تويت
عبري - العمانية
تعتبر قرية "البانة" من القرى الجميلة بولاية عبري وتبعد عن مركز الولاية حوالي 45 كيلومترًا وتقع في الشمال الشرقي من الولاية وبإمكان الزائر الوصول إليها عبر طريق عبري - بهلا مرورًا بطريق وادي العين حيث تبعد عن الطريق العام حوالي 35 كيلومترًا. ويقطن في قرية "البانة" ما يقارب من 4000 نسمة يتمركز (90) بالمائة منهم تقريبًا في مركز البلدة أمّا النسبة القليلة الباقية من السكان فهي موزعة على المناطق الزراعية خارج القرية.
وتتنوع مهن أهالي البلدة بين الزراعة والرعي وتربية المواشي بمختلف أنواعها مثل الغنم والبقر والماعز والإبل نظراً لطبيعة البلدة الزراعية كما يزاول بعضهم النشاط التجاري وتوجد بقرية "البانة" بساتين النخيل وأشجار المانجو والليمون والموز إضافة لمساحات شاسعة من الأراضي المزروعة بالأعلاف الحيوانية كالذرة والبرسيم (القت) والحنطة وغيرها. وتسقى تلك الواحات الخضراء بواسطة ثلاثة أفلاج هي فلج الحلو وهو من الأفلاج الداوودية وتتدفق مياهه المتوسطة لكنّه لا ينقطع ودائم الجريان صيفاً وشتاءً والثاني فلج المر وهو عبارة عن مياه كبريتية تتدفق من باطن الأرض وتشبه إلى حد ما عين الكسفة بولاية الرستاق. ومن مميزات هذا الفلج أنّ مياهه لا تنقص ولا تزيد سواءً مع وفرة الأمطار أو نقصانها والفلج الثالث يسمى بيل وهو وافر المياه بغزارة ويعتمد عليه الأهالي خاصة في فترة الزراعة الموسميّة. ويوجد بالقرية العديد من العيون المائية مثل العين المرة التي صمم لها الأهالي قنوات صغيرة ودقيقة جداً نظرًا لقلة مياهها كما تتميز القرية بواديها الجميل الذي لا تنقطع مياهه الجارية طوال العام.
ويستمتع الزائر والسائح أثناء زيارته للقرية بصوت خرير المياه بين الصخور وزقزقة العصافير في واديها الكثيف بأنواع الأشجار المختلفة أمّا عن تاريخ بلدة "البانة" فهي عريقة والشواهد التاريخية التراثية شامخة تحكي للزائر ما مرت به من أحداث ووقائع ناطقة بلسان حالها عن أصالة هذه البلدة. كما يوجد بالقرية العديد من الجوامع والمساجد والحارات القديمة مثل جامع ومسجد الزام وكذلك الأبراج التي كانت تستخدم في التحصن من الأعداء منها برج الجامع وبرج القرين وبرج الجناة وبرج السرحة وبرج الوغلة وبرج بيل وبرج الزروب وبرج الصباح وغيرها. وفيما يخص المنجزات التنموية فقد حظيت القرية بنصيب وافر من معطيات النهضة المباركة في العهد الزاهر الميمون حتى أصبحت تلامس واقع أبناء القرية وأصبحوا ينعمون بهذه المنجزات من الطرق والكهرباء والمدارس بجانب شبكة الهاتف النقال وغيرها. ويقصد البلدة السياح والزائرون لما تتميز به من مقومات جذب سياحية.
