ندوة تشاورية حول استراتيجية التنمية المستدامة للقطاع الزراعي 2040 بصحار

[جريدة الرؤية]

225 ألف عامل من الحائزين وأسرهم يعملون بالقطاع -
صحار - ناصر المجرفي - محمود اليعقوبي -
تصوير/ سلطان الشملي -
عقدت صباح أمس بالكلية التطبيقية بولاية صحار الندوة التشاورية حول أهمية استراتيجية التنمية المستدامة للقطاع الزراعي 2040م بحضور عدد من أعضاء مجلس الشورى وأعضاء المجلس البلدي والشركاء المعنيين بالقطاع الزراعي، وهدفت الندوة إلى التفاعل مع آراء وأفكار الجهات المعنية المشاركة والاطلاع على تحديات ومعوقات القطاع الزراعي والاستماع إلى الرؤى والأفكار والمقترحات التي تساهم في تطوير الواقع الزراعي إضافة إلى بلورة الفرص الاستثمارية الواعدة والتعرّف على أولويات التنمية والاستثمار الزراعي في المحافظة ومدى انسجامها مع الأولويات الوطنية. ويأتي تنظيم هذه الندوة ضمن سلسلة من الندوات التي تنفذها وزارة الزراعة والثروة السمكية في مخلتلف المحافظات خلال الشهر الجاري في إطار خطة العمل الخاصة بإعداد إستراتيجية التنمية الزراعية المستدامة 2040 الجاري تنفيذها من قبل الوزارة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
وأشار الدكتور خالد بن منصور الزدجالي مدير عام التخطيط والتطوير بالوزارة في حديثه خلال العرض المرئي إلى أهمية القطاع الزراعي والذي يعتبر من نسيج المجتمع العماني فهو نشاط اقتصادي أصيل وركيزة أساسية داعمة للاقتصاد الوطني ودور فاعل في تنمية واستقرار المجتمع الريفي علاوة على تحقيق نسب اكتفاء ذاتي لبعض السلع إضافة الى تطوير قطاعات اقتصادية أخرى كما أنّ هذه المهنة تمارس من قبل شريحة واسعة من العمانيين يبلغ عددهم 225 ألف عامل من الحائزين وأسرهم، كما تكمن أهمية الاستراتيجية في تفعيل وتوجيه البرامج الإرشادية والبحثية ونقل التقانات وبما يخدم نظم الإنتاج القائمة وتطويرها والاهتمام بالحلقات التسويقية والتصنيعية وربطها بالحلقة الإنتاجية. علاوة على إعداد خطة استثمارية مركزية خمسية مساندة ومكملة ومتفاعلة مع توجهات الإستراتيجية. إضافة إلى جمع الإستراتيجيات الفرعية التخصصية ضمن إطار إستراتيجية واحدة متكاملة لضمان كفاءة التنفيذ والتناغم مع الرؤية الشاملة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للسلطنة حتى عام 2040.
ولفت إلى أنّ متوسط الأنتاج خلال الفترة من 2009- 2012م للنشاط النباتي 1،6% والحيواني 17،3%، وقد بلغ إجمالي مساحة الحيازات الزراعية 2012-2013 ( 355) ألف فدان مقارنة بـ ( 324،4) ألف فدان في تعداد 2004/3005م أي بزيادة بلغت 9%. وعن تدابير إعداد الاستراتيجية قال: هناك عدد من التدابير التي تمت في هذا المجال منها التعاقد مع منظمة الفاو لتعزيز جهود الوزارة في اتباع أفضل السبل لإعداد الإستراتيجية وفق المنهجيات المتطورة والمعايير الدولية وخلق البيئة المناسبة لتعزيز المشاركة المجتمعية والتفاعل مع ذوي الشأن في التعرف على تحليل المشاكل والتحديات التي تؤثر على تحقيق التنمية الزراعية لبلورة المقترحات الواقعية لمواجهة هذه التحديات واستكشاف الفرص المتاحة والاستفادة منها لتحقيق درجات أعلى من التنمية المستدامة، ومن التدابير أيضا تفعيل الشراكة وتحديد الأدوار للقطاعين العام والخاص في تنفيذ خطة عمل الإستراتيجية.
منهجية إعداد الاستراتيجية :
وقال الدكتور خالد الزدجالي إنّ منهجية اعداد الاستراتيجية تتمثل هذه المنهجية في إعداد خطط خمسية ترتكز على بعد استراتيجي لغاية 2040 والتفاعل مع كافة الاستراتيجيات التخصصية السابقة والدراسات والتقارير التطويرية والمساهمة الفاعلة مع الفريق الوطني في إعداد موضوعات الإستراتيجية ومحاورها ومتابعة مضماينها علاوة على التفاعل التام مع كافة الشركاء المتقاطعين مع القطاع الزراعي والحيواني والتناغم والتفاعل مع فريق منظمة الأغذية والزراعة للأمم الممتحدة.
مرتكزات الاستراتيجية:
وعن مرتكزات استراتيجية التنمية المستدامة للقطاع الزراعي 2040 قال: ترتكز الاستراتيجية على عدد من المرتكزات الأساسية ومن أهمها الرؤية في قطاع زراعي متطور ومستدام يساهم بفاعلية في تنمية عمان من خلال زيادة مساهمة الزراعة في تحسين المستويات المعيشية وتحقيق التوازن وتدعيم وتعزيز دور المؤسسات وزيادة فاعليتها في دفع عجلة التنمية الزراعية إضافة إلى المحافظة والاستخدام الأمثل للموارد الزراعية وصياغة سياسات وبرامج فاعلة لزيادة كفاءة نظم الإنتاج الزراعي.
كما قدم الكتور سعد المدني رئيس الفريق الدولي لإعداد استراتيجية التنمية المستدامة للقطاع الزراعي 2040 من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) شرحا وافيا عن مرتكزات الإستراتيجية من حيث سياسات وبرامج فاعلة لزيادة كفاءة نظم الإنتاج الزراع ، والمحافظة والاستخدام الأمثل للموارد الزراعية وتدعيم وتعزيز الدور المجتمعي للمؤسسات وزيادة فاعليتها في دفع عجلة التنمية الزراعية بالإضافة إلى النهوض بمساهمة الزراعة في دفع عجلة التنمية الزراعية.
وقال الدكتور سعد المدني إنّ التعاون بين منظمة الفاو ووزارة الزراعة والثروة السمكية تعاون بناء في مساعدة السلطنة على إعداد إستراتيجية وطنية لتنمية القطاع الزراعي وبلورة أهدافها على أرض الواقع لتحقيق منظومة متكاملة للقطاع الزراعي في سلطنة عمان والتي تسهم في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الاقتصاد الوطني. وفي ختام الحلقة التشاورية تمّ فتح باب النقاش والتساؤلات حول الاستراتيجية وأهدافها وأهميتها بالنسبة للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية، كما دارت النقاشات حول احتياجات المزارعين من دعم وتسويق لمنتجاتهم الزراعية.