لندن – العمانية -
تحدثت صحيفة "الفينانشيال تايمز" البريطانية في تقرير نشرته عن أهمية الزيارة التي قام بها مؤخراً الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى السلطنة والتي كان من بين نتائجها التوقيع على اتفاق تقوم بموجبه إيران بتوريد الغاز الطبيعي إلى السلطنة.
وقال التقرير الذي كتبه سايمون كير وناجميه بوزورجميهر تحت عنوا :" الرئيس الإيراني حسن روحاني يوقع صفقة غاز مع سلطنة عُمان " إن الرئيس الإيراني اختتم زيارته الرسمية لمسقط بالتوقيع على اتفاق "طال انتظاره" لتوريد الغاز الطبيعي إلى السلطنة، واصفة هذه الزيارة بأنها " الأولى له لدولة عربية جارة لإيران منذ انتخابه رئيسًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية في أغسطس الماضي".
وأشار التقرير إلى أنّ حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - كان أول قائد يزور طهران بعد انتخاب الرئيس روحاني الذي تعهد بالعمل على تحسين العلاقات مع دول الجوار.
ونقلت الصحيفة عن مارك فاليري الأستاذ المتخصص في جامعة اكستر ببريطانيا قوله إن الزيارة "هي وسيلة للتعبير عن تقديم الشكر لعُمان على دورها في الحوار الأمريكي - الإيراني" فضلاً عن إحراز تقدم بشأن بعض القضايا الهامة والحيوية مثل النفط والغاز لفائدة الاقتصادين العُماني والإيراني ".. مضيفاً أن تلك الزيارة كانت أيضاً وسيلة لتمرير رسالة لبقية دول الخليج العربية الأخرى بأنّ مسقط ستستمر في علاقاتها الجيدة مع جيرانها.
ويقول كاتبا التقرير إنّ السلطنة استضافت المحادثات التي مهدت الطريق أمام القوى الغربية لتحقيق انفراجة دبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية العام الماضي.. وقامت السلطنة بدور الوسيط بين إيران والعراق خلال الحرب بينهما في الثمانينيات.
ويشير التقرير إلى أنّ التعاون الاقتصادي بين البلدين جاء على رأس جدول الأعمال خلال الزيارة حيث كان ضمن الوفد الذي رافق الرئيس روحاني كل من وزير النفط، ومحافظ البنك المركزي في إيران، مبيناً أن صفقة الغاز التي وقعا عليها تعني إمداد إيران للسلطنة بـ 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً عبر خط أنابيب يمتد إلى 350 كيلومترا من جنوب إيران إلى ميناء صحار شمال السلطنة.
ونقل التقرير عن وزير النفط الإيراني قوله إنّه يأمل أن يتم فتح خط أنابيب الغاز بين البلدين خلال ثلاث سنوات وهو ما يدل على عزم طهران ترجمة الواقع نحو اتخاذ خطوات عملية لتحسين العلاقات الدولية الأمر الذي سينعكس بشكل حقيقي على تنشيط الاقتصاد.
من جانبها نشرت صحيفة "الأهرام "المصرية موضوعاً يتصل بزيارة الرئيس الإيراني للسلطنة جاء تحت عنوان :" القمة العُمانية - الإيرانية " أكدت خلاله أنّ هذه الزيارة اكتسبت أهمية خاصة نظراً للأوضاع التي تمر بها منطقة الخليج العربية بصفة خاصة والشرق الأوسط بصفة عامة والدور الذي تقوم به السلطنة من خلال التواصل مع كافة الأطراف للمساعدة في استقرار المنطقة.
وقالت الصحيفة إنّ العلاقات العُمانية - الإيرانية لها خصوصية معروفة لدى خبراء السياسة الدولية فالسلطنة كانت دائمًا داعية سلام ووفاق من أجل إعادة التواصل بين الغرب وإيران كلما توترت الأجواء وقد رعت مصالح إيران في كندا وبريطانيا إثر وقف التمثيل الدبلوماسي مع هذين البلدين.
وأشارت إلى أنّ السلطنة احتضنت لقاءات غير رسميّة بين طهران وواشنطن العام الماضي حول الملف النووي الإيراني وتحدثت مصادر كثيرة عن دور أكثر أهمية للسلطنة في التوصل إلى الاتفاق النووي بين الغرب وإيران .وبيّنت الأهرام أنّ هذه العلاقات تستند إلى إرث يمتد على مدى تاريخ هذه المنطقة الحيوية من العالم وصولا إلى العقود الماضية وفي هذا السياق كان جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- أول قائد عربي وعالمي يزور إيران في أغسطس الماضي بعد فوز الدكتور روحاني بمنصب الرئاسة في شهر يونيو الماضي وبالمثل جاءت أول زيارة خارجية للرئيس الإيراني لتكون إلى مسقط خلال الأيام الماضية.
وقالت الصحيفة إنّه واتساقًا مع سياسة (صمت الحكمة) التي تتميز بها التحركات العُمانية دائما يتوقع المراقبون أن تظهر نتائج القمة العُمانية - الإيرانية تباعاً خلال الفترة المقبلة على ضوء الأوضاع الحالية في المنطقة.
وأكدت صحيفة الأهرام أنّ الجهود الدبلوماسية العُمانية تتوافق في هذا الصدد مع مبادئ السياسة الخارجية التي أرسى دعائمها جلالة السلطان المعظم - أيّده الله - على امتداد العقود الأربعة الماضية والتي تتمثل في الإيمان العميق بمبادئ حسن الجوار، واحترام السيادة والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والعمل من أجل تحقيق أفضل مناخ ممكن لدول وشعوب هذه المنطقة الحيوية من العالم لكي تبني حياتها على النحو الذي تراه محققاً لمصالحها دون المساس بمصالح الدول الأخرى بالطبع أو تعريضها للخطر.
واختتمت صحيفة الأهرام حديثها بالقول أنّ هذه السياسات الثابتة أثمرت على أرض الواقع نتائج مهمة لصالح دول وشعوب المنطقة؛ وذلك لأنّ القيادة العُمانية التي آمنت بأهميّة وضرورة التعاون البناء بين دول الخليج قد حرصت دومًا على الالتزام بذلك والعمل على تحقيقه عملياً ليس فقط على صعيد صلاتها مع بلدان المنطقة ولكن أيضًا على صعيد مواقفها تجاه القوى الدولية الأخرى دومًا وفي كل الظروف.