يكتسب اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية (141) الذي يبدأ اليوم بمقر الأمانة العامة بالقاهرة، أهميّة استثنائيّة لطبيعة الموضوعات المهمّة المطروحة على جدول أعماله..
فالاجتماع الذي تشارك فيه السلطنة بوفد برئاسة معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، يعج جدول أعماله بالعديد من القضايا والملفات التي تنتظر قرارات المجلس الوزاري العربي أو الإحالة إلى القمة العربية المرتقبة في الكويت في الأسبوع الأخير من شهر مارس الحالي.
وفي ظل ما يكتنف الواقع العربي الراهن من تعقيدات والتباسات، يعول كثيرًا على قمة الكويت في إزالة الخلافات العربية، والتطرّق الجاد والمثمر للقضايا المرحلة من القمم السابقة، وهذا بدوره يلقي على اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته الحالية مسؤولية كبيرة في التحضير الجيّد للقمة العربية؛ حتى تكون مخرجاتها بحجم التحديات العديدة التي تواجهها الأمة في العديد من أقطار الوطن العربي الكبير.
كما إنّه منوط بالمجلس الوزاري العربي العمل على وضع برنامج عمل يتضمّن العناوين الرئيسية لبنود جدول أعمال القمة العربيّة الخامسة والعشرين التي تحتضنها الكويت، والتعمّق في التحضير لها بشكل موسّع وتفصيلي وبحث كافة الموضوعات التي ستتطرق لها القمة في المجالات السياسيّة والاقتصادية والاجتماعيّة، بغيّة بلورة اجماع حول هذه الموضوعات يسهل على القادة الذين سيشاركون في القمة مهمّة التوافق عليها بصورة سلسة؛ خاصة أنّ هناك العديد من القضايا المعلقة والمعقدة التي تتطلب تحضيرًا جيدًا، والتي تتضمن ملفات سياسية شائكة في مقدمتها القضيّة الفلسطينيّة والأزمة السوريّة بكل تعقيداتها والصراع العربي الإسرائيلي.
إضافة إلى التطرّق إلى مجمل الأوضاع العربية الراهنة بكل تجليّاتها، خاصة في الدول التي شهدت ثورات الربيع العربي..
وثمّة بند مهم على جدول اجتماعات الوزاري العربي يتعلّق بتطوير وإصلاح الجامعة العربية، فهو يكتسب من أهميّة دور الجامعة، وما يعوّل عليها مستقبلا كجسم فاعل في التصدّي للقضايا العربية وإيجاد الحلول الناجعة لها.