مسقط - الرؤية
تحتفل السلطنة ممثلة بوزارة البيئة والشؤون المناخية صباح اليوم مع دول العالم باليوم العالمي الأول للحياة البرية تحت شعار "هبوا من أجل حماية الأحياء البرية"، والذي يصادف الثالث من مارس من كل عام، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 68، حيث يصادف هذا اليوم اعتماد اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية (CITES)، بناء على نتائج الاجتماع 16 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية (CITES)، والذي عقد في بانكوك في الفترة من 3-14 مارس عام 2013م، ويأتي تخصيص الاحتفال بهذا اليوم بهدف تسليط الضوء على الثروات النباتية والحيوانية ولفت الانتباه إلى المخاطر الناجمة عن الاتجار بها، بحسب ما كشفت عنه اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض (CITES)، بالإضافة إلى رفع الوعي البيئي حول الحيوانات والنباتات البرية في العالم، والاعتراف بالدور المهم للانقراض في ضمان أن التجارة الدولية لا تهدد بقاء هذه الأنواع.
ويعد اليوم فرصة للاحتفال بالعديد من الأشكال الجميلة والمتنوعة من الحيوانات والنباتات البرية، ورفع مستوى الوعي بالعديد من المزايا التي توفرها الحياة البرية للناس، ورفع مستوى الوعي بالحاجة الماسة لتكثيف مكافحة جريمة الحياة البرية، وآثارها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، كما تدعو الأمانة جميع الأطراف الموقعة على الاتفاقية، وجميع الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة (منظومة الأمم المتحدة والمنظمات العالمية والإقليمية ودون الإقليمية الأخرى)، والمنظمات غير الحكومية وجميع الأفراد المهتمين، إلى مراقبة ورفع مستوى الوعي باليوم العالمي للحياة البرية بطريقة مناسبة، وفقا للأولويات الوطنية، والاستفادة من شعار اليوم العالمي للحياة البرية والتي سوف تتاح على موقع CITES www.cites.org، وتقديم المشورة للأمانة أي أحداث والأنشطة المخططة للاحتفال باليوم العالمي للحياة البرية، والنتائج منها، وتقديم اقتراحات بشأن أفضل السبل للاحتفال باليوم العالمي للحياة البرية في السنوات المقبلة.
ويبرز دور السلطنة من خلال إستراتيجية زيادة وتعزيز أعداد الحياة الفطرية في الطبيعة، وتمّ حتى الآن إنشاء مركزين لتأهيل وإكثار الحياة الفطرية أحدهما في ولاية بركاء والآخر بجزيرة مصيرة، حيث تستخدم هذه المراكز أحدث الابتكارات العلمية لتربية وإكثار الحياة البرية وتهيئتها للتأقلم مع البيئة الخارجية وإطلاقها بعد ذلك إلى الحياة البرية، فيما ستتابع هذه المراكز تحركات هذه الحيوانات بعد إطلاق سراحها بدقة وعن كثب، ودراسة سلوكها في بيئاتها الطبيعية، كما تستهدف هذه المراكز زيادة الوعي العام والعمل بشكل وثيق مع المجتمعات المحلية للتوفيق بين المحافظة على التقاليد واحترام البيئة كما ستوفر برامج تثقيفية بيئية لفائدة المدارس والجمعيات المحلية وتشجيعهم على زيارتها والإطلاع على الحياة الفطرية والمخاطر التي تتهددها في البيئة وكيفية مساهمتهم في دعم جهود صون الحياة الفطرية.
ويعزز إجراءات تأمين متطلبات البنية التحتية للعمل البيئي وتنفيذ العديد من الفعاليات والأنشطة كالبحوث والدراسات والمشاريع التي استهدفت حماية البيئة والمحافظة على مكوناتها وخواصها وتوازنها الطبيعي، ومنع التلوث, والحفاظ على الموارد الطبيعية وترشيد استهلاكها وحماية الكائنات الحيّة التي تعيش فيها, وبخاصة المهددة بالانقراض, والعمل على تنمية جميع تلك المكونات والارتقاء بها، حيث تلعب هذه الحياة دورا مهما في الحفاظ على التوازن الطبيعي بالإضافة إلى أهميتها العلمية والاقتصادية والسياحية والثقافية.
ويتم من الناحية العلمية والتعليمية استغلال الحيوانات البرية في إجراء البحوث الطبية والعلمية المختلفة والتجارب المعملية وهذا ما يلاحظ حالياً في عدد من الدول المتقدمة علمياً فهي تستورد السلاحف والسحالي للقيام بالأبحاث العلمية. ويعد علم الحياة البرية عبارة عن تجميع للمعارف من علوم كثيرة وثيقة بالبيئة التي تشكل عناصرها الجزء المهم من حماية للحيوان البري ومعيشته وغذائه وعلاقاته التنافسية عن طريق خلق التفاعلات المختلفة في البيئة وعناصرها كما تأتي علاقته بالجيولوجيا عن طريق الحفريات ويرتبط بعلم الطفيليات والتشريح والأنسجة وعلم الأمراض والأجنة والوراثة والتطور والهندسة الوراثية وبعلم الموارد وعلم الاقتصاد نسبة للمساهمة الاقتصادية للحياة البرية ومنتجاتها في الاقتصاد الوطني، كما يرتبط بعلوم النبات وعلوم التصنيف ودراسة النباتات البرية الصحراوية ذات القيمة الاقتصادية العالية.
وتشكل الكثير من عناصر الحياة البرية مصدرا للجينات لاستخدامها في عمليات التحسين الوراثي للأنواع الاقتصادية من نبات وحيوان من خلال التقنيات الحيوية الحديثة، كما وجد أن بعض الأنواع البرية يمكن أن يستخدم كمؤشر على تطور النظام البيئي أو على تدهوره. أما من الناحية السياحية، نجد أن هناك آلاف السياح يزورون المحميات والمواقع الطبيعية حيث تتعدد المنافع المعنوية وذلك من خلال الاستماع لتغريد الطيور ومشاهدة جمال البرية في الحصول على التسلية النفسية وتقويم الوجدان ورفع القوي والقدرة واستعادتها للإنتاج والإحساس بالشجاعة والرفق بالحيوان. ومن جهةٍ أخرى فإنّ للحياة البرية أهمية تراثية وثقافية تتمثل في الطقوس والتأثيرات الروحية والنفسية والمقدسات متصلة بالأنواع البرية، فضلا عن ارتباط الأنواع البرية بالشعر والموسيقى والفنون كالرسم والنحت، مما يثري الحياة الإنسانية، كما إن أسماء العديد من المواطنين في الوطن العربي مستمدة من الحياة البرية كالنمر والفهد والمها والريم.