تويت
الجريمة التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس في مخيم جنين بالضفة الغربية، والتي أسفرت عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة أكثر من عشرة آخرين، تندرج في إطار مسلسل إجرامي يقوم به الاحتلال بحق الفلسطينيين. وهذه الممارسات الهمجية التي درج الاحتلال على انتهاجها، أمر غير مقبول ويهدد بنسف محادثات السلام التي تجري حاليًا..
إن ممارسات الاحتلال تسعى إلى تحقيق أهداف عديدة، فهي من جهة ترمي إلى تهويد القدس عبر سياسة التطهير العرقي من خلال السعي إلى إخراج الفلسطينيين من القدس الشرقية، وعبر التوسع الاستيطاني الذي ينسف مبدأ حل الدولتين، حيث إن كل الأنشطة الاستيطانية، والممارسات القمعية للاحتلال تؤكد عدم استعداد الحكومة الإسرائيلية للقبول بقيام دولة فلسطينية تتمتع بمقومات البقاء.
إن المماطلة والتسويف في المسار التفاوضي وتسارع التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية والقدس الشرقية والإصرار على الاعتراف بها كدولة يهودية، كلها عراقيل تنصبها إسرائيل في وجه أي تسوية سلمية مع الفلسطينيين.. فإسرائيل وبشهادات أممية عديدة تمارس أشكالا من التطهير العرقي، حيث إنه ومن واقع أرقام الأمم المتحدة فإن أكثر من أحد عشر ألف فلسطيني فقدوا الحق في العيش بالقدس في أقل من عقد من الزمن بسبب ما فرضته إسرائيل من قوانين إقامة تميل لصالح اليهود وتبطل تصاريح الإقامة الفلسطينية، كما أن الآلاف غيرهم يواجهون تحديات مماثلة، في سياق مخطط شامل لتهويد القدس وتفريغها من سكانها الفلسطينيين، وتغيير التركيبة العرقية من خلال تشجيع انتشار المستوطنات حولها.
إن العملية التفاوضية الجارية حاليا بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي تتوسط فيها الولايات المتحدة الأمريكية، لن يكتب لها النجاح في تحقيق السلام المنشود، في ظل الانتهاك الإسرائيلي المتجدد والهمجي بحق الفلسطينيين.