الجزائر - الوكالات
أرغمت الظروف الاستثنائية التي تشهدها مدينة غرداية بجنوب الجزائر، أكثر من 120 عائلة على الفرار من بيوتها. وذكرت صحيفة "الشروق" الجزائرية، أن بلدة غرداية شهدت حركة نزوح " غير مسبوقة" بعد تجدد الاشتباكات بين شباب إباضيين وآخرين من السلفيين منذ الخميس الماضي.
وقتل 3 أشخاص في مواجهات عنيفة دارت في غرداية بجنوب الجزائر، أمس الأول، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مدير الصحة في الولاية. وقال المسؤول إن القتلى هم في الثلاثينيات من العمر وأن هناك شخصا رابعا حالته حرجة بعدما أصيب بجروح خطرة في هذه المواجهات المذهبية العنيفة التي دارت بين شبان في غرداية، المدينة المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي.
وتواصلت لليوم الخامس على التوالي المواجهات المذهبية بين عرب سنة وأمازيغ أباضيين في غرداية (600 كم جنوب الجزائر) المدينة التاريخية التي تعتبر بوابة الصحراء. وبحسب الوكالة، فإن اثنين من القتلى فارقا الحياة في مكان المواجهات قرب حي الحاج مسعود، في حين توفي الثالث في المستشفى متأثرا بجروحه. وأضافت بأن الشخص الرابع الذي أصيب في هذه المواجهات نقل إلى المستشفى وحالته حرجة.
وكان باحمد باباو موسى عضو لجنة العقلاء التي أنشئت عند اندلاع الأحداث في ديسمبر، قال في وقت سابق السبت إن 3 أشخاص على الأقل قتلوا بينما كانوا يحاولون الدخول عنوة إلى مفوضية للشرطة في غرداية.
واندلعت موجة المواجهات العنيفة هذه الثلاثاء بعدما خففت قوات الشرطة انتشارها في المدينة وفي الوقت الذي عادت فيه عائلات من سكان المدينة الميزابيين (الأمازيغ) إلى منازلهم التي تعرضت إلى الحرق في بداية الأحداث في يناير.
ولم يعرف في الحال الحصيلة الإجمالية لهذه المواجهات، ولكن عددا من الشهود أفاد بأنها أسفرت عن سقوط أكثر من 100 جريح، في حين تحدثت وكالة الأنباء الجزائرية الجمعة عن حوالى 60 جريحا سقطوا في غضون 24 ساعة، بينهم 8 "حالتهم حرجة" بعدما تعرضوا للحرق بالأسيد. وتعود آخر موجة صدامات في غرداية إلى ديسمبر ويناير، وقد حصدت في حينه 5 قتلى على الأقل من الأمازيغ وأكثر من 200 جريح.
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أنه تم تعزيز قوات مكافحة الشغب والشرطة في المنطقة مدعمة بوحدات التدخل للدرك الوطني بمختلف "الأحياء الساخنة، ولجأت قوات الأمن للقنابل المسيلة للدموع لفض الاشتباكات.