زمزم المعمرية (*)
مؤسساتنا باختلافها تحتضن الموهوبين والمبدعين، منهم من جعلها ظاهرة للعيان ومنهم من يجعلها رهينة أدراجه، لتلتحف بعباءة النسيان، فحري بكل موهوب ومبدع أن يسعى إلى تطوير موهبته ليخدم ذاته وميوله، ويستغل وقته في هذا الجانب. فلا خجل من إظهارها ولا عيب في أن تكون موهوبا .
للإبداع أطروحات وجماليات، فالمبدع والموهوب ليس ثمرة فاسدة لا تشبع الجوعان ولا قطرات ملوثة لا تروي ظمأ العطشان. الموهوب أمل يبشر بالخير ويدعو إلى التفاؤل والاستبشار، الموهبة والإبداع عطية الله تعالى لِجميع الناس وبذرة كامنة مغروسة في الأعماق لتنمو وتثمر إن وجدت الحافز والرغبة في تحقيق الغاية أو تذبل وتموت.
رعاية الموهوبين ليست عبئا يمارس هنا وهناك، بل صنع شخصية واثقة من نفسها تخوض مجالها بقوة وتتنافس التنافس الشريف لتطويرها واكتساب المفيد من ذوي الخبرة في مجال الموهبة.
فالشاب المبدع الموهوب يتجه إلى ما يناسبه ويسعى إلى التجديد والتغيير بما لا يتنافى مع العادات والتقاليد، فالموهبة حكاية عليه أن يرويها للمجتمع ليشحذ الهمم الكامنة التي باتت تلتحف بعباءة النسيان داخل أدراج مغلقة يتراكم عليها غبار الزمن، فالموهبة هي بصيص الأمل للرقي والنهوض بالطاقات الشبابية ورقي المجتمع، ومن أجل الرقي سيبدع كل موهوب بموهبته.
لا يخفى علينا جميعا دور المؤسسات الحكومية والخاصة الذي تلعبه في رعاية الموهوبين بمختلف المجالات واستغلال الطاقات الشبابية، فالأنشطة المدرسية :كالإذاعة المدرسية، الصحافة، التصوير الضوئي، أصدقاء المختبر وأنشطة مؤسسات التعليم العالي التي تعنى بالقيادة والثقافة والأدب والابتكارات العلمية وغيرها، بالإضافة إلى دور جمعيات المرأة العمانية في مختلف ولايات السلطنة، ودور الأندية الثقافية الرياضية والمكتبات الأهلية والفرق التطوعية وغيرها من المؤسسات المجتمعية التي تحتضن طاقة الشباب وتنميها في مجالها والإعلام المقروء والمسموع في نشر ثقافة الموهبة والاهتمام بها من خلال التعريف بالموهوبين وعرض احتياجاتهم.
يجب عليك كموهوب أن تظهر مواهبك للجميع وافخر بذاتك ليفخر بك مجتمعك واصنع الفرصة وابنِ لك سلما تصعد وترقى من خلاله، فلا إبداع بلا مثابرة ولا نجاح بلا جد وإخلاص وعزيمة .
(*) طالبة بكلية العلوم التطبيقية بصور
[email protected]