أسماء بنت خليفة الحارثية (*)
كان لابد أن أصقل موهبتي مبدئيًا بخضوعي لمجموعة ورش ودورات تخصصية، وكان من أكبر اهتماماتي احتكاكي بذوي الخبرة وبمن لديهم باع طويل في عالم الابتكار، فكانت فكرة جمع المبتكرين العمانيين تحت راية واحدة تجول بخاطري إلى أن اكتشفت مع المهتمين بمجال الابتكار بروز حملة واعدة في الساحة ترعى الموهبة والإبداع العماني، فارتأينا أن نجتمع تحت مظلتها ونشكل فريق المبتكرين العمانيين بهدف شحذ هممهم وتنمية مهاراتهم وتلمس احتياجاتهم وإيصال فكرهم للمجتمع، يحركنا في سبيل ذلك كفريق رسالتنا التي تتلخص في بناء جيل واعد واعي مبتكر يتحدى الصعاب يبحث عن بقعة ضوء في الظلام الدامس ليعيد الحضارة الإسلامية العربية إلى سابق عهدها، فالعمانيون وغيرهم من العرب ليسوا أقل عبقرية عن الغربيين، فقد ثبت من خلال الدراسات الدولية أن العرب عامة والمصريين خاصة أذكى دول العالم على الإطلاق، إذًا ما ينقصنا ليس الذكاء ما ينقصنا هو ثقة من حولنا بقدراتنا، ما ينقصنا هو تبني إبداعاتنا لتصل لمجتمعنا.
أتألم كثيرًا حين أعلم أن الخبير الأجنبي ينال تقديرًا ماديًا ومعنويًا لا يضاهي نظيره العماني حتى وإن درسا وتخرجا معًا في نفس المؤسسة التعليمية، أتألم كثيرًا حين أسمع أنين المبتكرين من قلة الدعم أحيانًا أو انعدامه غالبًا، أتألم كثيرًا حين يرفع أحدهم الراية البيضاء ويغلق صفحة الابتكار في حياته، أتألم كثيرًا حين أعلم أن عقلاً ناضجًا من عقول شبابنا قد جهز حقيبة الهجرة للغرب.
متى يدرك المجتمع العماني أن عصر الإنتاج والابتكار بدأ في وطني؟
متى يدرك المجتمع أن شبابنا أصبح واعيًا مفكرًا مبدعًا؟ متى يدرك مجتمعنا أن بين شبابنا العماني أينشتاين وجراهام بل وفاراداي وأديسون والأخوان رايت؟
المبتكر العماني الشاب لا يرضي طموحه مجرد الاحتفال به وبإبداعاته يومًا في السنة، ابتكاراته ليست لوحة فنية أو تحفة تعرض في المعارض، هو لا يريد من المجتمع إلا أن يلتفت إليه ويحتضن ابتكاراته فهو لم يبدأ مشواره في عالم الابتكار إلا خدمة لوطنه ومجتمعه، فلم يرمي المجتمع الشوك في طريقه؟!
(*)نائبة مشرف قسم الابتكارات العلمية بحملة مبدعو عمان
[email protected]