاء موالين لروسيا اشتبكوا مع مؤيدين للحكومة الأوكرانية الجديدة في مدينة خاركيف بشرق روسيا وحاولوا السيطرة على المقر الرئيسي للحاكم الإقليمي. وقالت الوكالة إن بضعة آلاف من الأشخاص تجمعوا خارج المبنى وبعضهم اقتحمه ورفع العلم الروسي.