موسكو - كييف – الوكالات -
قالت روسيا، أمس، إنها "لا تنوي" غزو شرق أوكرانيا؛ وذلك ردًّا على تحذيرات غربية من حشود عسكرية روسية على الحدود بعد ضم موسكو لشبه جزيرة القرم.. وأكد وزير الخارجية سيرجي لافروف -في حديث تلفزيوني- على رسالة للرئيس فلاديمير بوتين قال فيها: إن روسيا ستركن في الوقت الحالي على الأقل للسيطرة على القرم، رغم حشد آلاف الجنود قرب الحدود الشرقية لأوكرانيا. وأضاف لافروف: "ليست لدينا على الإطلاق أي نية أو مصلحة في عبور حدود أوكرانيا". لكنه شدد على أن روسيا مستعدة لحماية حقوق الناطقين بالروسية في إشارة إلى تهديدات ترى موسكو أنهم يتعرضون لها في شرق أوكرانيا منذ الاطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش في فبراير.
إلى ذلك، قالت الخارجية الروسية إن اتصالا هاتفيا جرى بين لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري. وأضافت أن الوزيرين ناقشا قضية أوكرانيا وإجراء مزيد من الاتصالات مستقبلا.
وفي سياق آخر، اختتم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، جولة خارجية شملت زيارة أربع دول دون أن يحرز تقدمًا يذكر فيما يخص الأزمة الأوكرانية. وتمخضت مشاوراته الدبلوماسية في لاهاي وبروكسل وروما على مدى الأسبوع الماضي جميعها عن إظهار قوي للوحدة بين الولايات المتحدة وأوروبا بخصوص أنه يتعين أن تواجه روسيا العواقب إذا تحركت ضد جنوب أو شرق أوكرانيا. لكن ما إذا كان الحلفاء الأوروبيون سيتحملون نوع العقوبات اللازمة لتقويض الاقتصاد الروسي فلا يزال سؤالا مفتوحا حيث ستتأثر بعض اقتصاداتها أيضا.
وعرض اتصال هاتفي جرى في وقت متأخر من صباح أمس، بين أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد روسيا للتفاوض على حل دبلوماسي. لكن هذه الأنباء لاقت ترحيبا حذرا من جانب مسؤولين أمريكيين تساءلوا عما إذا كان بوتين يريد حقا التوصل لاتفاق. وتحدث أوباما مع بوتين مباشرة بعد لقائه بالعاهل السعودي الملك عبد الله حيث كانت الحرب الأهلية في سوريا وهي سبب كبير للخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا الموضوع الأساسي للمحادثات.
وقال مسؤول كبير من إدارة أوباما بعد الاتصال الهاتفي إن المسؤولين الأمريكيين الان "سيرون ما إذا كان الروس جادين بشان الدبلوماسية" حيال أوكرانيا. ولم يغب عنهم أن الحكومة الروسية كانت قد أكدت للغرب أنها لن تتحرك ضد منطقة القرم في جنوب أوكرانيا ثم فعلت. والان يزداد قلق المسوؤلين الأمريكيين في ظل احتشاد ما يصل إلى 40 ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية. وبالاضافة إلى ذلك جاء في البيان الروسي عن الاتصال الهاتفي بين بوتين وأوباما أن الرئيس الروسي أثار المخاوف بشأن ترانسنيستيريا وهي قطاع من مولدوفا تسكنه أغلبية تتحدث الروسية.
وهناك مخرج دبلوماسي أمريكي محتمل في قلب المفاوضات التالية المتوقعة بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف، يتضمن هذا المسعى الأمريكي نشر مراقبين دوليين في أوكرانيا لضمان سلامة المواطنين ذوي الأصول الروسية وانسحاب القوات الروسية واجراء حوار مباشر بين روسيا وأوكرانيا.
ولا يزال المسؤولون الأمريكيون غير واثقين من نوايا بوتين في المنطقة. وخلال زيارته إلى لاهاي قال أوباما إن روسيا "قوة إقليمية" تبحث عن ممارسة نفوذ في المنطقة.