كييف - الوكالات
يُدلي سكان شبه جزيرة القرم اليوم، بأصواتهم على استفتاء حول حول الانفصال عن أوكرانيا، وسط ثقة عارمة من الكرملين بأن تكون نتيجة الاستفتاء في صالح "الانفصال"، بينما انتهت اللجنة الأوروبية للديمقراطية والقانون والمعروفة باسم "لجنة البندقية" التابعة لمجلس أوروبا، إلى أنه لا الدستور الأوكرانى ولا دستور شبه جزيرة القرم يسمح بإجراء استفتاء حول الانفصال.. وأضافت بأن الظروف المصاحبة للاستفتاء لا تتوافق مع المعايير الديمقراطية، واعتبر خبراء قانون دستورى تابعون لمجلس أوروبا أن استفتاء شبه جزيرة القرم حول الانضمام إلى روسيا غير شرعى.
وفي سياق متصل، قال الأمين العام لحلف الأطلسي إندرس فو راسموسن، إن الاستفتاء المزمع إجراؤه في منطقة القرم في أوكرانيا سينتهك القانون الدولي وإنه يفتقر الى المصداقية.
وصوَّت برلمان القرم لصالح الانضمام إلى روسيا، وحدد موعدا للاستفتاء على القرار اليوم.. وقال راسموسن في بيان: "ما يُسمى بالاستفتاء... سيكون انتهاكا مباشرا للدستور الأوكراني والقانون الدولي. اذا أجري فإنه لن يكون له أثر قانوني أو شرعية سياسية". وأضاف "إجراء هذا الاستفتاء سيقوض الجهود الدولية للتوصل الى حل سلمي وسياسي للأزمة في أوكرانيا".. وأصدر راسموسن البيان بعد أن شارك سفراء روسيا وأوكرانيا في اجتماع لخمسين دولة في مقر الحلف لبحث الأزمة.
وطلبت أوكرانيا عقد الاجتماع الاستثنائي لمجلس الشراكة الأوروبية الأطلسية وهو منتدى يضم أعضاء الحلف الثمانية والعشرين و22 دولة من أوروبا ووسط آسيا. وحث راسموسن روسيا على التصرف بمسؤولية والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.. وأضاف "يجب أعطاء الحوار والمفاوضات فرصة لتنجح في وقف تصعيد الموقف والتوصل الى حل سياسي."
وكانت موسكو قد أرسلت مزيدا من القوات والمدرعات إلى القرم، أمس الأول، وكررت تهديدها بارسال قوات إلى أجزاء أخرى من أوكرانيا؛ ردًّا على أعمال عنف وقعت في دونيتسك ليل الخميس وهي لا تبدي أي استعداد للاستجابة لمطالب الغرب بالانسحاب.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه سيكون هناك رد أقوى اذا صعدت روسيا التوتر في أوكرانيا وهددت شعبها.. وبعد أن أجرى محادثات "مباشرة وصريحة" مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، على مدى ست ساعات قال كيري إن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لن يعترفا بنتيجة الاستفتاء الذي تشهده القرم يوم الأحد.
وأضاف بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس لديه استعداد لاتخاذ اي قرار بشأن القرم الا بعد الاستفتاء. وقال للصحفيين عقب الاجتماع: "إذا تسببت روسيا فيما يزيد التوترات او يهدد الشعب الأوكراني فمن المؤكد أننا سنقوم برد أقوى وسيكون هناك ثمن".
وطلب كيري من روسيا توضيح معنى نشر قواتها قرب أوكرانيا. وقال إنه أبدى -أثناء لقائه مع لافروف في لندن الذي استهدف تخفيف حدة التوتر قبل الاستفتاء- قلقه من نشر القوات الروسية. ومضى يقول: "لا نحن ولا المجتمع الدولي سيعترف بنتائج هذا الاستفتاء وسنظل دائما نشعر بقلق بالغ تجاه نشر قوات روسية باعداد كبير في القرم وعلى طول الحدود الشرقية (لأوكرانيا)". وتابع كيري: "وزير الخارجية (الروسي) أوضح أن الرئيس بوتين غير مستعد لاتخاذ اي قرار يتعلق بأوكرانيا إلا بعد إجراء الاستفتاء".
وعلى صعيد الأحداث، قتل شخصان (ناشط مؤيد للروس وأحد المارة) في وقت مبكر من صباح أمس السبت، فى خاركيف شرق أوكرانيا فى تبادل لإطلاق النار بين قوميين متشددين وموالين للروس كما أفاد مصدر فى الشرطة. قال المصدر إن الناشطين الموالين للروس حاولوا الدخول إلى مبنى كانت تتواجد فيه مجموعة من الأشخاص يشتبه أنهم أطلقوا النار مساء أمس، الجمعة، على تظاهرات مؤيدة للروس، موضحا أن المعلومات لا تزال أولية. وأضاف إن المتواجدين فى المبنى هم من فتح النار.