إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العنف المذهبي العرقي في الجزائر.. استنزاف للموارد وتهديد لسباق الرئاسة المرتقب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العنف المذهبي العرقي في الجزائر.. استنزاف للموارد وتهديد لسباق الرئاسة المرتقب


    الجزائر – الوكالات-
    أحداث العنف وأعمال الشغب والمواجهات الدامية التي تتجدَّد في مدينة غرداية، جنوب الجزائر، بين الميزابيين الإباضيين من الأمازيع والمالكيين العرب، لا تثير المخاوف من إشعال نيران الفتنة المذهبية والعرقية، في الجزائر فحسب، بل تدفع المراقبين إلى التساؤل حول من يقف وراء تلك الأحداث الدامية؟ ومن يدفع البلاد إلى الانحدار في هاوية العنف؟ ومن المستفيد وصاحب المصلحة من تجدد العنف والمواجهات في أحياء المدينة، من آن إلى آخر؟ ثم أين الدولة ومؤسساتها الأمنية القوية، سواء الجيش أو الشرطة أو المخابرات، من القدرة على ضبط الأمن، والقضاء على الشغب وفرض سيادة القانون؟ فهل تغيب الدولة عن غرداية متعمدة أم أن مؤسساتها قد أصابها الضعف والترهل، وصارت عاجزة عن إطفاء شرارة العنف المذهبي، الذي بات خطرا محدقا، يقلق مضاجع الشعب الجزائري؟! وهل ثمة جهات خارجية وأجنبية متورطة في إشعال أعمال العنف؟ وهل لتلك الأحداث المؤسفة علاقة، بالانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الشهر المقبل، والتي أثار ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة -رغم مرضه- جدلا كبيرا؟!
    كلها تساؤلات تثيرها أعمال العنف المتجددة في غرداية، والتي سقط فيها عشرات القتلى ومئات المصابين، وتم فيها حرق ونهب المحلات التجارية والمنازل والممتلكات العامة والخاصة، كثيرة ومتعددة، ومازال يكتنف الإجابة على أكثرها الغموض، لا سيما بعد أن تسبَّبت المواجهات المذهبية المتقطعة في مدينة غرداية، جنوبي الجزائر، منذ ديسمبر الماضي، بين العرب والأمازيغ، في خسائر بقرابة 40 مليون دولار، بحسب مصادر رسمية وممثلي التجار المحليين.
    الأسباب التي اشتعلت بين الأمازيغيين والعرب أسباب بسيطة تعود إلى نزاع حول قطعة أرض بالقرب من المقابر الخاصة بالأمازيغ، وقد كان من اليسير السيطرة على الأوضاع، وفرض سيادة القانون، واحتواء الموقف قبل تفجر العنف والشغب، وإثارة الفتنة.
    ولكنَّ الدولة المشغولة حاليا بإعداد المسرح السياسي، لتولي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، العهدة الرئاسية الرابعة، لم تهتم بفرض سيطرتها سريعا على الأوضاع، ولم تنجح في استعادة الأمن والهدوء بالمدينة، ولم تعالج أسباب النزاع والشقاق، فصارت النار تحت الرماد، يشعلها ببساطة من أراد ينفخ سموم الفتنة والشقاق، ويسيل الدماء التي يصعب معها تحقيق المصالحة، فيصير للعنف ولغة الثأر الكلمة العليا، بدلا من لغة التفاهم والحوار والتعايش السلمي، الذي كان سائدا منذ مئات السنين.
    ورغم قيام وزير الداخلية بزيارة المدينة، ومضاعفته لعدد قوات الأمن بها، إلى أربعة أضعاف، واعتقال العديد من المتورطين والمشتبه بهم، بأحداث العنف والشغب، ورغم تهديد الوزير بالضرب بيد من حديد كل من يمس أمن مواطني غرداية، إلا إن القبضة الأمنية الحديدية، أثبتت فشلا ذريعا في احتواء المواجهات الدامية، التي بلغت ذروتها شهري ديسمبر ويناير الماضيين وسقط خلالها خمسة قتلى وما يزيد عن مئات جريح، لتتجدد مرة أخرى خلال شهر مارس الجاري، ويسقط فيها قرابة أربعة قتلى وعشرات الجرحى.
    ... ويبقى ملف غرداية مفتوحا، يثير المخاوف من امتداد العنف إلى مدن جزائرية أخرى، ويتصاعد معه القلق، ممن يحاول أن يزكي نيران الفتنة، ويحمل النزاع والصراع أبعادا مذهبية، في ظل مخططات إيرانية وغربية، توحدت من أجل إشعال ملف الفتنة الطائفية والمذهبية، ليس في الجزائر فحسب، بل في الوطن العربي والعالم الإسلامي بأسره، وما يحدث بالعراق وسوريا واليمن والبحرين وغيرها، خير دليل على تلك المؤامرة الطائفية القذرة، التي تشعل فتنة كبرى، تستعر نيرانها بدماء المسلمين الأبرياء.
يعمل...
X