منير العبري
في الصف الثاني عشر بدأت دخول عالم الابتكار. كنت ذاهبا للمدرسة كأيّ يوم عادي، في منتصف الطريق رأيت طفلاً وبيده لعبة - مروحة صغيرة- أخرجها من نافذة السيارة.فركزت نظري في المروحة لفترة طويلة، وقلت في نفسي، لماذا لا نستغل حركة السيارة لإنتاج طاقة كهربائية باستخدام مولد نثبته على سقف السيارة، وبه مروحة لتجعل المولد يعمل. وهكذا أتى أول ابتكاراتي أحسست بانجذاب نحو عالم الابتكار، لأنه ينفرد بغرابته وانفصاله عن عالم النّاس العادي. فهو يأخذ مجرى تفكير آخر، ويهدف إلى الإنتاج أكثر من الاستهلاك. وبذلك تصبح مفيدا للعالم بدل أن تصبح مستنزفًا للإنتاج ويساعدني على السير في هذا العالم الرائع صانعاً مني إنسانا يحب مساعدة الناس، والمساهمة في حل مشاكل العالم، وإيجاد أشياء جديدة في هذه الحياة. وتقديم إنجازات لهذا الوطن الغالي ورفع اسمه عالياً في منبر التقدم والتطور.
وإذا تطرقت إلى ما يخص آخر ابتكاراتي، فقد ابتكرت جهاز تحلية مياه متنقل. يمكن مستخدمه من نقله من مكان إلى آخر. وهو سهل الاستعمال ولكنني بحاجة للجلوس مع خبراء في مجال الكيمياء وبالأخص الخبراء في مجال المياه حتى تتاح لي الفرصة في جعل الابتكار مكتملاً ومستعدًا لدخول مرحلة التجربة ثم التبني والتصنيع وبعدها دخول السوق. هناك العديد من الصعوبات التي تواجه كل مبتكر أولها عدم توافر بعض الأدوات التي نحتاجها لابتكاراتنا في أسواقنا! وهذا من شأنه أن يعطل تقدمنا في تجسيد الابتكار من مرحلة الفكرة إلى واقع ملموس لنتحسس فيه نتائج أفكارنا.
والدعم المادي لنا كمبتكرين كالشبح الذي يراودنا، كيف لنا أن نكمل ابتكاراتنا والمادة ليست موجودة، بدون دعم مادي نضطر إلى التخلي أحيانا عن التفكير والإبداع فهذه الصعوبة قد تسبب لك محدودية التفكير، فلا تستطيع الوصول إلى بعض المستويات التي تحتاج لمبالغ باهظة بالرغم من وجود الفكرة. أيضاً عدم ارتباط مجالي الدراسي بعالم الابتكار يشكل نوعا من العقبات، وبهذا السبب سوف أجهل الكثير من الأشياء والحقائق التي يجب أن أعلمها وأتعمق فيها، كبعض القوانين في الفيزياء، أو الكيمياء وغيرها. ومن ناحية أخرى أجد صعوبة في ما يخص إيجاد وقت الفراغ، فنحن طلاب مرتبطون بدراسة ويصعب علينا التفرغ لدخول عالمنا المحبب(عالم الابتكار). ومن أهم التعقيدات التي من شأنها أن تخلق فينا خيبة أمل أحياناً عيشنا في بيئة غير محفزة، فبعض الناس يضعون في فكرهم أننا كعرب لسنا أهلا للابتكار والاختراع والتجديد، ولا نملك المقومات لذلك، ولكن الواقع شيء بعيد كل البعد عن ذلك.