ثمّة أخطار كبيرة محدقة بالعالم العربي، تتهدد أمنه وسلمه واستقراره. وحاولت القمة العربية في الكويت بمستهل أعمالها أمس، قرع ناقوس للتحذير من هذه المخاطر وما يمكن أن تجر إليه الأمة من تشرذم، ومزيد من التفرقة والتشتت.. وهذه الأخطار ليست مخفية، أو سرية بل طافية على السطح وبادية للعيان، وهي ككرة الثلج تتعملق يومًا بعد آخر مع تدحرجها على سطح الخلافات العربية التي تعتمل بالكثير من النزاعات التي ينبغي حلحلتها توطئة لرأب الصدع العربي وتحقيق التضامن الذي يكفل للأمة الخطو صوب غايات العمل المشترك، والأهداف الموحدة..
إنّ الوقت يداهم العرب لتسوية نزاعات تعوق مسيرتهم المشتركة، وتقعد بهم عن الإسهام إيجابًا في قضايا العالم.. وتتصدر هذه النزاعات الحرب في سوريا والاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار في أكثر من بلد عربي، هذا عدا عن قضية العرب المركزية وهي القضيّة الفلسطينية التي لا تزال تراوح مكانها، وتنتقل من قمة إلى أخرى كبند ثابت على جدول الأعمال دون أن يكون للعرب القدرة على تحريكها صوب ساحة الحل العادل من خلال الضغط على المجتمع الدولي، أو حتى القدرة على التأثير الإيجابي على القوى الفلسطينية ودفعها إلى المصالحة الوطنية لتتفرغ للقضية بدلا من تبديد الجهود في الصراعات الداخلية، التي تعد إسرائيل المستفيد الوحيد منها.
إنّ المنطلق السليم للعمل العربي المشترك ومواجهة الأخطار الكبيرة التي تحيط بالأمة، يبدأ من تجاوز الخلافات، والقفز على أسباب الصراعات، والتوافق على صيغة حد أدنى من التضامن تكون بمثابة الدليل لتنفيذ خارطة طريق محددة المعالم لمواجهة الاستحقاقات المستقبلية للأمة بما يرتقي إلى مستوى الطموحات، ويلامس سقف تطلعات أبناء هذه الأمة من المحيط إلى الخليج.