مسقط - الرؤية
اختتمت، أمس، أعمال ورشة العمل المتخصصة -التي نظمها المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، بالتعاون مع اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ومكتب اليونسكو- في الدوحة، تحت عنوان "التصنيف الدولي الموحد للتعليم-إسكد 2011 وإحصاءات الثقافة". واستمرت الورشة لمدة أربعة أيام وحضرها عدد من المختصين الإحصائيين من مختلف الجهات ذات العلاقة في الحكومة؛ حيث تم تخصيص اليوم الأول والثاني للتدريب على تصنيف "إسكد 2011" وإحصاءات تمويل التعليم بينما خصص اليوم الثالث والرابع للتدريب على إحصاءات الثقافة. وتم التركيز خلال ورشة العمل على تدريب المشاركين على كيفية تجاوز الاختلاف الموجود في نُظم التعليم الوطنية بين مختلف الدول؛ حيث يعمل التصنيف الدولي الموحد للتعليم -إسكد 2011- على فهم مدخلات النظم التعليمية ونتائجها وتفسيرها بشكل صحيح، ومن منظور شامل للخروج ببيانات موحدة قابلة للمقارنة.
أما فيما يخص إحصاءات الثقافة، فقد تم تدريب المشاركين على الإطار العام للإحصاءات الثقافية والمفاهيم المرتبطة بها وبنيتها الهيكلية وكيفية قياس البعد الاقتصادي والاجتماعي للثقافة، كما ألقت ورشة العمل الضوء على وسائل تنفيذ الإحصاءات الثقافية ومصادر البيانات التي تعتمد في ذلك، إضافة إلى تطرقها إلى الوظائف التي يولدها القطاع الثقافي والتصنيفات الدولية المستخدمة على مستوى العالم في تحديد الأنشطة الإنتاجية والسلع والخدمات والتجارة والمهن الثقافية.
حبيب بن جعفر اللواتي المكلف بأعمال مدير عام الاحصاءات الاجتماعية، يقول: "إن النجاح الذي تحقق في هذه الورشة والاستفادة الكبيرة التي جناها المشاركون في الورشة يدفعنا إلى تعزيز هذا الجانب؛ وذلك عبر تنظيم المزيد من ورش العمل خلال الفترة المقبلة.. مشيرا إلى أن وجود خطط مستقبلية لدى المركز في تنفيذ ورش أخرى وفي مختلف المجالات، كما يشارك المركز مع الجهات الإحصائية الأخرى سواء داخل السلطنة أو خارجها في ورش مماثلة إذ يهدف إلى تأسيس وتأهيل القدرات الإحصائية في السلطنة في مختلف القطاعات.
ومن جانبه، أشار يوسف فلاح إسماعيل مستشار مكتب اليونسكو للإحصاء في الدوحة والمحاضر في الورشة.. مؤكداً أهمية الدورة؛ فقال: "لقد استطاعت ورشة العمل هذه أن تساعد العاملين في المجالات الإحصائية على تعديل أساليبهم بما يضمن جودة النتائج أولاً وإمكانية مقارنتها على الصعيد الدولي في كلا المجالين التعليم والثقافة، كما سيطبق نظام إسكد 2011 هذا العام، وهو النسخة المعدلة والمطورة للتصنيف الدولي الموحد للتعليم إسكد 1997؛ حيث سيقوم معهد اليونسكو للإحصاء بإرسال الاستمارات الخاصة بالمسح السنوي للعام 2014 قريبا".
ومن جهتها، قالت حليمة الوهيبية إخصائية سكانية بالمركز الوطني للإحصاء والمعلومات، أن المشاركة في الورشة أتاحت لها الاطلاع على كيفية إعداد إحصاءات التعليم بحيث تتجاوز الاختلاف الموجود في نُظم التعليم الوطنية بين الدول؛ وذلك من خلال فهم مدخلات النظم التعليمية ونتائجها وتفسيرها بشكل صحيح مما يتيح لنا في النهاية الخروج ببيانات موحدة قابلة للمقارنة. وأكدت الوهيبية على أنها استفادت كثيرا من ورشة العمل هذه، وأنها ستقوم بنقل المعلومات والمهارات التي أكتسبتها إلى زملائها بالعمل، كما أنها ستحرص على الاستفادة من أية ورش عمل تقام مستقبلا لما لها من تأثير إيجابي على تطوير أداء الموظف الإحصائي.
وبدوره، أكد د. حميد النوفلي إخصائي علاقات دولية باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم والمشارك في الورشة على أهمية هذه التدريب.. قائلاً: "تعد هذه الورشة بالغة الأهمية؛ حيث تقوم السلطنة بإجراء مسح شامل عن القضايا المتعلقة بالتعليم والثقافة وترسل البيانات والمؤشرات إلى المنظمات الدولية التي تبني استراتيجياتها وأهدافها للسنوات العشر القادمة بناء على هذه البانالت والتقارير، وعلى رأس هذه المنظمات اليونسكو والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم وكذلك المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والسلطنة عضو نشط في هذا المجال ولها السبق بشهادة المنظمات، ونحرص في اللجنة على التنسيق بين المنظمات العالمية والجهات الرسمية في السلطنة فيما يخص هذه القضايا، وهذه الورشة هي من ثمار التعاون بين السلطنة -ممثلة في اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم والمركز الوطني للإحصاء والمعلومات- مع منظمة اليونسكو، وقد نظمت السلطنة ثلاث ورش سابقة وهذه الورشة هي الرابعة؛ حيث تولي السلطنة المؤشرات التعليمة والثقافية عناية فائقة في رسم السياسات المستقبلية؛ لذلك تعد ورشة التصنيف الدولي الموحد للتعليم -إسكد 2011 وإحصاءات الثقافة، إضافة مهمة لجميع المشاركين؛ حيث كانت ثرية في المحاور التي تم التطرق إليها واستطاع المشاركون التعرف إلى كيفية تعبئة الاستبانات بكل دقة ومهنية حتى تخرج من السلطنة معطيات دقيقة على هيئة مؤشرات لليونسكو يمكن مقارنتها على المستوى الدولي، لقد كانت ورشة عمل ناجحة بكل المقاييس ونتطلع إلى تنظيم ورش مماثلة في المستقبل واستقطاب الخبراء في هذا الجانب، ونتوجه بالشكر الجزيل للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات ومنظمة اليونسكو واللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم لتنظيم هذه الورشة".